أحمد عبد المطلب يكتب: النسيان عدو الإنسان

يدور الإنسان فى دائرة مغلقة طوال حياته، ونجاحه يعنى قدرته على الخروج من هذه الدائرة بشرط أن يتذكر ذلك.

دائرة الحياة تحتوى على مجموعة من العلاقات والواجبات والالتزامات والمتاهات وأيضا الحلول وأسرار السعادة، وهذه الحلول التى يكتشفها الإنسان ويمتلك معرفتها فى وقت ما ليست متاحة له دائما كما يعتقد وخصوصا عندما يحتاج إليها، فهناك حائلاً يفصله عنها دائما، حائلا لا يراه ولا يدركه إلا عندما يجنى فشلا.

هل تدرون ما هذا الحائل ؟

إنه النسيان عدو الإنسان الخفى، ولولا جهل الإنسان به ما كان موجودا وما كانت حياته سوى من أفضل إلى أفضل .

التعلم وسعادة الإنسان

يمر الإنسان بتجارب حياتية كثيرة منها ما يخوضها بنفسه ومنها ما يعايشها من خلال الآخرين، ومن خلال هذه التجارب يتعلم الإنسان حقائق وأسرار هى فى مضمونها أسرار للخير والسعادة، وتتشكل حياة الإنسان وتتحدد سعادته فيها على مدى احتفاظه واستفادته لما تعلم واكتسب من معرفة وإدراك ولكن هناك يقف دائما النسيان اللعين ليحطم آثار هذا التعلم وتلك المعرفة ويمنع الإنسان من الوصول إليها.

النسيان والتغلب عليه

النسيان هو عدم تذكر الإنسان للمعارف والمهارات والخبرات التى حصل عليها فى وقت ما ،
وقد يكون النسيان مرضياً عند الإصابة ببعض الأمراض مثل الزهايمر أو عقب إصابة دماغية أو صدمة إنفعالية ولكن نحن هنا لسنا بصدد التحدث عن الحالة المرضية ولكننا نتحدث عنه كحدث عرضى ينشئ بفعل الانسان نتيجة لعدم قدرته أو رغبته فى حفظ وإسترجاع المعلومات والمعارف المكتسبة.
وللتغلب على النسيان فى خطوات

علينا أن ندرك ونتبع مايلى :

1- التعلم والإستفادة من الآخرين حيث أننا لن نعيش ما يكفينا من العمر كى نمر بكل تجارب الحياة بأنفسنا.
2- الإحتفاظ بما نتعلمه وذلك من خلال إعداد آلية مناسبة للتدوين المستمر للمعلومات والمعارف المكتسبة والحقائق الهامة والمفيدة.
3- الإطلاع بشكل مستمر ودورى على ما يتم تدوينه.
4- التدريب المستمر على تذكر واسترجاع المعلومات فلا توجد ذاكرة قوية وأخرى ضعيفة وإنما توجد ذاكرة مدربة وأخرى غير مدربة.