بعيدًا عن ما يحدث فى مصرنا الغالية هذه الأيام من أحداثٍ جِسام، أدعو الله عزَّ وجل أنْ تمر على خير، ويتلطف بكل من نزلت به مصيبة أو سوء، هناك حدث مُهم ستنتظره العديد من الأسر المصرية، ألا وهو (الثانوية العامة).
فمع حلول الأول من شهر يونيو من كل عام، يبدأ أبناؤنا الطلاب امتحان الشهادة الثانوية بقسميها العلمى والأدبى - أمنياتى لهم جميعًا بالسداد والتوفيق - لكن هذا العام مختلفٌ جد الاختلاف عن الأعوام السابقة، ففى هذا العام يتزامن بداية الشهر الكريم مع بداية امتحاناتهم، كما أنَّ الصيف بدأ مُبكرًا جدًا عن ما كنا نعتاده من قبل، ومع الصيام والحرارة بالإضافة إلى العبء النفسى المُلقى على كاهل الطلاب، ستشهد امتحانات هذا العام صعوبة كبيرة عليهم.
وهم بذلك لن يكونوا بمفردهم فالمُراقبين والمُصححين سيتحملون نفس العبء، فالصوم ودرجة الحرارة لن تقع على كاهل طلاب الثانوية العامة فقط، ولهذا أتمنى من السادة المسئولين، الاستعداد الأمثل لموسم الامتحانات وتجنب حدوث أزمات نحن فى غنى عنها بالتأكيد، لكى لا تكون امتحانات هذا العام كارثة على الطالب وأهله، ومن يراقبه أيضًا، ومن هذه الاستعدادات غير تواجد عربات الإسعاف أمام كل لجنة، أرجو أنْ توفر الوزارة للجان الامتحانات بعض "المراوح"، حتى يشعر الطالب بالمعاملة الآدمية المناسبة له فى مثل هذه الأجواء غير العادية، كما يجب عمل دورات للمُراقبين يتم توجيههم فيها بتحلى الصبر مع ما يُقابلهم من ردودِ أفعال من الطلاب، فالبعض قد يفقد السيطرة على أعصابه، لكنه فى المقابل لا يجوز أنْ يفقد مُستقبله، لمجرد عدم إنسانية من يُراقبه.
الوضع هذا العام غاية فى الحساسية، ويتطلب مرونة غير عادية من كافة الأطراف المنوطة بامتحان شهادة الثانوية العامة، ويجب على الجميع أنْ يتعامل مع الطلاب بمبدأ "يكفيهم ما بهم من ضغوط كبيرة تتعلق بمستقبلهم، والظروف الطبيعية اللاإرادية التى يواجهونها من صوم وحر شديد"، فلا يجب أنْ نصنع لهم عقبات إضافية قد تؤدى إلى هلاكهم لا قدر الله، الرحمة مطلوبة، حتى يخرج الجميع من مطب الثانوية سالمين آمنين، وليضع كل مسئول نفسه مكان كل طالب ومُراقب، ومُصحح فى امتحانات هذا العام تحديدًا، وقتها سيشعر بالمعاناة التى سيتكبدوها، وقطعًا سيرفق بهم، فالرحمة أهم بكثير من الضوابط والقوانين، وبها يرتقى أى مجتمع إلى الأفضل إن شاء الله.
كل عام وجميع أبنائنا الطلاب بخير، وبالتوفيق دائمًا...
طلاب - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة