حنان شومان تكتب: الصورة قد تساوى سبعة آلاف كلمة ولكنها قد تكون سبعة آلاف كلمة باطلة.. اعتراض بعض القراء على صورة الوليد المشوه حق لهم ولكن.. والتطرف يدفع القراء لاتهام الصحافة فى مصر كما فى أوروبا

الخميس، 19 مايو 2016 06:41 م
حنان شومان تكتب: الصورة قد تساوى سبعة آلاف كلمة ولكنها قد تكون سبعة آلاف كلمة باطلة.. اعتراض بعض القراء على صورة الوليد المشوه حق لهم ولكن.. والتطرف يدفع القراء لاتهام الصحافة فى مصر كما فى أوروبا الزميلة حنان شومان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كم مرة رأيت خبرا مصحوبا بصورة فقلت هذا خبر صحيح لأن الصورة لا تكذب ، وكم مرة وجدت صورة منشورة على موقع أو جريدة أو على مواقع التواصل الاجتماعى وقلت تلك صورة لا يجوز نشرها، وكم مرة عرض برنامج تلفزيونى أو نشرة أخبار صورًا كانت سببًا فى انقلاب الرأى العام أو تعاطف أو غضب عارم ، بالتأكيد آلاف المرات حدث هذا معك ومع غيرك من القراء ، وأخيرا كم من مرات رأيت صورة وبنيت على أساسها وجهة نظر تجاه قضية بعينها فإذا بك تكتشف بعد فترة أن الصورة كانت خادعة ، ورغم أن السابقين قالوا الصورة تساوى سبعة آلاف كلمة إلا أنها أحيانا قد تساوى سبعة آلاف كلمة خادعة.

فكما أن كل كلمة وكل خبر يجب أن يجد قارئا فطنا يغربل حقها من باطلها ، أيضاً يجب أن تكون قارئا فطنا للصورة فليست كل صورة هى الحق ولا حق غيرها.

رسائل عديدة وصلتنى من قراء الجريدة والموقع يعترضون على صورة وليد استقبلته إحدى مستشفيات الأقاليم وُلد مشوها وبحالة تُعد غريبة ,لأنه يجمع الأعضاء التناسلية الذكورية والأنثوية بشكل ظاهر, وقد نشر الموقع الصورة بشكل واضح مما أثار حفيظة بعض القراء الذين اعتبروا أن نشر الصورة بهذه الطريقة فيه تعريض وفضح للطفل الوليد وأهله ,بينما اعتبر آخرون الصورة عيب وحرام كما ذكروا لى فى رسائلهم، وكان لبعض هذه الملاحظات منطق محترم فقد تم تعديل النشر وتغطية الأجزاء التناسلية رغم أن الجريدة لم تنشر اسم الطفل أو أهله مما ينفى تهمة التعريض بسمعة أحد أو التسبب فى الإيذاء , ولكن يظل منطق الخصوصية وحق القارئ قائما فى الاعتراض على صورة منشورة لو أن أسبابه لها وجاهة.

وربما هذا ما دفعنى لكتابة هذا التقرير لأعرض عليكم جدلا قائما فى أوروبا عامة حول الصورة الصحفية وتأثيرها على الحياة والقارئ الأوروبى ، وسأعرض بالتحديد لورقة عمل قدمها الصحفى البلجيكى توم نيجالس الذى يشغل منصب محرر القراء فى صحيفة دى ستاندرد البلجيكية التى تتضمن الحديث عن العرب والمسلمين أكثر مما تتضمن الحديث عن الأوروبين، وتُبين ورقة العمل تلك الحيرة التى يقع فيها الصحفى الأوروبى كما يقع فيها القارئ حين ينقل الخبر بالصورة.

أزمة أوروبا الآن هى المهاجرون العرب المسلمون ما بين مؤيد ومعارض , ومتعاطف ومهاجم , والصحافة كما القراء ولكنها بين فكى الرحا قارئ مؤيد وآخر معارض , تماماً كما الصحافة فى مصر وإن اختلفت القضايا.

و كما كتب يقول محرر قراء الصحيفة البلجيكية:


"فى صدر الصفحة الأولى من جريدة دى ستاندرد البلجيكية وبالتحديد فى 4 سبتمبر 2015 نشرت الصحيفة صورة رجل سورى يحتضن امرأة سورية وطفلتها ويتشبث بقضبان القطار بينما يتعامل معه البوليس بعنف فى محاولة للقبض عليه والعنوان يقول " عنف التعامل" أما الخبر ذاته فيقول " الشرطة المجرية تحاول إزاحة مهاجر سورى مع عائلته من على قضبان القطار شمال بودابست التى وصل لها قطار يحمل مهاجرين والبوليس يصاحبهم إلى معسكرات الإيواء بينما يقاوم بعضهم بقوة وقد تم إبعاد الصحفيين"

1المهاجر-السوري-على-شريط-القطار
الصفحة الأولى فى صحيفة دى ستاندرد حيث يوضح العنوان عنف التعامل بينما تحت الصورة مكتوب وصف للقصة يختلف عن العنوان


هذه الصورة على الصفحة الأولى أصابت الجريدة بكم كبير من الهجوم من القراء وحتى السياسيين , فرئيس أكبر حزب سياسى مشارك فى الحكومة هاجم الإعلام عامة والصحيفة خاصة بسبب هذه الصورة لأنها صورة خادعة توحى بعنف الشرطة مع المهاجرين بينما الفيديو الذى تم نشره حول الواقعة يؤكد أن المهاجر السورى هو الذى اتسم بالعنف وألقى بالمرأة وطفلها ونفسه من القطار لأنه لم يكن يريد الذهاب لمعسكرات الإيواء المعدة للمهاجرين بينما تحاول الشرطة أن تنقذه من البقاء على شريط القطار وخاصة الطفل.

ولذا رأى كثير من قراء الصحيفة أن الصورة المنشورة خدعتهم , رغم أن الكلام المنشور تحتها يقول حقيقة الوقف , وقد اتخذ كثير من قراء بلجيكا هذا الموقف الغاضب لأن هناك موجة غضب من العامة وليس من اليمينيين المتطرفين فقط تجاه الصحافة البلجيكية لأنهم يرونها تلعب على العواطف وهى تصدر أخبار المهاجرين من الحروب وخاصة العرب المسلمين , فهم لا ينشرون إلا صور العائلات الهاربة من أتون الحرب بأطفالهم بينما الحقيقة أن النسبة الغالبة من المهاجرين لأوروبا خاصة من السوريين هم رجال فى سن الشباب بلا عائلات مصاحبة.

2 -مظاهرات-ضد-حادث-التحرش-في-ألمانيا
صور التحرش الجماعى فى كولونيا بألمانيا ليلة رأس السنة التى امتنعت الصحافة عن نقلها مباشرة مما دفع القراء والساسة للهجوم على الإعلام


وهناك دراسة أكاديمية أمريكية تزعم أن المجتمعات التى يمثل فيها الشباب الأعزب النسبة الغالبة عادة ما تتحول لمجتمعات عنيفة وغير مستقرة سياسياً , وذاك هو الموضوع الذى يحمل كثيرا من النقاش والجدل داخل أوروبا ويدفع البعض للهجوم على الصحافة التى تنحاز بصورة أو خبر عن التعاطف مع المهاجرين.

وربما كان حادث التحرش الجماعى الذى حدث عشية ليلة رأس السنة فى مقاطعة كولونيا الألمانية الذى تم اتهام المهاجرين السوريين المسلمين به رغم أن التحقيقات لم تُثبت تماما هذه التهمة بشكل قاطع مثال على أزمة الصحافة الأوروبية مع قرائها ، حيث هاجم كثير من القراء الصحف البلجيكية مواقع التواصل الاجتماعى بسبب أنها لم تنشر حادث التحرش إلا بعد حدوثه بيومين انتظاراً للتحقيقات , مما اعتبروه تقصيرا عن قصد وهو الدفاع عن المهاجرين المسلمين حتى فى الباطل.

3-مهاجرين-سوريين-كلهم-رجال
صدر الصحيفة تقول المهاجرون لأوروبا أغلبهم ذكور وهذا أمر خطير


وكما يضيف توم نيجالس أنه منذ صعود التيار اليمينى المتطرف فى بلجيكا منذ نهاية الثمانينات مؤيداً بكثير من السياسيين والشخصيات المؤثرة الأكاديمية والمثقفين صارت الصحافة فى وضع لا يرضى اليمين المتعصب ولا يرضى الجماعات الأخرى المعتدلة، فكل خبر وكل صورة موضعا للخلاف إن لم ترض أهداف أى من الطرفين.

الخلاصة


مهمة الصحافة شديدة الصعوبة فى عالم متعصب سواء كان مجتمعا أوروبيا أو عربيا أو أى ما كان جنسيته.

فنفس هموم هذا الصحفى فى بلجيكا هى بعض من هموم الصحفيين المصريين و العرب , لأن التطرف أصاب الجميع أصحاب ديانات وأصحاب السياسات , وحتى أصحاب الأفكار التى تخص المجتمع.
والخلاصة أيضاً أن الصورة ليست دائما معيار للصدق فكن قارئا فطنت ولا تقرأ الصورة من عنوانها ولا المقال من اسمه.




موضوعات متعلقة..


- قراء اليوم السابع يواصلون تفاعلهم مع "كلموا حنان".. القراء أيضًا يخطئون ونصحح لهم.. قارئ يطلب تصحيح أرقام "واتس آب" شكاوى الكهرباء والماء.. وآخر يكذب خبرًا بالصور رغم صحته.. وجدل حول اسم ابن وائل نور








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مشيرة

يا ريت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة