الرئيسية

المرأة والمنوعات

فى ذكرى ميلاده .. كيف وصف "الأبنودى" الغربة فى جوابات حراجى القط؟

الإثنين، 11 أبريل 2016 07:00 م

عبد الرحمن الأبندوى

كتبت سارة مختار

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشاعر نادرة من الحب والوفاء جسدتها "جوابات الأسطى حراجى القط" بشخصية العامل المصرى البسيط الذى ترك قريته وذهب للمشاركة فى حفر السد العالى وكانت هذه هى المرة الأولى التى يترك فيها بلدته الصغيرة "جبلاية الفار ويترك زوجته "فاطمة" وأولاده ، حيث عبر الأبنودى فى تلك الجوابات عن مشاعر كل المغتربين المصريين فى عصر لم يكن فيه من وسيلة اتصال سوى الخطابات البسيطة التى تصل بعد عدة أيام محملة بمشاعر الفقد والوحشة.

وقد عبرت شخصية الزوجة "فاطنة" كما كان يحب "الخال" نطقها، فى تلك الجوابات عن المرأة المصرية التى تهب حياتها لزوجها وأولادها وتحفظه فى غربته وتصبر على نسيانه وتقلباته وجسد الأسطى حراجى العامل المصرى البسيط الذى ينبهر فى الغربة بالأشياء الكبيرة التى لم يراها فى بلدته. نتذكر معكم اليوم مقتطفات من تلك المشاعر التى عبرت بشكل أو بآخر عن مشاعر الفقد بسبب الغربة التى شعر بها بشكل أو بآخر كل بيت مصرى.

مشاعر الفقد المتبادلة فى خطابات حراجى وفاطمة

كانت جوابات حراجى تبدأ دائمًا بـ"الجوهرة المصونة والدرة المكنونة زوجتنا فاطنة أحمد عبد الغفار".. وعبر فى الجواب الأول عن خجله من التأخير فى الكتابة لزوجته منذ أن سافر إلى أسوان للعمل فى السد العالى قائلا:
سامحيني يا فاطنه في طول الغيبة عليكى
وأنا خجلان .. خجلان ..
وأقولك يا زوجتنا انا خجلان منكم من هنا للصبح
شهرين دلوقت من يوم ما عنيكِ يا فاطنة بلت شباك القطر
لوسعتى بدمعك ضهر يَدى

وترد فاطمة:
زوجى حراجى فوصلنا خطابك شمينا فيه ريحة الأحباب ربنا ما يورى لحد غياب
ليه تتأخر كده يا حراجى؟ طب والنبى كأن ورقتك دى أول قنديل يتهز فى جوف الدار
أول ندعة ضو.

وبعد عدة خطابات يتحدثون فيهم عن أحوالهم ويحكى حراجى ما يشاهده فى البلد الغريبة عنه أسوان

تبعث "فاطمة" فى أحد الجوابات تصف مشاعر الفقد قائلة

:

فى الليل يا حراجي تهف عليا ما عرف كيف .. هففان القهوة على صاحب الكيف
وبامد إيديا فى الضلمة ألقاك جنبى طب والنبى صُح ومش باكدب يا حراجى.
....
وفى جواب آخر: يا حراجي .. جوابك بيرد الميه للزور الناشف ويبل.
ده إحنا عايشين هنا ع السيره ..وزادنا الأخبار

ويرد حراجى:

مشتاق ليكى شوق الأرض لبل الريق.. شوق الزعلان للنسمة لما الصدر يضيق
ويقول أيضًا:
عارفة يا مرتى الراجل فى الغربة يشبه إيه؟ عود درة وحدانى فى غيط كمون

وتعبر فاطمة عن عدم تحملها للبعد وتحكمها فى مشاعر الفقد قائلة:

والأيام تقلانه عليا يا أبو عيد وحكاية الشوق دى لا فى الإيد ولا ليها مواعيد
ومالو طب لما أنتوا تشتغلوا هناك واحنا نشتاق؟

وفى الرسالة التاسعة بدأها حراجى بمشاعر تعبر عن مشاعره الكبيرة تجاه زوجته قائلًا:

زوْجتي أم ولادي وتوبي ولحم رقبتى
فاطنه أحمد عبد الغفار
زوجتى واختى سترى وغطايا
والكتف اللي تمللى شايلنى وشيلتى
فاطنه يالنضة ليلي وباب بيتي وعيلْتي.
فاطنه يا ست الناس

وترد فاطمة:

حراجى القط يا أغلى من قشرة عينى وحيطان بيتى وولدى..
النسمة تهل عليا أول ما يخش جوابك.

المشاعر نحو الأبناء فى الغربة والتى تجسدت فى عزيزة وعيد

يتغرب الرجال فى مصى حتى يضمنوا أحوال معيشية جيدة لأبنائهم ودائمًا ما يشعروا بالقلق عليهم وعلى مستقبلهم بالإضافة إلى مشاعر الأبناء أنفسهم بسبب الغياب المفاجئ للأب عن المنزل وجسدت خطابات جراحى تلك المشاعر حيث وصف حراجى مشاعره فى بداية السفر عندما تحرك القطار قائلًا: " والقطر اتحرك ..وقليبى بيتنقل من يد ليد
والقطر بيصرخ ويدَودِو اتدلدلت بوسطي من الشباك ..
( خذي بالـــك م الولد ..راعي عزيزه وعيد )

وترد فاطمة:
" وعزيزه وعيد ..
من غيرك يا حراجى زى اليُتما في العيد .
الواد على صغره حاسس بالغربه والبعد .
أطلع وأخش القاه .. غيمان وكأنه محروق له دكان .
ويقوللي : فين يامه أسوان .. ؟
وأبا سابنا ليه يا مه ؟ ما يمكن زعلان ؟

وفى أحد الجوابات يرسل حراجى المال إلى فاطمة لكى تقوم بشراء ملابس جديدة للأطفال ويقول:"
دورت الحسبه ف راسى وقلت يا واد يا حراجي ..
هو يعني قانون العيل ما يدوقشى الكسوه غير في العيد ؟
أمال كيف العيل حيحس بأبوه جنبه إذا كان الأب بعيد .. ؟

المشاعر نحو الجيران والأصدقاء فى الغربة كما جسدتها الجوابات

كما أظهرت أيضًا خطابات حراجى المشاعر نحو الجيران من خلال سكان جبلاية الفار وحكايات فاطمة لحراجى عنهم والتحية التى كان يرسلها لهم حراجى دائمًا وكانت ترد فاطمة السلامات من كل أهل الجبلاية فى نهاية الجوابات ومن تلك الكلمات يقول حراجى: سلمى ع الوِلد ..وع (( الحاج التايب ))
بلا كتر كلام ..سلمي على كل اللي لينا فيهم نايب

وترد فاطمة :
وجميع الناس في الجبلايه عايزين لك كل سعادة وخير ..
وبيتمنولك تانى ترجع فى سلامة ..تعمر مصطبتك ..وتقيد اللنضه في الدار ..