فى العتبة.. الحياة تزاحم الرماد.. ولقمة العيش لا تترك وقتًا للحزن

الثلاثاء، 10 مايو 2016 08:00 م
فى العتبة.. الحياة تزاحم الرماد.. ولقمة العيش لا تترك وقتًا للحزن محل ملابس فى محيط حريق الرويعى فتح أبوابه لليوم الأول
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى محيط منطقة الرويعى بالعتبة تختلط رائحة بقايا الخشب المحترق والماء الممتزج بالورق تتسابق على أنفك مع رائحة الملابس الجديدة والجلود الحديثة، على الأرض نفسها الممتزجة بالماء والطين ترى أقدام زبائن باعة الأحذية والملابس تختلط بأقدام رجال الحماية المدنية المتجهين للمبانى المتفحمة لمواصلة أعمال التبريد وإزالة مخلفات الحريق.

العتبة  (3)
مخلفات الحريق تزاحم البضائع وبائع يبدأ فرش بضائعه

وبعد يومين من الحريق المروع الذى التهم أكثر من 200 مخزن ومحل بالإضافة إلى 4 عقارات كامل بدأت المحلات المحيطة بموقع الحريق تفتح أبوابها على استحياء مدفوعين بضغط لقمة العيش الذى لا يترك لهم حتى وقتًا للحزن.

"فاتحين نحمى بضاعتنا.."

على ضوء كشاف "الموبايل" جلس يتفقد دفتر حسابات محله المتوقف من الأساس بينما انشغل الصبية فى المحل بتفقد البضائع وإبعادها عن المدخل كى لا يطالها الماء.

وباقتضاب ممتزج بالكثير من السخط تحدث صاحب أحد المحلات بشارع العسيلى بمنطقة الرويعى "النور قاطع من ساعة الحريقة.. بس هنعمل إيه لازم نفتح المحل على الأقل نتابع ونخلى عيننا على بضاعتنا لحسن الماية تدخل وتغرقها وبيتنا يتخرب".

وأشار إلى الشارع الغارق بالماء "الشارع كله مافيهوش بلاعة نقدر نفتحها نصرف فيها الماية بتاعة المطافى.. والمجارى اتسدت وبهدلتنا ومش عارفين حتى يصلحوها".

"هصرف على دول منين؟؟"

على أطراف شارع العسيلى وعلى بعد خطوات من مكان آخر عربة إطفاء متوقفة فى الشارع وقف "محمد" أمام محل الملابس الصغير الذى يملكه وقال "الدنيا مقلوبة والشارع على رجل بس هنعمل إيه يعني؟ لازم نفتح لو قفلنا هدفع لدول منين؟" مشيرًا إلى العاملين فى محله.

"لو قفلنا يوم مش هنلاقى ناكل"

بوضوح تحدثت "كريمة" (أم عبدالله) الشريكة فى أحد محلات الإطارات ومستلزمات الديكور "إحنا فاتحين لأننا لو قفلنا يوم مش هنلاقى ناكل.. إحنا 5 إخوات مشغلين المحل دا وبنصرف منه.. فى 5 عائلات وبيوت مفتوحة هو مصدر أكل عيشها وكلنا بنشتغل حتى السيدات زيى بنشتغل فى المحل".

العتبة  (5)
كريمة (أم عبدالله) داخل محلها إلى جوار البراويز

25 عامًا قضتهم "كريمة" فى هذا المحل بالعتبة لم يدب الخوف فى قلبها يومًا قبل الآن وقالت "من وأنا عندى 18 سنة وأنا فى المحل دا عمرى ما حسيت بخوف لكن بعد الحريق دا أنا خايفة.. خايفة الحريق يتكرر والمحل اللى هو كل اللى حيلتنا يروح، خاصة إن الكهرباء هنا فيها مشكلة".

وتابعت "أصلاً من قبل الحريقة والدنيا مريحة، والزبون قليل بس أحسن من مافيش.. ولحد دلوقتى مافيش حتى كهرباء وصلت للمحل من ساعة الحريقة بس عندنا أمل يجى لنا زبون ولا حاجة وربنا يكرمنا بس مافيش حد.. الناس بتيجى تتفرج على الحريقة وماحدش بيشترى حاجة".

"فاتحين عشان الوقفة بخسارة"

أما "محمد على" العامل فى أحد محلات الملابس بالمنطقة فقال "دا أول يوم نفتح فيه، من ساعة الحريقة وإحنا فى الشارع ما روحناش بيوتنا بنساعد الناس وواقفين على الأسطح بطفايات الحريق والماية علشان لو اتجدد نوقفه النهاردة أول يوم نغير هدومنا وقلنا نفتح عشان الالتزامات اللى علينا والإيجارات واليومية.. وأهو لو بيعنا حتة هدوم واحدة أحسن من مافيش".

العتبة  (4)
محل ملابس يفتح أبوابه لليوم الأول على بعد خطوات من الحريق

العتبة  (2)
آثار الحريق على الأرض والباعة يفترشون أجزاء من الشارع


موضوعات متعلقة..

خسائر بالملايين لأصحاب المحال بسبب "حريق العتبة".. تاجر: رجال الإطفاء فشلوا فى إخماد النيران فى بدايتها ولولا القوات المسلحة لاحترقت المنطقة بأكملها.. وعمال يتساءلون: لماذا تندلع الحرائق يوم إجازتنا ؟

العتبة.. من مركز تجارى إلى"منطقة حرائق"..حريق الرويعى يخلف خسائر بـ25 مليون جنيه واحتراق 4 عقارات..حادث"السنترال" يقطع الاتصالات بالمنطقة.. ودار الأوبرا"الحريق الأكبر"..وتدمير قاعة المسرح القومى2008






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة