"مطلوب سكرتيرة حسنة المظهر بمرتب مغرى".. هل تحولت إعلانات الوظائف إلى بوابة خلفية "للدعارة".. "اليوم السابع" يتتبع الإعلانات المشبوهة.. الرواتب تبدأ من 3 آلاف جنيه وتصل إلى 40 ألف مع سيارة خاصة

الثلاثاء، 05 أبريل 2016 03:25 م
"مطلوب سكرتيرة حسنة المظهر بمرتب مغرى".. هل تحولت إعلانات الوظائف إلى بوابة خلفية "للدعارة".. "اليوم السابع" يتتبع الإعلانات المشبوهة.. الرواتب تبدأ من 3 آلاف جنيه وتصل إلى 40 ألف مع سيارة خاصة مطلوب سكرتيرة
كتبت سارة مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

• الطلبات تبدأ بمكالمات جنسية ولا تتوقف عند إقامة علاقات مع الزبائن
• فى إعلانات المحافظات "المساج" و"إعداد الطعام" ضمن واجبات "السكرتيرة"
• الداخلية: أغلقنا عشرات الصفحات على "فيس بوك" لتحريضها على الرذيلة



"سكرتيرة أو مديرة أعمال حسنة المظهر" البداية الشهيرة للعديد من إعلانات الوظائف ذلك الاعلان الذى تتوقف أمامه طويلا فالخبرة غير محددة أو غير مطلوبة كل ما يريده صاحب العمل هو فتاة حسنة المظهر.

الشرط الوحيد الذى ربما يجعل أى فتاة تشعر بالإهانة أن سنوات خبرتها وتعليمها وشهاداتها لا تهم، وكل ما تحتاجه من أجل وظيفة هو أن تكون "حسنة المظهر"، دون تعريف واضح للشرط المطاط.

المشكلة الحقيقية أن الإهانة لن تتوقف هنا، عند اختزال مؤهلات الفتاة وخبرتها فى هذا الشرط، ولكن بمجرد أن تحاول الاتصال بدافع اليأس، و"الرضا بالهم" طمعًا فى أن يتحسن الوضع للأفضل فيما بعد، غالبًا ما يفتح ذلك عليها أبواب الجحيم، وتجد نفسها فجأة أمام عروض مهينة ومشبوهة للعمل تحت ستار "السكرتارية الخاصة".

هذه الرحلة التى لا تنتهى بإغلاق الفتاة الخط، وتستمر حتى محاولات تتبعها والوصول إليها مرة أخرى مع عروض أكثر إغراءً خاضها "اليوم السابع" خطوة بخطوة مع توثيقها بالتسجيلات الصوتية، للتعرف على ما تعانيه الفتيات مع هذه الأفخاخ الإلكترونية المنتشرة على الإنترنت، مستغلة مشاكل البطالة وتدنى الأجور، جربنا الاتصال بأكثر من رقم منشور مع إعلانات فى مواقع مختلفة على الإنترنت، لنعرف إلى أين تصل القصة؟ وما تخفيه هذه الإعلانات خلفها من كوارث، ومع كل خطوة كان السؤال يزداد إلحاحًا: هل أصبحت إعلانات الوظائف بوابة خلفية للدعارة؟

بداية الرحلة.. "مطلوب سكرتيرة حسنة المظهر بمرتب مغرى"


"بيزات" الموقع الشهير للإعلانات، وتحديدًا إعلانات الوظائف هو أول مكان تفكر فى زيارته إذا كنت تبحث عن عمل، وبالطبع، يتضمن الموقع تبويبًا خاصًا لإعلانات السكرتارية وهو التبويب الذى يصدمك بأجور خرافية ما إن تدخله. تبدأ الرواتب المذكورة فى الإعلانات من 3 آلاف جنيه حتى 40 ألف جنيه، دون أى شروط تقريبًا سوى أن تكون الفتاة "حسنة المظهر".

ودائمًا ما تكون جهة العمل مجهولة أو عامة دون أية تفاصيل، فإما تكون السكرتيرة المطلوبة لـ"رجل أعمال شهير" أو "شركات كبرى"، أما الخبرة المطلوبة أو المؤهلات فلا يشترط الإعلان إلا بعض المعرفة بالتعامل مع الكمبيوتر أحيانًا، وأحيانًا لا يشترط أى شىء.

بعض الإعلانات تكون مغرية أكثر من أن تصدق، وغير منطقية على الإطلاق، ففى حين يتقاضى الشباب حديثى التخرج أو أصحاب سنوات الخبرة القليلة ما يصل إلى الحد الأدنى للأجور بالكاد أو يزيد عنه بقليل، تجد إعلانات تطلب "طالبات جامعيات للعمل بمكتب عقارات بحيث لا يزيد عمر المتقدمة عن 22 سنة براتب يبدأ من 3 آلاف جنيه"، دون أية شروط إضافية أو حتى مؤهلات مطلوبة ودون حتى أن تعرف ما هى الوظيفة المعروضة بالتحديد.

عروض الإعلانات.. على كل لون يا باتيستا


فى رحلتنا بين الإعلانات "المشبوهة" تعرضنا للعديد من الأنواع من الإعلانات التى يمكن تقسيمها إلى شرائح، فهناك من يشترط حسن المظهر وأن تكون الفتاة "اوبن مايندد"، دون الدخول فى تفاصيل أخرى، وهناك من يتبع منهج "اللى أوله شرط أخره نور" ويخبرك فى الاتصال الأول أن هذا العمل يتطلب أن تكون الفتاة "سكرتيرة فى الشغل والبيت"، وهناك من يقول بوضوح أن هذا العمل يتضمن الإقامة أيضًا.

20 ألف جنيه شهريًا وعربية.. والشروط "حسن المظهر" و"اوبن مايندد"


من أكثر الاعلانات الملفته للنظر كان اعلان عن وظيفة مديرة أعمال لشركة كبرى لا يزيد السن عن 35 عاما ويشترط أن تكون "حسنة المظهر جدًا" والمقابل 20 ألف جنيه شهريًا.

اتصلنا بالرقم المرفق مع الإعلان، وسألنا عن التفاصيل فكان الرد الأول "أنتى قريتى الـSalery كام؟ ده مظبوط على فكرة". فحاولنا الحصول على معلومات أكثر عن الشروط المطلوبة للحصول على الوظيفة من خلال الشخصية التخيلية خريجة كلية الإعلام ذات الـ22 عاما، فسألها المعلن هل عملتِ مع أى رجل أعمال من قبل؟ وأضاف:"أنا رجل أعمال شاطر ليا فرع فى دبى وفرع فى باريس، بصى انا اشترطت حاجة فى الاعلان إنك لازم تكونى حسنة المظهر جدًا و"ترى شيك" انتى الـ20 الف يكفوكى فى الشهر؟ انا هديكى نصهم كمان أول أسبوع علشان تدلعى نفسك، انتى بقى اوبن مايندد وفرى ولا إيه نظامك" وفى محاولة لمجاراته فى الكلام بإقناعه أن من تحدثه تعيش بعيدًا عن أهلها وليست عذراء رد قائلاً:"اعتبرى إيجار الشقة اتدفع وعليهم كمان 10 شهور قدام مقدم غير عربية معاكى وموبايل.. أنا مابهريش أنا بقول اللى عندى وبعمله".

وذكر أنه ينجز صفقات بالملايين وستساعده مديرة أعماله فى إنهاء تلك الصفقات وسأل إذا كان هناك مشكلة فى عمل علاقة مع صاحب الصفقة أم لا، وأكمل:"البنت اللى كانت بتشتغل معايا قبل كده حورت عليا حبستها فى قضية مخدرات أنا مابحاولش أخوفك، معايا هتنسى اسمك وتبقى هانم فى المجتمع، لو اكتشفت أن فى أى حوارات هاخد منك كل حاجة حتى لو كانت باسمك لأن من الآخر البلد دى بالفلوس وهحبسك لو كدبتى أو حورتى عليا".

وفى النهاية المكالمة التى دامت قرابة الـ20 دقيقة قال:"أنا هعمل معاكى "سكس كول" بليل لو فعلا وصلتِ لقمة شهوتك أنا هشوفك بكرة بس عايز أشوف صورك دلوقتى علشان أعرف أنا بتكلم مع مين".

8 آلاف جنيه شهريًا.. بشرط الشياكة واللباقة وسؤال المقابلة الأول "مدام ولا آنسة؟"


هذه المرة تكرر الإعلان نفسه على موقعى "بيزات" و"وسيط"، يقول الإعلان إن شركة عالمية تطلب سكرتيرة للعمل مع رئيس مجلس إدارة الشركة ومرافقته الشخصية مقابل 8.000 شهريًا"، ورغم أن الإعلان على جريدة "الوسيط" جاء بصيغة أكثر تهذيبًا وأضيف له "تجيد الكمبيوتر لا يشترط حجاب ولا خبرة بمؤهل أو بدون لايهم"، إلا أن السؤال الأول الذى طرحه المعلن عند الاتصال به هو "انتى مدام ولا آنسة"، وعندما جاء الرد بأن المتحدثة مازالت آنسة قال:"الوظيفة ليها متطلبات خاصه يعنى هيكون فى علاقة أكيد والمقابل 8.000 آلاف جنية شهريًا" ومع محاولة مجاراته قال أنه سيتم تخصيص سيارة خاصة لمن تعمل معه وأن الوظيفة تنحصر فقط فى القيام بعلاقة وليس له أى شروط أخرى.

إعلانات المحافظات.. الطموح لا يتعدى "أكلة حلوة وجلسة مساج"


"مطلوب سكرتيرة خاصة لرجل أعمال تجيد عمل المأكولات والمساج سكرتيرة خاصة ومرافقة شخصية" جاء هذا الطلب الغريب فى إعلان لسكرتيرة فى محافظة الإسكندرية وعندما اتصلنا بالرقم للسؤال عن تلك الشروط وفى محاولة لمجاراته قال:"الجزء الخاص بالمأكولات عادى تجهيز بس مأكولات بسيطة على مدار اليوم طول ما إحنا قاعدين فى المركز والجزء الخاص بالمساج بدربك عليه أول 10 أيام وهتلاقى الحكاية سهلة وبسيطة بناخد جلسه كل يوم لمدة ساعة".

وظائف الغلابة عايزين واحدة "شكلها مش مبهدل"


رغم أن كلمة "حسنة المظهر" أصبحت شرطًا سىء السمعة، إلا أن الراتب يظل عاملاً هامًا فى تمييز الإعلانات من بعضها، ففى مقابل هذه الإعلانات التى تهدف لاستدراج الفتيات لأعمال منافية للآداب، هناك إعلانات أخرى حقيقية، تتراوح المرتبات المحدده لها من 1000 إلى 1500 جنية، وبالاتصال بأحد أصحاب هذه الإعلانات، ومحاولة فهم ما يعنيه بشرط "حسنة المظهر"، سألناه هل لو كانت الفتاة غير حسنة المظهر لن تقبل؟ فكان الرد" حسنة المظهر مقصود بيها إننا مش هنقبل يعنى حد يكون مبهدل فى نفسه لكن بنلتزم بالأخلاق والآداب العامة".

الداخلية: هدفنا حماية الأمن الاجتماعى وأغلقنا عشرات الصفحات على "فيس بوك" لتحريضها على الرذيلة


طوال هذه الرحلة ومع كل مكالمة جديدة كان السؤال الذى يشغلنا هو أين الرقابة من هذه الإعلانات التى تحولت إلى بوابة للدعارة، تستدرج الفتيات وتستغل ظروفهن على مرأى ومسمع من الجميع، وتكشف البساطة التى يتحدثون بها أنهم لا يخشون التعرض للمساءلة القانونية، أو ربما هم مطمئنين بما يكفى ليفضحوا كل شيء دون خوف من أول مكالمة.

ونظرًا لأن هذه الإعلانات الإلكترونية تقع فى صميم عمل مباحث الإنترنت التابعة لوزارة الداخلية، طرحنا السؤال نفسه عليهم، وبدوره أفاد مصدر مسئول بقطاع التوثيق والمعلومات بوزارة الداخلية، بأن الوزارة نجحت خلال الآونة الأخيرة فى غلق العشرات من الصفحات على "فيس بوك" التى تبتز الشباب وتطالب بإقامة علاقات مشبوهة، من خلال استقطاب عدداً من الشباب بإعلانات على السوشيال ميديا وعند الدخول إليها يكتشفوا أنهم وقعوا فريسة لتنظيمات تبتزهم بواسطة مجموعة من الفتيات يتحدثن للزبائن بكلمات تحمل ايحاءات جنسية صريحة.

وأوضح المصدر، أن الداخلية تعتمد فى هذا الصدد على تلقى البلاغات من المواطنين ضد هذه الصفحات المريبة تارة، ورصدها من قبل ضباط قطاع التوثيق والمعلومات تارة أخرى، حيث تحرص الأجهزة الأمنية على حماية الأمن الاجتماعى من هذا الخطر الذى يتسلل إلى البيوت المصرية عبر الإنترنت.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

magdy

اخيرا فهمت يا وديع................

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة