جيلان جبر

عجبى عليك يا زمن!

الثلاثاء، 10 مايو 2016 08:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك حكمة مهمة قد لا يدركها الكثيرون وهى، أن الأمن نعمة تدوم إن أردت دائما.. بالعدل، وتزول دون أن تشعر فجأة.. بالظلم!!

نعم.. فهناك من لا يدرك الأبعاد لهذه الحكمة، فتصاعد عدد من الأحداث فجأة قد لا يجد لها إجابة واضحة؟!

وتظل الأسئلة مباحة عند كل مراقب للأحداث منها على سبيل المثال، فهل لو كانت ضمت محافظة حلب إلى سلطة الاحتلال الإسرائيلية ربما كانت اليوم حلب من المناطق الآمنة الهادئة، نعم، والدليل الحال فى الجولان المحتلة الآن التى لم يقترب منها يوما الجيش السورى؟

ولا معارضة المتمردة!!.. ولا حتى نوع واحد من أنواع الجماعات الإرهابية من داعش وإخواتها؟!
غريب هذا المشهد حتى الآن لا يتغير، فتجد دائما الأمان والاستقرار فى الجولان المحتلة والضرب بالطائرات فى حلب!

إذا عجبى عليك يا زمن الذى يجعل العدو المحتل مطمئنا، وصاحب الحق والأرض والسيادة معذب ومشرد وعاجز! وبالتالى فهل أفضل لهولاء اللأطفال أن يكونوا تحت الاحتلال الإسرائيلى فى الجولان من كونهم اليوم مجرد عدد من الجثث تحت القصف والركام فى حلب؟

وهل فى خلال السنوات الماضية تحسن هذا المشهد فى سوريا أم أصبح أكثر تعقيدا ودموية؟ إذا النتيجة أن أسلوب إدارة الأزمة السورية أصبحت له نتائج كارثية على الشعب وحدة وليس التطرّف أو التعصب أو المعارضة والنظام فكلها أطراف موجودة إلا الشعب هو من يتلاشى.

ولا تجد جهة منصفة أو موسسة راعية أو مسؤولا يملك فيها الضمير للتخفيف عن أحوال اللاجئين على الحدود اللبنانية أو الأردنية أو التركية أو حتى التخفيف من عدد الغرقى فى أو الجثث على الشواطئ.. إلخ

فعجبى عليك يا زمن لا حقوق الإنسان ولا حقوق الأطفال، ولكن الحقوق دائما للقوة، والمصالح للدول الكبرى، بالإضافة المتحالفين معهم وإيران وتركيا والنظام، وهل هو اتفاق بين أوباما وبوتين؟
فقد غضت الطرف أمريكا منذ فترة عن شريكها الروسى الذى قدم الغطاء للعملية العسكرية فى حلب، وذلك فقط من ضمن الدروس لتلقين المعارضة السورية درسا لانسحابها من العملية التفاوضية فى جنيف؟

فعلا فقد نجد كلا من موسكو وواشنطن يحرصان على استمرار المفاوضات فى جنيف مهما كانت التنازلات لتضمن كل منهما مصالحها المادية المستقبلية وقواعدها العسكرية فى سوريا، بغض النظر عن المصالح الوطنية والإنسانية لهذا الشعب السورى، فالواقع أمامك يؤكد نجاح موسكو فى استخدام ورقة العراق للمساومة مع أمريكا مقابل الاحتفاظ لها ببعض من النفوذ التوسعية العسكرية فى سوريا.

طبعا.. فهناك دائما احترام لقواعد التقسيم للكعكة الدولية بين المتنافسين الكبيرين، ربما هم عبر وكلائهم من يغيرون ويحرقون ويستخدمون البشر كأدوات حرب بينهما لتحديد المصير، والدليل على ذلك أن الولايات المتحدة لم تظهر الرفض العملى للجرائم اليومية الشام فقط تصريحات وكلام لا يحمل من الجدية فى الرفض والاعتراض لهذا التدخل الروسى المتزايد بسوريا، وبدورها روسيا هى أيضا بهدوء شديد تراجعت بشكل واضح عن فكرة التدخل فى الحرب فى العراق كما لا تعليق للتمدد الإيرانى هناك أو فى لبنان.

عجبى عليك يا زمن الذى تحول فية الأمن إلى نوع من أنواع الكماليات والرفاهية للتميز وليس أساس لحقوق الإنسان، فدماء الأطفال أصبح مشهدا لا يحرك ضمائر الموجودين على كوكب الأرض حتى من هم فى أعلى مناصب القرار.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة