عادل السنهورى

رحلة العلاج داخل مستشفى حكومى

السبت، 02 أبريل 2016 11:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا يفعل المرضى فى «ويك إند» الدكاترة؟
أعود للكتابة مرة أخرى بعد غياب 8 أيام تعرضت خلالها لأزمة صحية حادة تزامنت مع وفاة عمى الأكبر أثناء وجودى فى مدينتى دسوق فى كفر الشيخ لأسباب عائلية. ولعن الله المرض، خاصة فى أيام الخميس والجمعة فى مصر، فلم أكن أعرف فى الحقيقة أن أطباء مصر جميعا فى العيادات الخاصة والمستشفيات العامة لا يحضرون فى «الويك إند» ويغلقون أبواب العيادات فى وجه المرضى التعساء الذين أصابهم المرض والنحس فى يومى إجازة السادة الأطباء.

وهذا ما حدث معى، فقد بحثت عن طبيب فى المدينة يوم الجمعة الماضى لعلاج آلام المغص المعوى الشديدة التى أصابتنى. ورغم آلاف العيادات إلا أنها مغلقة ولم أجد سوى الاتصال بصديقى القديم الدكتور هانى نعمان، وهو طبيب أطفال ماهر، لإنقاذى من الآلام التى زادت من حدتها فى البطن، لكن استقر الرأى بين أفراد العائلة على ضرورة المغامرة، والذهاب إلى المستشفى العام بدسوق فهو أسوأ الحلول فى مثل هذه الظروف.

كانت هذه أول مرة أدخل إلى المستشفى مريضا، فقد سبق أن زرته لإجراء تحقيق صحفى فى نهاية الثمانينيات عن سوء أحواله، وتردى الخدمات بداخله، وتحول أروقته وعنابره إلى ملاجئ للقطط والفئران والاستماع إلى قصص الرعب بداخله، للإنصاف والحقيقة الوضع تغير قليلا وهناك ملامح تطوير وتجديد قد طال المبنى القديم ومدخله الذى كان يشبه مدخل منزل دراكولا بظلمته وكآبته ورعبه، لكن بقيت الخدمات الطبية على حالها، مع انتشار الذباب والناموس بشكل مرضى. فى الداخل وفى استقبال المستشفى وانتشار حالة من الفوضى مع تزايد أعداد مرضى أيام الإجازة. ولا أعرف إذا كانت السيدة المنتقبة التى استقبلتنا فى مدخل المستشفى طبيبة أم موظفة إدارية أم ممرضة عادية، فقد أجرت الكشف شفويا بعد «قطع تذكرة الدخول» دون استخدام أى وسائل طبية حديثة للكشف عن المرضى، ومع شدة المرضت وعدم اعتيادى على المستشفى العام، ظننت أن الطب تقدم فى مصر وفى دسوق تحديدا، وبلغت درجة تقدمه إلى العلاج الشفوى والروحى، فالسيدة المنتقبة بالفعل شخصت الحالة بالسؤال، وأحالتنى إلى الداخل. ودور أهل المريض هنا البحث عن هذا الداخل أيا كان. وللأسف لم نعثر على أحد داخل غرف العلاج ولولا وجود الدكتورة آلاء عبدالغفور ابنة أختى معى وهى طبيبة صيدلانية بمستشفى الحميات، لاشتدت الأزمة. وكان اقتراحها بالذهاب إلى الحميات الملاصقة للمستشفى العام حلا عبقريا فى هذا التوقيت الذى أيقنت فيه أنه لا فائدة ولا أمل فى الحصول على العلاج. ذهبنا سريعا إلى هناك ولحسن الحظ وجد طبيب شاب سارع بمجرد التعرف على شخصى المريض إلى تشخيص المرض وإجراء اللازم وتركيب المحلول.

وجود الطبيب الشاب الذى لا أتذكر اسمه ولكننى أشكره، فى مستشفى الحميات بدسوق كان هو البقعة الصغيرة جدا المضيئة فى ليلة سوداء قادنى فيها حظى العثر إلى المستشفى العام.

ورغم ذلك، كانت تجربة عملية مفيدة لمشاركة ملايين المرضى من الفقراء فى مصر أوجاعهم ومعاناتهم فى رحلة العلاج داخل المستشفيات الحكومية التى ما تزال رغم سوئها وتدهورها الملاذ الوحيد أمامهم للحصول على العلاج والاستشفاء، والحكومة لا تدرك ذلك، وتتجاهل صيحات المرضى والمطالبين بإصلاح أحوال المستشفيات والمستوصفات والوحدات الصحية الحكومية، فى إطار مشروع قومى للنهوض بالصحة العامة فى مصر.

الأمر الآخر عبارة عن سؤال أوجهه لنقابة الأطباء التى تظاهر أعضاؤها منذ فترة، احتجاجا على الاعتداء على عدد منهم، هل ممنوع على الناس أن تمرض فى «ويك إند» السادة الأطباء، أليس هناك حل لهذه الكارثة يومى الخميس والجمعة؟!

أما المستشفيات الحكومية، إضافة إلى تدهورها وانهيارها، فلا أعرف سر الانتشار الملفت للنقاب بين طبيباتها وممرضاتها؟!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة