هذه المقالة ليست كغيرها من المقالات، مقالة أتت عنوانها وأفكارها من تأمل كتاب ربنا عزوجل فى سورة البقرة، وضحت لى كثير من الأمور التى احترت فى حلها وفهمها، وردت على سؤال هام وهو: لماذا تقال نفس الأقوال رغم اختلاف الأزمنة والأمكنة والأهم الشخصيات؟ أو بمعنى آخر ما هو السبب الذى يجعل الكثير من الناس يقولون نفس الكلمات ويفكرون بنفس الطريقة رغم وجود الشهادات العلمية والمكانات المرموقة والبيئات الاجتماعية والثقافية المتنوعة؟ إنها ببساطة لأنها "تشابهت قلوبهم". قال تعالى (كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم).
فسبحان من بيده القلوب يقلبها كيف يشاء إنه على كل شىء قدير، إنها القلوب التى تحرك الألسنة بالأقوال المتشابهة، فإذا أسودت القلوب أخرجت الكلام السيئ وإذا أضيئت القلوب بالإيمان وصفت بالأخلاق الحميدة خرج الشهد وظهر محاسن الكلام وأعذبه وأجمل الأفكار وأصدق الأخبار.
فإذا علم كل إنسان بحقيقة قلبه وعمل على تغييره وإصلاحه وتنقيته من كدر النفاق ومذلة الذنوب ودناءة الحقد والحسد والكبر والكراهية التى عمت القلوب قبل العيون وأقفلت القلوب قبل العقول حتى تكاد لا تفرق بين الشخصيات المختلفة إذا نطقت ألسنتهم فلا تنطق إلا بالباطل ولا يخرج منها إلا الفحش والسوء.
ألم تتعجب أحيانا كيف بدكتور جامعة أو مهندس أو حتى عالم إذا نطق وتحدث لا يخرج منه الخير وإذا غضب أظهر خفايا سوداء وكلمات لا يقبلها عاقل. فالآن علمنا العلة وفهمنا الداء فهل هربنا إلى الدواء وأسرعنا فى طلبه إنه "القلب"، فهو الهدف وهى الوسيلة فى آن واحد، فهو هدف الإنسان لإصلاحه فإن القلب السليم هو غاية الإنسان، وأيضاً فهو وسيلته لتغيير مخرجاته من الكلام إلى أحسنه وأعذبه.
ورقة وقلم - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة