محمود حمدون يكتب: مأساة الرويعى

الأربعاء، 11 مايو 2016 10:00 ص
محمود حمدون يكتب: مأساة الرويعى حريق الرويعى - صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما حدث بحى "العتبة" بالقاهرة اليوم التاسع من مايو عام 2016، هو مأساة تُضاف لعشرات المآسى والكوارث التى تضرب جنبات هذا البلد منذ عشرات السنين، حريق مروّع، أتى على قسم كبير من المنطقة التجارية وبخاصة منطقة "الرويعى".

لعل التقديرات للخسائر الأوليّة للحريق وباستثناء الضحايا من المتوفين والمصابين، لا تقل على مليار جنيه مصرى، تجارة كبيرة وخسائر أكبر وضحايا ومصابين، دلائل وآيات من الفشل الإدارى، كارثة اقتصادية تأخذ مكانها بجوار أخوة لها سبقوها وأصابوا البلد والناس. لعل الفشل الإدارى الحكومى يتجلى هنا فى عاملين لا ثالث لهما، الفساد والإهمال فى تطبيق معايير السلامة المهنية المتعارف عليها فى المناطق الصناعية والتجارية، الثانية، عدم وجود خطط للإخلاء والإنذار والتدريب على مكافحة الحرائق فى مثل هذه المناطق حيث يكتظ البشر وتضيق المساحات بين المحلات التجارية وبعضها البعض.

المأساة، أن نتغابى عن فقه إدارة الأزمات، وأن نُغمض العينين عن توقع المخاطر فى مثل هذه الأماكن، المأساة أن نُسلم الزمام، لذمم خربة فى المحليات، فتحدث الكوارث وتُزهق الأرواح وتصاب الأجساد بعاهات قاتلة أو معوّقة لأصحابها طيلة حياتهم، ثم تتحمل الدولة من خزانتها وموازنتها العامة تعويضات للضحايا من كافة الأطراف.

"المأساة" بدأت منذ اللحظة التى لم تتدخل الدولة لتضرب على أيدى التجار وقاطنى هذا الحى التجارى، لتُجبرهم على تطبيق نظم للإنذار ضد الحريق، وتأهيلهم للتعامل مع خطر الحريق أو غيرها من المخاطر المرتبطة بالكثافة السكانية العالية فى حى تجارى يئن من وطأة النشاط ليل نهار ويتعامل فى سلع كثيرة منها قابل للاشتعال.

" مأساة الرويعى بحى العتبة بالقاهرة" لم تكن الأولى، ويبدو (طالما ظل المنهج الإدارى الحكومى الحالى على مسيرته)، أنها لن تكون الأخيرة، سنقف أمام كل مصيبة أو كارثة نبكى ضحاياها ونتباكى على الخسارة كمن يقيم مأتما لتلقى العزاء مرتديا حُلة سوداء وربطة عنق أشد سوادا، ثم بنهاية المأتم يذهب كل إلى حال سبيله، وتعود الحياة سيرتها الأولى فى انتظار كارثة أخرى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة