سرايات وقصور القاهرة فى العدد الجديد لمجلة ذاكرة مصر

الجمعة، 20 مايو 2016 08:00 ص
سرايات وقصور القاهرة فى العدد الجديد لمجلة ذاكرة مصر الخديو إسماعيل
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدرت مكتبة الإسكندرية العدد الخامس والعشرون من مجلة "ذاكرة مصر"، وهى مجلة ثقافية تعنى بتاريخ مصر الحديث والمعاصر، وتصدر بشكل ربع سنوى ضمن مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، وتستكتب شباب الباحثين والمؤرخين وتعرض لوجهات نظر مختلفة ومتنوعة.

ويضم العدد ملفا خاصا عن سرايات وقصور القاهرة، حيث يصطحب عمرو سميح طلعت القارئ فى جولة "بين السرايات".

وعن سراى الجيزة، نقل الكاتب عن فاليرياني، العالم الإيطالى الذى زار القاهرة فى ثلاثينيات القرن التاسع عشر، قوله "إن بالجيزة قصرين صغيرين، واحد لإبراهيم باشا والآخر لمحرم بك زوج الأميرة توحيدة بنت محمد علي، بالقرب من قرية الدقي، والأغلب أنهما مختلفان عن سراى الجيزة الأصلية".

ويرى الكاتب أن سعيد باشا قد أتم بناء قصر الجيزة فى أواخر عهده؛ وكان آخر ما شهد القصر من أحداث فى عهد محمد سعيد باشا هو زيارة الأمير إدوارد ولى عهد إنجلترا الذى جاء إلى مصر سنة 1862م؛ فأعد له الوالى قصر الجيزة، وفرشه بأثاث فاخر ليحل الأمير ضيفًا به أثناء إقامته فى مصر.

وتابع، أما إسماعيل باشا فقد اعتلى عرش البلاد فى يناير 1863م، وقد جاء متأثرًا بالحضارة الغربية، محبًّا للعمران والتنمية، شغوفًا بالبناء والتشييد. وما إن استقر إسماعيل فى الحكم حتى اشترى كُلَّ القصور والمنشآت التى امتلكها عمه سعيد باشا. ثم هدم إسماعيل باشا قصر عمه وشرع يبنى السراى الجديدة سنة 1865م، فاستقدم المهندسين من الآستانة لرسم السراى وتصميمها، وقد بلغت حدا هائلاً من الاتساع والضخامة، حتى قيل إن بها حوالى خمسمائة صالون وجناح، كما اشترى إسماعيل باشا بعض الأراضى حتى بلغ حدُّ السراى الشرقى النيل، وقد بلغت حديقة السراى حوالى مائة فدان، مقسمة إلى ثلاثة أقسام.
وأضاف الكاتب "خمسون عاما على أكثر تقدير هى كل عمر سراى الجيزة، واختفت بعدها من الوجود، وربما يصعب عليك أن تتخيل جمال معمارها وحسن تخطيطها الآن حين ترتاد المنطقة".

وتنتقل المجلة إلى "قصر الجزيرة"، حيث يقول الدكتور خالد عزب إن قصر الجزيرة كان أحد القصور التى أعاد بناءها الخديوى إسماعيل، وكان فى الأصل يعرف بالقصر الكبير، وشيده عبد الرحمن كتخدا سنة (1173هـ/ 1759م)، لإقامة الباشاوات المعينين لحكم مصر عند قدومهم إليها قبل انتقالهم للقلعة المقر الرسمى للحكم، ولإقامة كبار رجال الدولة العثمانية عند زيارتهم لمصر أيضًا. وكان هذا القصر يتكون من عدد كبير من الوحدات المعمارية، تصطف على طول شاطئ النيل.

وقام إبراهيم باشا بن محمد على بهدم هذا القصر وإعادة بنائه مرة أخرى، ويبدو أنه كان مستغلاًّ أيضًا لاستقبال ضيوف الدولة؛ حيث شيد إبراهيم قصرًا لإقامته فى منطقة جاردن سيتى عرف بالقصر العالي، ثم آل هذا القصر إلى الخديوى إسماعيل عن أبيه، وهدمه فى عهد سعيد باشا وأعاد بناءه، ثم تغيرت خططه بالنسبة لهذا القصر بتوليه حكم مصر؛ فقد رأى استغلاله لإقامة ضيوف مصر الأجانب أثناء حفل افتتاح قناة السويس، وأعيد بناء القصر من ثلاثة أقسام رئيسية، وهى الحرملك والسلاملك الصغير وأبهاء الاستقبال.

ويرى تيموثى ميتشيل أن تصميم بعض غرف هذا القصر يماثل تصميم غرف قصر التويلرى بفرنسا؛ وكأن الخديوى إسماعيل أراد بتصميم هذا القصر أن يجمع بين قاهرة ألف ليلة وليلة التى ولع بها الأوروبيون فى القرن التاسع عشر فى تصميم واجهاته على النمط الإسلامي، ورغبته فى كسب ود الأوروبيين فى تشييده عمائر تظهر مدى ولائه للحضارة الأوروبية فى اتباعه التصميم الأوروبى لداخل القصر.

كما كلف إسماعيل المهندس الفرنسى باريل بتحويل الأرض الزراعية المحيطة بالسراى إلى حديقة؛ فقام بردم أرضها بارتفاع مترين. وقسمت الحديقة إلى عدة حدائق.

وفى موضوع بعنوان "محمد بك تيمور ومنزله فى شبرا"، تناول الدكتور محمد أبو العمايم، منزل محمد بك تيمور ابن أحمد تيمور باشا، الواقع فى 54 شارع راتب باشا المتفرع من شارع شبرا. وشارع راتب هو أحد الشوارع الرئيسية ذات الأهمية التاريخية فى حى شبرا، وكان به قصر راتب باشا وأملاك أخرى له، ومجموعة من الفيلات والمبانى الجميلة اختفى معظمها.

وتعد فيلا محمد بك تيمور نموذجًا من نماذج تصميمات الفيلات فى أوائل القرن العشرين فى هذه المنطقة التى تتناثر فيها الفيلات والقصور بشمال شبرا.
وتجمع الفيلا الأسلوب الأوروبى - وهو الغالب - وعناصر من الفن الإسلامي، وهى مكونة من دورين فوق بدروم، ولها شرفتان عظيمتان واحدة بحرية والأخرى شرقية، ويوجد سلاملك بالجهة الجنوبية الغربية، وغرفة لعلها للحارس بالزاوية الشمالية الغربية، وكانت بها ساقية فى الخلف جهة شارع الأزهار، اختفت الآن، وقد أُقحمت مبانى بعض الدكاكين فى سور الفيلا الشمالى والشرقى، واختفت البرجولا التى على يسار الداخل من الباب العمومى إلى حديقة الفيلا.

ويرى الكاتب أن هذه الفيلا تعد أثرًا مهما بين مبانى مصر، إذ تجتمع فيه الأهمية التاريخية كونها لعلم من أعلام مصر فى الأدب، والأهمية الفنية حيث تمثل صورة لعمارة بداية القرن العشرين فى مصر لشخصية مهمة تنتمى إلى عائلة ذات اعتبار كبير. وهى تعد أحد آثار حى شبرا الذى فقد خلال الآونة الأخيرة بعضًا من أهم آثاره، وعلى رأسها قصر النزهة الشهير (المدرسة التوفيقية) الذى هدم بواسطة هيئة الأبنية التعليمية فى عامى 1990و1991، وكذلك قصر الحاج أغا بازورج المقابل له (مدرسة شبرا الإعدادية بشارع شبرا).

ويضم العدد أيضًا موضوعات أخرى متنوعة، ومنها "السلطان حسين: بريق الإمارة وخفوت السلطنة" للدكتور مصطفى الغريب، و"فنار بورسعيد وحلم التنوير" لطارق إبراهيم حسيني، و"مساجد الإسكندرية: صفحات مجهولة من التراث المصري" للدكتور إسلام عاصم عبد الكريم، والرابطة الشرقية لعبد الوهاب شاكر، و"منقباد. . تاريخ وتراث" لأحمد عبد العاطى حسن عمر، وغيرها من الموضوعات.



موضوعات متعلقة..


أسرة الإعلامى طارق حبيب تهدى أرشيفه لمكتبة الإسكندرية





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة