يقول أستاذنا محمود أبوزيد فى فيلمه (البيضه والحجر) فى أحد المشاهد على لسان المبدع أحمد زكى (ويل للمجتمع لو انحرف فيه المثقفون) تخيل معى لو المثقف العالم أو المفكر الواعى أصبح منافقا" أو نصابا" أو أفاقا أو مدعيا" أو مرتشيا" أو محتالا" تخيل معى شكل هذا المجتمع وكيف سيقاوم هذا الفساد السرطانى الأخطابوطى من قبل المثقفون كارثة بجميع المقاييس.
فنحن غير قادرين فى الوقت الحاضر على الفساد العادى الآن ما بالك بفساد بعض المثقفين الذين بدأوا فى الظهور من خلال وسائل الاعلام أو وسائل التواصل الاجتماعى وغيرها من الوسائل ولهم مؤيدون وأنصار ومعجبين بالملايين يعتقدون فى افكارهم ويصدقونهم وهذا ما احذر منه وبشده لان هذا حتما" سوف يؤدى إلى كارثة مجتمعيه ليس لها حل.
وهذا المثقف المنحرف يجد لنفسه بعض المبررات لانحرافه وكلها اتهامات للمجتمع عندما حقره فى حين وقر المظاهر الكدابه وقزمه فى حين ارتقى بالجاهل المدعى وتفه منه فى حين احترم راس المال وغيرها من الاتهامات وأرى أنها ليست باطلة فالفعل هناك بعض الناس يفعلون هذا اذا كان عن وعى أو جهل فتلك هذه هى المشكلة.
ولكن هذه المبررات لا تعفيه أبدا" من تحمل الذنب لأنه نسى نفسه الضعيفة الطامعة التى اخذت من هذه المبررات ذريعة للانحراف المخرب المدمر للمجتمع بأكمله. فنحن نواجه فسادا" ليس تقليديا" فموجه عالى وتياره شديد ولا أجد حلا" غير أننا نحترم ونوقر المثقف ونعطيه أهميته وتفعيل دوره وتأثيره الإيجابى فى المجتمع بحيث نمده بالإمكانيات المعنوية والمادية ليتفرغ لإبداعاته لإصلاح المجتمع لا لتخريبه ولا نتركه عرضه لنفسه الإمارة بالسوء تسيطر عليه ولا نتركه يغوص وحيدا" فى مشكلاته النفسيه والمادية يتخبط بها لإسقاط مجتمعه وحتى لا ينهار بنيان المثقفين الذين هم عماد أى أمة تبحث عن الإصلاح والتقدم فعلى الأقل يتساوون مع نجوم الفن ولاعبى كرة القدم.
ورقة وقلم - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة