كان الحوار الجرىء الذى أجرته الملكة "نازلى" مع صحفية أمريكية يتحدث بصراحة شديدة عن أنها أجبرت على الزواج منه وأنها كانت ترفضه لأنه يكبرها بعشرات الأعوام، ووصفت فيه غيرته عليها بأنها حمق وغباء لا يطاق، وأنها تدعو الله ليل نهار ألا تلق ابنتها نفس مصيرها.
وحسبما ذكر الكاتب "رشاد كامل" فى كتابه "الملكة نازلى.. غرام وانتقام" الصادر عام 1998 عن دار المنتدى للنشر والترجمة فإن هذا الحوار أجرته مع الملكة نازلى الكاتبة والصحفية الأمريكية جريس هوستون التى دفعها الفضول والشغف لإجراء حوار معها بعد مقالات عديدة نشرها صحفيون أمريكان عن أحمد فؤاد.
الصحافة الأمريكية: فؤاد يعامل زوجته كمملوكة لا ملكة
وقالت المقالات إن الملك يعيش فى القرون الوسطى ويعامل زوجته كمملوكة لا ملكة وأغلق عليها باب سجن رهيب ترفضه أى امرأة أخرى من بنات الشعب، كما كتبوا أنها لا تستطيع أن تقابل والدها أو شقيقها إلا بإذن مسبق من زوجها الملك فؤاد وكثيرًا ما كان الحصول على هذا الإذن يتأخر شهورًا طويلة، ولا يمكنها زيارتهم إلا فى حراسة مشددة.
الملكة نازلى والحصار الحديدى
وبعد أن وصلت جريس هوستون مصر فشلت فى مقابلة نازلى رغم ما قيل لها عن أن الملكة تتمتع بحرية تامة وتستقبل من تريد، إلا أن واحدة من صديقات الملكة المقربات أكدت لها أن نازلى لا تخرج من السراى مطلقًا ولا تقابل إلا عددا معينًا من السيدات وأن هؤلاء يدرجن أسمائهن فى كشف تعده كبيرة الوصيفات وتعرضه على الملك فؤاد يشطب منه كما يشاء ثم يعيده إليها.
ولجأت الصحفية إلى واسطة من زوجة القائد العام البريطانى ليدى كونجريف لتتمكن من الوصول إليها، وبالفعل تمكنت فى النهاية بعد مشقة طوال شهر كامل من الوصول إلى جناح الملكة نازلى.
وحين رأتها ورأت جمالها قالت "إننى أدرك الآن يا صاحبة الجلالة لماذا يصر الملك على أن يحجبك عن لقاء الناس والصحفيين" فضحكت نازلى وقالت برقة "لكن يجب ألا تقولى هذا للملك بل يجب أن تؤكدى له أننى أستطيع الخروج ومقابلة الناس فى أمان فهو غيور.. غيور جدًا جدًا".
نازلى: الملك غيور لدرجة لا تطاق
وعادت ووصفت "نازلى" الملك بأنه "غيور إلى درجة لا تطاق" تعليقًا على موقفه حين جاءها قلقا مهموما وقال لها لقد اخترعوا فى أمريكا تليفونا يرى فيه المتكلمون بعضهم وأنه سيعمم فى العالم قريبا وهذه المسأله تشغله إذ لا يدرى هل يسمح بإدخاله فى القصر أم يرفع التليفونات كلها من القصر.ورغم ذلك تقول جريس إن حديث الملكة لم يكن به أى مرارة أو ألم وإنما كانت تتحدث بمرح وكأنها قبلت مصيرها وأصبحت تجد متعة فى وجودها وسط أولادها وجواهرها.
نازلى: رفضت الزواج من السلطان الذى يكبرنى بسنوات
وحين قالت لها الصحفية الأمريكية "كان يجب أن تتفقا قبل الزواج على حدود الغيرة وقيودها كما نفعل عندنا فى امريكا" ضحكت بمرح وقالت "يبدو أنك ما زلت تجهلين تقاليد الشرق إن الفتاة عندنا تتحجب فى الرابعة عشرة وتخطر أول ما تخطر فى الثامنة عشرة أو قبلها بأنها ستتزوج فلانًا وكل ما عليها أن تستعد وقد قيل لى وأنا فى الثامنة عشرة من عمرى أن على أن استعد لأتزوج السلطان ولما عارضت وكان العريس يكبرنى بسنوات عديدة تعجبوا وقيل لى كيف ترفض بنت الشعب يد السلطان".
وحين سألتها هل ترين الحرية قادمة إلى نساء مصر قالت فورًا إن "الحرية قادمة لا شك فى ذلك ولكنها قادمة ببطء وأنا فرحة بها وأدعو الله صباحا ومساءً ألا تلقى فوزية (كان عمرها آنذاك 5 شهور) نفس مصير أمها وأن تستمتع بالحرية فتستطيع أن تتزوج ممن تريد وتسافر وتذهب وتجىء الأمر الذى لا أستطيعه أنا"، وتابعت بمرح حين شعرت أن الحزن يغالبها "إن فوزية ستأخذ بثأرى لا مناص".
نازلى: غيرة السلطان حمق وغباء
وعن هوايتها المفضلة قالت إنها تحب السفر وأنها طلبت من الملك مرارًا أن يصحبها معه فى أسفاره فلم يوافق لغيرته الشديدة عليها كما يقول، وقالت للمرة الثالثة تعليقًا على غيرته "إن هذا حمق وغباء فظيع".
وأضافت بمرارة ممتزجة بالسخرية إن أى كتاب قبل أن يصل إلى يديها يجب أن يمر على رقابة الملك، لا سيما إذا كان كتابًا إنجليزيًا عن المرأة.
وفى نهاية حوارها الذى أحدث ضجة كبيرة وقت نشره قالت الصحفية الأمريكية: لقد خرجت من عند الملكة نازلى وأنا أؤمن بأن هذه الملكة الصريحة الطموح سيدة ذات روح متحررة وأنها ستنتهز أول فرصة سانحة كى تحطم كل القيود التى تضعها التقاليد حول عنقها وتهرب من السجن الشامخ الذى تعيش فيه.
موضوعات متعلقة..
في ذكرى وفاتها الـ38.. 10 صور للملكة نازلى تعرفك موضة "حريم السلطان"فى ذكرى ميلاد فؤاد الأول .. حكاية امرأة أثارت غيرة ملك مصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة