طارق عبد المجيد كامل يكتب: المشروعات الصغيرة هى الحل

تعتبر المشروعات الصغيرة من أهم عناصر الاقتصاد فى أى دولة؛ وتُعرًف المشروعات الصغيرة فى أدق التعاريف المناسبة للبيئة المصرية بأنها الأعمال التى يقل عدد العاملين فيها عن 15 عامل أو يقل رأس مالها عن 500 ألف جنيه، ولأن المشاريع الصغيرة والحرفية عصب اقتصاد أى دولة اهتمت دول العالم بها منذ قدم الحضارات فنجد الحضارات القديمة تشجع المشروعات الصغيرة وتدعمها بشراء منتجاتها، وقد اهتمت الحضارة الإسلامية بتشجيع المشروعات الصغيرة والحرفية يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)" مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِى اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ" رواه البخارى ويقول(صلى الله عليه وسلم)" لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أحبلهُ, ثم يأتى الجبل, فَيَأْتِى بِحُزْمَةِ من حَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ, فَيَبِيعَهَا, فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَه, خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ, أَعْطَوْهُ أو مَنَعُوهُ" وهى كلها أحاديث تحث على العمل اليدوى الحرفى والبدء بالمشروعات الصغيرة؛ فهى الطريق لبناء المستقبل الواعد والنهوض بالاقتصاد الإسلامى.

وتعد مسألة التمويل أهم المشكلات التى تواجه المشروعات الصغيرة؛ ذلك لأن أصحابها لا يملكون المال اللازم لبناء وتنمية مشروعاتهم إما لعدم وجود الضمان الكافى للتمويل أو لعدم وجود الكيان القانونى الكامل لتلك المنشآت من رخص وضرائب وسجل تجارى وتأمينات اجتماعية....ألخ وقد كان لرائد التمويل الصغير الدكتور محمد يونس سبق الجرأة لمساعدة أصحاب تلك المشروعات من خلال بنك جرامين (بنك الفقراء) الذى مول ودعم ملايين المشروعات الصغيرة مما ساهم بالنهوض بتلك الفئة وجعل تجربته رائدة على مستوى العالم.

وتعتبر الجمعيات والمؤسسات العاملة فى مجال الإقراض الحرفى والمتناهى فى الصغر من أهم المؤسسات الداعمة للاقتصاد الوطنى بما توفره من تمويل لفئة من أهم فئات المجتمع وتساهم فى دعم الاقتصاد الكلى للدولة بما توفره من فرص عمل متعددة لملايين الشباب الذين يعملون بالمشروعات الصغيرة والحرفية.

إننا اذ نشيد بتلك المؤسسات فغننا نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر جمعية رجال أعمال اسكندرية التى كان لها السبق فى تمويل تلك المشروعات وحازت بقيادتها وريادتها فى هذا المجال على العديد من الجوائز العالمية فى مجال التنمية والإقراض الشعبى.