صابر حسين خليل يكتب: محمد دياب وفك الاشتباك

الخميس، 26 مايو 2016 04:00 م
صابر حسين خليل يكتب: محمد دياب وفك الاشتباك فيلم اشتباك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا امتلكت سلعة ما، تصلح لطرحها على الجمهور وحققت عائداً لك، فأنت تاجر، وإذا امتلكت فكرة ما تصلح للطرح على المتلقى وتحقق عائدا سواء كان فكريا أو عائدا فكريا مصحوباً بالمكسب المادى، فأنت مبدع، وإذا اتسمت فكرتك بالرقى الإنسانى بحيث تصلح لتصدرها للعالم أجمع، فأنت مبدع من نوعٍ خاص.
والفيلم السينمائى فكرة، جيدة كانت أم رديئة، فالفيلم فكرة فى الأساس، ويرقى الفيلم برقى فكرته وينحط بانحطاطها.

وحديثنا اليوم عن فكرة من نوع خاص، فكرة قدمها الأخوان خالد ومحمد دياب، الاشتباك بين الاتجاهات المختلفة التى يتبناها أفراد المجتمع المصرى، اشتباك بين المؤيد والمعارض، بين اليسار واليمين. اشتباك بين إقحام الدين فى السياسة وبين فصله عنها، الاشتباك حالة نعيشها فى مجتمعنا المصرى، بين الزملاء، بين الجيران، بين المثقفين، بين أفراد الأسرة، اشتباك بين الأفكار والمعتقدات، فكرة راقية تعاون الجميع فى إخراجها للمتلقى فى صورة مكتملة، الكتابة والتمثيل والإضاءة والديكور والصورة والإخراج، كل هذه الأطراف ساعدت فى رسم هذا الاشتباك .

فيلم اشتباك تجميع لكل أفكار واتجاهات المجتمع المصرى فى أضيق حيز ممكن فى صورة عربة الترحيلات، وكأن ذلك محاولة لإشعال فتيل هذا الاشتباك لأقصى درجة ممكنة، ليخلق نوعا من المواجهة يستطيع أفراده بأنفسهم فض هذا الاشتباك الفكرى بين أفراد المجتمع.

بهذا الاشتباك وصل لفيلم إلى العالمية، وصل لمهرجان كان فى دورته الـ69 بقسم نظرة ما، وسواء فاز الفيلم بجائزة أم لم يفز، يكفيه هذا الوصول.
وأشاد النقاد بمستوى الفيلم، وتم تسويقه إنتاجيا ليتم عرضه بعد انتهاء المهرجان فى دول كثيرة.
فيلم اشتباك يثبت لصناع السينما والقائمين عليها أن تقديم الجيد من الأفكار ليس بالمستحيل.
وإذا تحدثنا عن الإنتاج لم تكن المفاجأة، وقوف المنتج المتميز محمد حفظى وراء إنتاج هذا الفيلم، فهو منتج فنان يعرف كيف يختار ما ينتجه.

لكن المفاجأة الحقيقية فى وقوف الداعية الشهير معز مسعود ضمن فريق إنتاج هذا الفيلم، مما يعد دليلاً على محاولة هذا الداعية المتميز تقديم عمل هادف للمتلقى ليحل محل أعمال أخرى لا تفكر إلا فى المكسب المادى.

وقال معز مسعود: إنه فخور بهذا العمل، وأقول ونحن أيضاً نفتخر باشتراكك فى إنتاج هذا الاشتباك.
اشتباك يمثل حالة إنسانية بحتة برغم تناوله للثورة المصرية ومرحلة ما بعد سقوط مرسى، والوضع السياسى ساعتها.
اشتباك يسلط الضوء على الاشتباك بين أفراد المجتمع.
عزيزى المتلقى هل ينجح فيلم اشتباك فى فض هذا الاشتباك؟
لنعود نحيا من جديد ونتعلم كيف نختلف دون اشتباك.
فى النهاية نقدم الشكر لكل من ساهم فى خروج هذه الفكرة للعالمية شكراً لأصحاب الاشتباك.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة