من سنوات قليلة فى مثل هذه الأيام كنا نستقبل رمضان بفرحة ونزين الشوراع ونجهز الفوانيس ونردد مع الفنانة هيام يونس وحوى يا وحوى وتمتلئ قلوبنا بمباهج هذا الشهر الكريم، مظاهر من احتفالات جميلة وطقوس تراثية متعددة اختفت مع مرور الزمان..
أذكر أيضًا عندما كنا صغارا بعد الإفطار نركض بعدما نسمع عم بوجى وطمطم وفوازير نيللى وغيرها بفوانيسنا البسيطة المكونة من الزجاج الملون وبعض معادن الألمونيم وباب ندخل منه الشمعة التى تتوسطه ونشعلها فتبهرنا الألوان، ونبدأ فى الغناء: حاللو يا حاللو رمضان كريم يا حاللو .... هذه الكلمات كانت تثير ضجة عالية بأهازيجنا، ذكريات ما أجملها.
ونحن فى المدرسة أيضًا كنا نتساءل: "صايم ولا فاطر؟" ونقوم بعمل الاختبار العجيب الذى توارثناه عن بعض، الاختبار يبدأ بالضغط على لحم عقلة الصباع الأوسط أو أى أصبع آخر فليس شرطًا أصبع بعينه، أهم شيء كان الوقت الذى يستغرقه اللحم فى العودة لشكله الطبيعى!، فكلما تأخر فى العودة دل ذلك على أن الشخص صائم بالفعل، وكثيرا ما كنا نكتشف الكاذب، هذا الاختبار طفولى عجيب لكننا صدقناه أيام من الزمن الجميل .
أيضًا أذكر بأننا كنا ننادى بكلمات زاعقة أثناء العودة من المدرسة الابتدائية ونقول: "يا فاطر رمضان يا خاسر دينك كلبتنا السودا هتقطع مصارينك!" كنا نكررها كثيرًا فما أكثر الفاطرين، أما الزميل الصائم فنقول له "يا صايم رمضان يا موحد ربك، قتنا البيضا هتبوسك من خدك".
أجواء رمضان كانت ثرية بمذاقها المدهش، الأصوات المرتبطة بشهر رمضان لا تنسى: صوت الشيخ محمد رفعت، وصوت الشيخ النقشبندى ونصر الدين طوبار، ومولانا عبد المطلب فى "أهلاً رمضان" لماذا لا نشعر بأن للجيل الجديد أصواته الرمضانية التى يحتفظ بها؟! أتساءل.
كما كان لكلمة "مدفع الإفطار اضرب!" وقع السحر بانتهاء الصيام وفوزنا بالأجر والمثوبة وبأطيب الطعام أيضًا. وكل عامٍ أنتم بخير بمناسبة اقتراب الشهر الكريم .
فانوس رمضان