نقلا عن العدد اليومى...
كشف «توماس جوارديا» سفير بنما فى القاهرة عن مفاجأة، حينما أكد أن السلطات المصرية لم تطلب من نظيرتها البنمية حتى الآن أى معلومات تخص ما ورد فى وثائق بنما بشأن امتلاك الرئيس الأسبق حسنى مبارك ونجليه جمال وعلاء شركات فى بنما، وقال «طبقا لمعلوماتنا لم يحدث حتى الآن»، مؤكداً فى الوقت ذاته استعداد بلاده لتوفير هذه المعلومات حال طلبتها القاهرة، وفقاً للإجراءات المتبعة فى مثل هذه الحالات.
توماس جوارديا الذى تحتفل بلاده فى السادس والعشرين من يونيو المقبل بافتتاح التوسعات الجديدة لقناة بنما، يأمل فى ألا تؤثر قضية «وثائق بنما» على صورة بلاده أمام المصريين، موضحاً أن بلاده بدأت فى تحسين نظامها المالى منذ فترة، وأن أزمة «وثائق بنما» التى يعترض على تسميتها بهذا الاسم، هى أمر متكرر الحدوث فى دول أخرى كثيرة، لكن الفارق أن بنما بدأت فى تحسين نظامها المالى عكس الدول الأخرى.
وأشار سفير بنما فى القاهرة فى حواره مع «اليوم السابع» إلى وجود مشاورات كثيرة لزيادة التعاون المصرى البنمى فى الكثير من المجالات وعلى رأسها بالطبع بين قناتى السويس وبنما، لافتاً إلى أن الفريق مهاب مميش سيرأس وفد مصر فى حفل افتتاح التوسعات الجديدة نيابة عن الرئيس السيسى.. وإلى نص الحوار.
الرئيس البنمى خوان كارلوس فاريلا قال الاثنين الماضى، إن «وثائق بنما» الخاصة بملاذات الضريبية تشكل محور مواجهة بين القوى الكبرى التى تستخدم النظام المالى البنمى، وأنها تتعلق بالنظام المالى العالمى وليس ببنما، ومن غير اللائق أن تستخدم القوى الكبرى بنما ساحة لمعركتها إذا كانت تريد أن
تواجه هذه المشكلة، فهل معنى ذلك أنكم تنظرون لما حدث على أنه محاولة لضرب الإقتصاد البنمى؟
- الرئيس خوان كارلوس فاريلا قال إنه سيدافع عن التطور الاقتصادى البنمى والخدمات التى تقدمها بنما، خاصة أن بنما دولة خدمات، فالاقتصاد البنمى يقوم على تقديم الخدمات، منها الخدمات البحرية والتجارية والمالية، فهى من أكبر المراكز المالية فى منطقة أمريكا الجنوبية، وهى مركز كبير لإعادة التأمين، أما فيما يتعلق بالحديث عما يسمى بـ«وثائق بنما»، فهذا الاسم غير صحيح، لأن هذه المشروعات ليس محلها بنما فقط، وإنما تواجد فى دول أخرى كبيرة، ولهذا قال الرئيس إنه سيدافع عن الخدمات التى تقدمها بنما، مع العلم أنه خلال السنوات الأخيرة بدأت بنما فى تحسين نظامها المالى بما يؤدى إلى مزيد من الشفافية حتى لا يستخدم بعض الأشخاص النظام المالى البنمى للقيام بجرائم سواء فى بنما أو خارجها، وبدأنا عملية التحسين منذ عام 2000 وهى عملية مستمرة حتى الآن.
الرئيس البنمى قال أيضاً إن بلاده ملتزمة بإصلاح النظام المالى وتبادل المعلومات الضريبية بشكل آلى لكن بشكل ثنائى، وليس متعدد الأطراف كما تريد منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية،
فهل هذا يعنى وجود أخطاء فى النظام المالى البنمى استغله البعض؟
- بنما بدأت فى تحسين نظامها المالى منذ عدة سنوات، فالموضوع لم يبدأ من الآن بعد الحديث عما يسمى بوثائق بنما، كما أن بنما بدأت بمفاوضات مع دول أخرى سواء فى أمريكا أو فى مناطق أخرى لإبرام اتفاقيات تبادل المعلومات الضريبية ومنع التهرب الضريبى، ومؤخراً خلال زيارة الرئيس لليابان تم التوقيع على اتفاقيات فى هذا الشأن، كما وقعنا اتفاقيات مع المكسيك والأرجنتين وشيلى.
بنما قالت بوضوح إنها مستعدة لتوقيع اتفاقيات ثنائية مع أى دولة لتبادل المعلومات بشأن الضرائب والجوانب المالية، ونحن مصرون على هذه السياسة، رغم أن هناك دولا أخرى كثيرة تقدم نفس الخدمات المالية التى تقدمها بنما ولم تفعل كما نفعل الآن، ونحن مستعدون لتبادل الخبرات مع أى دولة، مع الأخذ فى الاعتبار أننا قمنا بإجراءات كثيرة لمنع استخدام النظام المالى فى غسيل الأموال أو تمويل الإرهاب، ونتيجة هذه الإجراءات خرجنا من القائمة الرمادية الدولية، وعن طريق الرئيس تم التأكيد على التزام بنما بالشفافية المطلقة فى نظامها المالى أمام العالم كله.
هل حدث تشاور مصرى بنمى لتوقيع اتفاقيات تبادل معلوماتى فى هذا الشأن، خاصة بعد ورود اسم الرئيس الأسبق حسنى مبارك وأبنائه علاء وجمال فى وثائق بنما الأخيرة؟
- منذ البداية أعربت بنما عن استعدادها التام للتعاون مع جهات قضائية فى أى دولة حال طلبت هذه الجهات ذلك، وفى حال طلب مصر أى تعاون أو معلومات فى هذا الشأن فإن هذا الطلب سيقابل بتعاون بنمى فى تقديم كل المعلومات طبقا للقواعد الخاصة بهذا الشأن.
معنى ذلك أن مصر لم تتقدم بطلب حتى الآن؟
- طبقا لمعلوماتنا لم يحدث حتى الآن.
ماذا فعلت السلطات البنمية مع مكتب المحاماة البنمى موساك فونسيكا المتورط فى هذه الأزمة؟
- هذا المكتب هو مكتب قانونى للمحاماة مقره الرئيسى فى بنما، وله عدد من الفروع فى عدد كبير من دول العالم، ووزارة الداخلية البنمية قامت بالتحفظ على المستندات الموجودة بداخله، وتقوم حالياً بدراستها للبحث عن أى جريمة قد تكون تمت، وبالطبع تقوم الحكومة البنمية بالإجراءات الطبيعية فى مثل هذه الحالات، وبالتأكيد توضيح حق ملاك هذا المكتب أمام الرأى العام، وسيكون لهم كل الحق فى توضيح موقفهم حال وصول الأمر إلى اتخاذ إجراءات قضائية.
هل أثرت قضية «وثائق بنما» على سمعة بنما؟
- أولا تسمية القضية تحت مسمى «وثائق بنما» هى تسمية خاطئة، لأن هذه الأنشطة «شركات الأوف شور»، تحدث فى دول أخرى كثيرة وليس فى بنما فقط، وفى ظل أوضاع قانونية كثيرة، كما أن شركات الاوف شور هى كيانات شرعية وقانونية تستخدم فى المبادلات التجارية الدولية والاقتصاد الدولى بصورة شرعية وقانونية، وهى إجراء عادى ويجب أن نبحث أولا فى تفاصيل هذه الوثائق لنرى المعلومات بعد دراستها، وهل هذه الوثائق تشير لبعض الشخصيات منها شخصيات مصرية متورطة فى مخالفات قانونية أم لا؟ ونحن من جانبنا فى بنما أعربنا بوضوح أننا على أتم استعداد فى حال طلبت مصر أو أى دولة أخرى معلومات فى هذا الشأن، أننا مستعدون تماماً لمدها بالمعاومات التى تريدها.
وما أريد التأكيد عليه أنه لا يجب أن يتحول هذا الموضوع إلى بقعة فى صورة بنما أمام مصر والمصريين، خاصة فى ظل العلاقات الجيدة جداً بين البلدين فى مجالات تعاون كثيرة جداً، خاصة أن التعاون بين البلدين أكبر من مجرد نشاط أو أنشطة لشركات أوف شور.
فى السادس والعشرين من يونيو المقبل سيتم افتتاح التوسعات الجديدة لقناة بنما ما الذى ستضيفه هذه التوسعات؟
- العبور فى قناة بنما يقوم على نظام البوابات أو الهويس، والقناة الحالية التى تم افتتاحها عام 1914 بها بوابتان فى مدخل القناة ومخرجها، ومشروع التوسعة الجديد يقوم على إنشاء بوابتين أو هوسين آخرين أكثر اتساعاً وعمقاً من البوابتين الحاليتين، بما يسمح بعبور سفن أكبر فى الحجم والحمولة، وفكرة التوسعة ستؤدى على سبيل المثال إلى أن السفن والحاويات التى تعبر الآن تكون بحمولة 3500 كونتنر، لكن بعد التوسعة الجديدة ستسمح بعبور حمولة 12 ألف كونتنر، فالبوابات الجديدة ستسمح بعبور سفن أكبر بما يؤدى إلى زيادة الحركة البحرية.
والقناة بعد التوسعات الجديدة ستخدم سوق النقل البحرى العالمى بصورة أكثر كفاءة، فعلى سبيل المثال حاملات الغاز الطبيعى لا تمر الآن عبر قناة بنما، لكن بعد التوسعة وبعد الأهوسة الجديدة سيتم السماح بعبورها، خاصة السفن التى تحمل الغاز الطبيعى من أسيا لأمريكا.
ما الفارق بين قناة السويس الجديدة وتوسعات قناة بنما؟
- الفارق الفنى بين القناتين فى طريقة التشغيل هو أن قناة السويس مجرى وممر ملاحى لطبيعة جغرافيا المنطقة فى السويس وسيناء، فالسفن هى ممر ملاحى، لكن فى قناة بنما بسبب وجود مستويات فرق ارتفاع بين المحيطين الإطلنطى والهادى أدى ذلك إلى وجود الأهوسة والأحواض التى تقوم برفع السفن فى بداية دخولها لقناة بنما عن طريق آلية معينة، إلى حين الوصول إلى فرق الارتفاع المطلوب والمقدر بحوالى 27 متر ارتفاعاً، فتصل بالمحيط الثانى، فضلاً عن أن مسافة قناة بنما هو 80 كيلو مترا، أى نصف طول قناة السويس تقريباً، وبالتالى فإن عبور السفن قناة بنما عملية معقدة فنياً عن عبور قناة السويس، لكنه أكثر سرعة، فالعبور لا يتجاوز الـ12 ساعة لكل سفينة.
هل هناك مجال للتعاون بين القناتين؟
- بالتأكيد هناك تعاون بحرى كبير بين مصر وبنما متمثلًا فى العلاقة القوية جدًا بين هيئة قناة السويس وهيئة قناة بنما، وفى الوقت الحالى ومنذ فترة طويلة هناك تبادل للزيارات بين وفود فنية ومسؤولين من الهيئتين، وننتظر الفترة المقبلة زيادة هذا التعاون عن طريق تبادل المعلومات والتدريب، ومن المتوقع أن يحدث خلال الفترة المقبلة تبادل للتدريب والخبرات بين المرشدين بقناة السويس والمرشدين بهيئة قناة بنما، وهذه من التعليمات التى طلبها الرئيس البنمى من السفارة لتدعيم العلاقة بين مصر وتحديدًا بين القناتين.
هل وجهتم الدعوة للرئيس عبدالفتاح السيسى لحضور حفل افتتاح توسعات قناة بنما؟
- على هامش مشاركة الرئيسين المصرى والبنمى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك سبتمبر الماضى كان هناك لقاء بينهما، وخلاله وجه الرئيس خوان كارلوس فاريلا دعوة شفهية للرئيس السيسى لحضور فعاليات افتتاح توسعات قناة بنما، ومؤخرا تم إرسال الدعوة الرسمية المكتوبة إلى الجهات الرسمية فى مصر، وتم إبلاغنا أن الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس سيرأس وفد مصر الرسمى فى الافتتاح ممثلًا عن الرئيس السيسى، ونحن فى بنما فخورون جدًا بحضور شخصية مثل الفريق مهاب مميش بما له من ثقل كبير.
خلال اللقاء فى نيويورك جرى الحديث عن تبادل الخبرات فى مجال إنشاء المناطق اللوجستية فى قناة السويس أسوة بالموجود فى بنما، إلى أى مدى وصلنا فى هذا المجال؟
- يوجد تعاون فى المجال اللوجيستى بين بنما ومصر، وهذه من النقاط المهمة جدًا محل النقاش والحديث حاليًا لزيادة التعاون بشأنها، ومنذ شهرين زار القاهرة وزير الشؤون البحرية البنمى، وألقى محاضرة بالإسكندرية تناولت خبرات بنما فى المجال اللوجيستى البحرى، وتجاربها فى الموانئ، خاصة أن بنما لها خبرة فى المجال اللوجيستى وتحديدًا خلال السنوات العشر الماضية، وهذه الخبرة تم عرضها على وزارة النقل المصرية والجهات المختصة بالتطوير اللوجيستى، وهذا الأمر جزء خاص من أهداف السياسات العامة للرئيس عبدالفتاح السيسى المهتم بالتطوير اللوجيستى وتطوير الموانئ، وعلى جانب آخر اجتمعت بالدكتور أحمد درويش، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وعرضنا عليه خبرات بنما فى هذا المجال وهو رحب جدًا، ونأمل قريبا إتمام زيارة وفد مصرى لبنما لزيارة المناطق اللوجيستية وتبادل الخبرات فى هذا الشأن.
هل ترى أن إنفاق أموال كبيرة على إنشاء قناة السويس الجديدة وتوسعات قناة بنما يتناقض مع تباطؤ حركة النقل البحرى العالمى؟
- بداية علينا أن نعترف بأن الاقتصاد العالمى لا يقف عند وتيرة معينة، فهو يصعد ويهبط على فترات متفاوتة، وهذا يؤثر على حركة التجارة العالمية وعلى الحركة فى القنوات الملاحية، لكن مثلما يحدث هبوط فى الحركة يحدث أيضًا تصاعد أو ارتفاع، وهذا الأمر لا يمثل مصدر إزعاج ولا «لمبة حمراء» بالنسبة لنا، لأن القنوات مثل قناة السويس أو بنما يجب أن تكون مستعدة وجاهزة بمشاريع مستقبلية لمواجهة حركة التجارة العالمية حال تصاعدها مرة أخرى.
وفيما يتعلق بالبحث عن طرق بديلة للملاحة البحرية مثل طريق القطب الشمالى.. ألا يؤثر ذلك على القناتين؟
- فى مارس الماضى حضرنا المؤتمر العالمى الأول لقناة السويس الذى عقد بالقاهرة، وكان هناك حديث عن القنوات البديلة للملاحة البحرية التى يمكن أن تؤثر على قناة بنما أو قناة السويس، ومن ضمن هذه القنوات الملاحة عبر القطب الشمالى، وهذا الطريق له مجموعة من العيوب منها أنه لا يعمل طوال العام، وأمامه تحديات كبيرة ويحتاج لكاسحات جليد، كما أن عدد السفن التى ستعبره خلال الفترة الزمنية التى سيعمل بها طول السنة قليلة جدًا، بما يخرج هذا الطريق من إطار المنافسة كقناة بديلة لقناتى السويس أو بنما.
هناك خطوط أخرى قد تكون بديلة للقناتين، فعلى سبيل المثال طريق رأس الرجاء الصالح يمكن القول إنه بديل لقناة السويس، وطريق جنوب أمريكا أسفل أمريكا الجنوبية يمكن اعتباره بديلًا لقناة بنما، لكن هذه الطرق تكلفة النقل عبرها مرتفعة جدًا، كما أنها تأخذ وقتا أطول، مما يعطى أفضلية للقناتين عن أى طريق آخر بديل، لذلك فإن قناتى السويس وبنما لابد أن تكونا جاهزين دومًا للمنافسة، بشكل يسمح لها بمنافسة الطرق البديلة.
ماذا تمثل قناة بنما بالنسبة لكم؟
- تمثل قاعدة مهمة للاقتصاد البنمى، ليس فقط لرسوم العبور المباشرة لكن لفرص العمل الكبيرة التى وفرتها القناة، وهو ما ساعد الاقتصاد البنمى على التحسن، فرغم أن هيئة قناة بنما هى هيئة حكومية لكنها تدفع ضرائب للدولة، كما أنها توفر الكثير من فرص العمل.
الدخل المباشر لرسوم العبور لقناة بنما بعدما استلمتها السلطات البنمية من الإدارة الأمريكية فى 31 ديسمبر 1999 زاد ثلاثة أضعاف عن آخر 20 سنة كانت تحت إدارة الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا بسبب الكفاءة فى إدارة وتشغيل القناة من جانب البنميين، لكن المؤكد أن أهمية قناة بنما ليس فقط فى رسوم العبور المباشرة من السفن، لكن فى الخدمات وكل الأنشطة الموجودة حول القناة، والخدمات الملاحية التى تحتاجها السفن والموجودة فى محيط القناة بما يتيح فرص عمل، فتطوير المناطق اللوجيستية حول القناة أدى إلى زيادة عدد الموانئ البحرية فى بنما إلى خمسة موانئ، وزاد من الدخل القومى لبنما، لذلك فإن الأهم ليس رسوم العبور المباشرة، لكن المشروعات والخدمات التى يتم تقديمها أو ما نسميه بالمناطق اللوجستية.
مثل الذى تعمل عليها مصر حاليًا فى منطقة قناة السويس؟
- بالتأكيد، المناطق المحيطة بقناة بنما تساوى المنطقة الاقتصادية الجديدة لقناة السويس، فالأهم هو المنطقة المحيطة بالقناة والتابعة لها، مثل مشروع شرق التفريعة، والتطويرات التى تحدث هناك، وميناء شرق التفريعة، والاستثمارات التى تتم فى العين السخنة، فالمشاريع المحيطة بقناة السويس تضيف فى قوتها الاقتصادية وتصب فى الاقتصاد الوطنى.
فى بنما منذ عقود طويلة هناك منطقة تسمى منطقة «كولون الحرة»، وهى أكبر منطقة حرة فى أمريكا الجنوبية، وهى جزء من المنظومة الكبيرة التى يصلها البضائع، ثم يعاد توزيعها وتصديرها لمناطق ودول أخرى فى أمريكا الجنوبية، ونفس الفكرة تقريبا التى تقوم عليها المناطق المحيطة بقناة السويس، وبنما ومصر فى هذه الحالة يتحولان لمناطق جذب ومناطق لوجيستية ومحورية ومحاور لوجيستية، كل بلد فى منطقتها.
وهنا لابد من الإشارة إلى وجود عناصر مشتركة كثيرة بين مصر وبنما، فمصر تمتلك موقعا استراتيجى ليس فى الشرق الأوسط فقط، ولكن الموقع المتميز بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، كما أن بنما تتوسط الأمريكتين، وهذا يسمح للبلدين ليكون لهما مكانة كبيرة جدًا ويدفعهما لمزيد من التعاون وتبادل الخبرات والكفاءات بين البلدين، وكذلك الحوار بين الدولتين لا يجب أن يتم حصره فى هيئتى قناتى بنما والسويس، وإنما يجب أن يكون على مستوى أكبر، لأن الدولتين يجمعهما عناصر واحدة من الكفاح لاسترداد قناتى السويس وبنما، وإدارة وتشغيل القناتين، فهناك ملامح مشتركة كبيرة بين الشعبين والبلدين، وقد رأيت بنفسى فى السادس من أغسطس 2015 أثناء افتتاح قناة السويس الجديدة الكبرياء والفخر المصرى، والبنميون لديهم نفس الكبرياء والفخر بامتلاكهم قناة مهمة جدا، والتوسعات التى سيتم افتتاحها الشهر المقبل.
ومصدر فخر البنميين بهذه التوسعة أن الأمر خضع لاستفتاء شعبى فى 2007، هل نبدأ فى التوسعات أم لا، وحصل القرار على إجماع ولم يكن قرار التوسعة قرارا فرديا، وهذا لأننا كبنميين نعتبر أنفسنا مالكين حقيقيين للقناة.
إذا تحدثنا عن آليات التعاون الأخرى، فكان هناك لقاء بينكم وعدد من الوزراء المصريين، وهناك أحاديث عن تعاون زراعى وثقافى، فإلى أى مدى وصلتم إلى إجراءات محددة فى هذه المجالات؟
- مهمة كل سفير جديد فى دولة أن يزور ويلتقى كل الهيئات والوزراء المعنيين، وأنا التقيت وزراء النقل والزراعة والإسكان والتجارة والصناعة، والتقيت برؤساء جامعات مصرية مختلفة لبحث مجالات التعاون الأكاديمى بين مصر وبنما، وتوجد مذكرة تفاهم قديمة بين البلدين فى مجال الزراعة، ونحن نشكر مصر على المنح التى يتم تقديمها للمختصين بشؤون الزراعة فى بنما فى مجال الزراعة عن طريق مركز الزراعة الدولى، وهناك بحث للتعاون بين وزارتى النقل المصرية والشؤون البحرية البنمية، وفى مجال التطوير اللوجيستى للموانئ.
كما زرت وزير الآثار وهناك مشروع يتم الإعداد له الآن لنقل الصورة الرائعة للحضارة المصرية عن طريق تنظيم معرض للآثار الفرعونية المصرية فى بنما خلال الفترة المقبلة، وهناك مظاهر كثيرة للتعاون وتدعيم العلاقات بين مصر وبنما.
هل توجد جالية بنمية فى مصر؟
- قليلة جدًا، فعددهم حوالى خمسة بنميين موجودين حاليًا فى مصر، لكن قلة عدد الجاليات لم يكن معوقا للعلاقات المتطورة التى بدأت فى الخمسينيات بين مصر وبنما، وتم تدعيمها فى الستينيات بعضوبة البلدين فى «عدم الانحياز»، واستمرت العلاقة قوية إلى الآن، خاصة فى ظل العلاقات القوية بين هيئة قناة السويس وهيئة قناة بنما تحت الإدارة البنمية، ولا ننسى الدعم الكبير الذى قدمته هيئة قناة السويس فى المرحلة الانتقالية بعد تسلم قناة بنما من الإدارة الأمريكية، ودائما هناك علاقات سياسية مميزة جدًا.
ما انطباعك عن مصر؟
- انطباعى عن مصر إيجابى جدًا، الحضارة المصرية من أهم الحضارات فى العالم كله، ومصر تقدم الكثير للسياحة العالمية، خاصة فى المجالات الثقافية والتاريخية، وفى خلال عام مدة وجودى زرت مناطق سياحية وأثرية كثيرة، فزرت الأقصر وأسوان والساحل الشمالى وشرم الشيخ والواحات، وأماكن كثيرة، وتيقنت أن مصر لديها الكثير الذى يمكن أن تقدمه للسياحة الدولية، وما لمسته بنفسى أنه توجد حالة أمنية تسمح للسياح بالقدوم إلى مصر، وعلى الرغم من أن بنما دولة صغيرة لا يتعدى سكانها الأربعة ملايين نسمة لكنى لا أتأخر فى تقديم المشورة لأى من أصدقائى، ودعوتهم لزيارة مصر وتشجيعهم على الحضور لمشاهدة حضارة وآثار مصر.
موضوعات متعلقة..
- البرلمان ينتظر حسم مصير الحكومة من أجل فتح ملف الأموال المهربة.. مصطفى بكرى سندعو الحكومة وأعضاء لجنة الاسترداد للوقوف على حقيقة "تسريبات بنما".. محمد سليم: مستعدون للتعاون مع الجهات القضائية
- ارتباك فى التنظيم الدولى بعد ورود أسماء قياداته فى وثائق بنما.. تورط قيادات إخوان تونس ولندن فى التهرب الضريبى.. والمتورطون يسعون لتجميل سمعتهم باللجوء للقضاء التونسى.. ومنشق: يمتلكون شركات غسيل أموال
عدد الردود 0
بواسطة:
زكريا بكر علي ابراهيم 01224352204
كل هذه المعلوما ت عن المليارات المهربه من 25/1/2011 وفد عرضت سويسرا التعاون ولم يهتم احد؟؟؟!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو جهل المصري
تطلب مين يا حاج
عدد الردود 0
بواسطة:
sameh
الاستغماية
عدد الردود 0
بواسطة:
مجرد رأى
فنكوش
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد المنعم
فساد الدولة
عدد الردود 0
بواسطة:
نور
اوقفوا فى الطابور يللا
عدد الردود 0
بواسطة:
TORNADO
الى رقم 6
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
البلد محتاجه فلوس لدعم اقتصادها الحراميه محولين المليارات خارج مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
masry
ياسلام يامصر يا حلوة ياللى شلة مبارك لسة عمالة تغرف من خيرك وتبيعك وتكنز فلوسها فى بنما
عدد الردود 0
بواسطة:
نور
انت كنت معاهم