نعم أعرف أنها مشكلة كبيرة ونعم أتفهم أننا أمام وضع مصر فى العالم بأكمله ولأننى تعلمت أن كل مشكله لها إيجابيات كما يكون لها سلبيات ووقوفنا أمام السلبيات فقط هو الفشل بكل جوانبه وهو لا يُحقق شئ سوى المزيد من الفشل ورغم رفضى للكثير من التعامل الإعلامى فى مصر بل ورفضى التعامل السياسى أيضا وهو فى الحقيقة أهم من التعامل الإعلامى وأيضا أهم من التعامل الأمنى ولكن هناك مشكله أخرى وهو الأهم والأقوى والأخطر وهو التعامل الدبلوماسى مع القضايا الخارجية بصفه عامه ومشكلة ريجينى بصفة خاصة وهنا تظهر فى مصر مشكلة التعاون بين الوزارات فى جميع القضايا ولابد أن نطرح هذه المشكلة ولكن سنسرد لها حلول فى مقال قادم حتى لا تتشعب القضيه وهنا سأعود لمشكلة ريجينى هذا الشاب الإيطالى الذى وجدوه مقتولاً فى مصر وتناقلت الصحف المحلية والعالمية قضيته كل دوله حسب عاداتها وتقاليدها وهنا وللأسف هذه طبيعتى فى تحليل الأمور لا أهتم بغيرنا ولا أهتم بما يصفه العالم كله ولكنى سوف أتحدث عن تناول مصر والمصريين للقضية فلم أتصور ولا أتخيل أن الإعلام المصرى ينتفض فجأة ليسأل إيطاليا بل ويسأل دول العالم عن مصريين قُتلوا واختفوا فى ظروف غامضة فى إيطاليا بل وفى كل دول العالم عن مصريين فقدناهم منذ سنوات وسنوات وكم كنت أتمنى أن تكون هذه الانتفاضة حرصاً على أولاد بلدهم وعلى المصريين فى الخارج كما يكون الاهتمام بهم فى الداخل ولكن للأسف لم يكن سوى عناد من الإعلام المصرى للخارج وكأنه فقط يُعاقبهم لأنهم يطالبون ويسألون عن رعاياهم وهذه الرؤيا للآسف خاطئة بل وكارثية ولا تصل بنا ولا لاحترام ضيوفنا وللأسف الشديد ولا لاحترام رعايانا فى الخارج وهنا لابد أن أتطرق حتى لأقصى التحذيرات وهى بوقف الزيارة والرحلات إلى مصر أو أى دولة بها بعض المخاطر وهنا هم لا يفرقون بين الدول وليس لاستهداف دولة ولكن هذه هى ثقافتهم وهذه هى توجهات حكوماتهم وقد أكون موضوعياً لو صرحت علانيةً أنها من صميم دينينا الحنيف ولكن هم يطبقوها ونحن فقط نعتبرها وللآسف مؤامرة ولكن وللتوضيح فقط أن للمؤامرات أركان معروفه تتلون أو تتغير أو تتبدل ولكن أركانها ثابتة من الممكن أن يكون من بينها استغلال حدث ولكن لا يكون هذا الحدث هو فقط المؤامرة بالكامل وليس عيباً ولا حراماً أن تكون الدولة من
أولوياتها هم رعاياها فهل للأب أحد أهم من أبنائه ونحن أبناء هذا الوطن وهو المسئول عنا جميعاً فى الداخل والخارج سواء كنا نعمل فى هذه الدول أو حتى نزورها للسياحة وفى أوقات كثيرة يكون العاملين بالخارج فى احتياج لوقوف دولتهم بجوارهم اكثر ممن فى الداخل وهنا تكون قوة الرعايا من قوة دولتهم.
وهنا اعود لقمة المكاسب الأخيرة بعد قضية ريجينى فقد فتحنا ملفات لمصريين فقدناهم من سنوات تعدت الربع قرن لقد اعادت لنا قضية الشاب الإيطالى بعض ما افتقدناه من أحضان وطن للمغتربين واعادت الآمل لمن لم يأتى حقه سابقاً ووهبت القوه لمن كان يخاف على نفسه فى الغُربه فقد تعلمت مصر الدرس من قضية ريجينى ومن ضحايا الطائره وأصبح من حقنا اليوم أن تتوقف رحلاتنا إلى باريس أو لندن أو امريكا خوفاً على رعايانا لو حدث فى هذه الدول عمليات إرهابيه لأننا نتضرر مثلهم ولآن ابنائنا ليسوا أقل غلاوة من أبنائهم ولا دولتنا أقل حرصاً على رعاياها من جميع الدول كرامة المصرى تعود وتفكيرنا يتغير والموازين تتجدد ويُصبح المواطن المصرى لا يقل أهمية عن المواطن الأوروبى أو الأمريكى هذه المكتسبات بداية لمكتسبات قادمة وتغيير وتبديل فى المفاهيم ليس فقط فى قضية ريجينى ولكن فى كل القضايا وأهمها سد النهضة فالتعامل اليوم لابد أن يختلف عن تعامل الأمس وتعامل دولة مع دولة شيدت سدا تختلف مع دولة لازالت تُفكر فى إنشاء سدا ويختلف أكثر مع دوله ليس عندها تفكير فى إنشاء سد.
لا أتمنى أن أكون قد شرد خيالى وتصورت مصر كما أتمناها وتضيع أحلامى فى رؤيتها بثوبها الجديد وكانت كلمة السر فى هذه الحالة هى (ريجينى الإيطالى).
ريجينى