أيمن نعمانى محمد يكتب: يا مسئولى مياه الشرب ارحمونا يرحمكم الله

الأحد، 10 أبريل 2016 12:00 م
أيمن نعمانى محمد يكتب: يا مسئولى مياه الشرب ارحمونا يرحمكم الله قلم وورقه - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آه. فى القلب غصة ونحن نكتب عن واحدة من أهم وأوجب ضروريات الحياة، وسبب فى استمرار العنصر البشرى، وخدمة إنسانية تكفلها كل المواثيق والأعراف والشرائع.

قيمة الحفاظ على استمرار الحياة وصونها وكفالة بقاء العنصر البشرى.
لكن لمن الشكوى ولمن المشتكى ؟؟؟
مياه الشرب واحدة من أهم الخدمات التى تكفلها الدولة لمواطنيها وهى خدمة على الدولة الالتزام بتوفيرها بالكم والمواصفات الملائمة والتى تراعى صلاحيتها للاستخدام الآدمى !!
لكن هيهات هيهات، أن تجد لهذه المبادئ صدى عند مسؤولين فقدوا أبسط مقتضيات الحس الوطنى بل وأبسط متطلبات المشاعر الإنسانية !
المنشاة المركز التى يزيد عدد سكانه عن 50 ألف نسمة تقريباً، يعانى ويلات تردى صلاحية مياه الشرب وانقطاعها المتكرر، فغالياً ما تنقطع مياه الشرب عن قرى ومناطق لما يقارب اليوم الكامل، دون تقدير للمسؤولية أو تنظيم لعمليات تخفيف المنصرف من المياه.

فنجد عشوائية الانقطاع حيث إن المناطق ذات الحظوة وذات النفوذ لا تنقطع عنها المياه إلا فى حالات الأعطال الطارئة وتصلها المياه بالقدر الذى يسمح بوصولها للطوابق العليا من المنازل. أما القرى والمناطق التى لا تمتلك ظهير أو ظهر يحميها فلن تجد من هذه الضمائر الخربة إلا اعتقادهم أنها مدن أشباح لا تسكنها إلا الهوام والحشرات الطائرة والتى لا داعى لأن تصلها مياه الشرب أو ما يمكن تسميته تجاوزاً مياه الشرب !!!!

وإذا شاء القدر ووصلت هذه المياه لتلك المناطق التعسة المهمشة غير المستحقة للحياة فى نظر مسئولى شركات المياه ومسئولى الإدارة المحلية، فإنها تصل لحد الكفاف والحد الذى يسمح باستمرار الحياة، بالكاد تصل للطابق الأرضى وبالكاد يمكن سماع صوتها عند تدفقها من صنابير المياه، صنابير المياه التى أصبحت أطول عمراً ليس لأنها جيدة الصناعة ولكن لقلة استخدامها ومحدودية تعامل الأيدى معها !!!!
ولذلك فقد عدنا إلى تراث الأجداد وموروثات المتقدمين منهم، وأصبحنا نعتمد على الطلمبات الحبشية التى تقدم لنا ونتيجة التطور الهائل فى وسائل وتقنيات بناء خزانات مياه الصرف الصحى المنزلية لعدم وجود شبكات صرف صحى، أصبحت الطلمبات المنزلية تمنحنا كوكتيل من المياه الجوفية ومياه الصرف الصحى ويختلف طعم ولون ورائحة الكوكتيل حسب عمق خزانات الصرف ودرجة تركيز المخلفات البشرية فيها !!!!!!
شبكات متهالكة تعود لعقود، تشوبها رائحة فساد المناقصات فى التجديد، لا أنابيب صالحة ولا تنظيف لمحطات المياه، ولا تعقيم كافى أو تنقية لمياه الشرب، ولا متابعة للأعطال المتكررة، ولا تفعيل للرقابة على صلاحيتها ونسبة المعادن بها أو نسبة الشوائب !!
أصبحنا فى المنشاة الآن نؤمن بل ونؤكد على التفسير العبقرى لهذه النظرية والذى قدمه الفنان المبدع عادل إمام فى فلمه " مرجان أحمد مرجان " عندما قال " أن الدولة تحرص على وصول مياه الشرب بهذه الدرجة من الصلاحية وباختلاطها بمياه الصرف الصحى لأنها ستعطى الشعب المصرى المناعة " !!!!
ونحن نؤكد ونقسم غير حانثين، نؤكد لحكومتنا الرشيدة ولمسئولينا الأبرار أننا قد تشبعنا مناعةً واكتفينا من أمصال وتطعيمات عقار مياه الشُرف الصحى "دمج الشرب + الصرف"
ونرجو منكم أن تتعطفوا علينا وتعطونا فرصة أن نمرض من مياه الشرب النقية الصالحة، امنحونا هذا السم المسمى مياه الشرب النقية، نحن لا نريد دواء بعد الآن بل نريد أن نكتوى بمرض مياه الشرب النقية الصحية التى لا نعرفها ونسمع عنها فى القصص الخرافية !
أتوجه بكل ألم ومرارة للقيادة ولمقام الرئاسة بصرخة أن تنظر بعين الرأفة فى هذا الجانب من الخدمات فى المنشاة، وأن تحقق وترسل لجان فحص من معامل وزارة الصحة لتختبر المياه التى توفرها شركة المياه لمواطنى مركز المنشاة. فنحن ندفع ثمن هذه الخدمة ولا نحصل عليها لا بالكم ولا بالنوعية المناسبة للاستخدام الآدمى !!!
أتوجه بنداء عاجل للسيد محافظ سوهاج أن يرسل لجان الفحص والتحليل لاختبار مياه الشرب فى المنشاة، وعليه محاسبة المقصرين والمتخاذلين من المسئولين الذى لا يهمهم أمر المياه فى شىء، فهم فى المكاتب يعتمدون على المياه المعدنية المنقاة، ومنازلهم تعج بوحدات التنقية متعددة المراحل، لذلك لا هم ولا أولادهم يشربوا من مياهنا، فهم شعب ونحن شعب !!!!!
الآن فقط آمنت بالعبقرية والإبداع المصرى !!!!
فالصين الشعبية عندما أرادت تقليل نسبة الزيادة السكانية ابتدعت سياسة الطفل الواحد لكل أسرة، ولكن عبقرية العقلية المصرية لأحفاد الفراعنة وجدت الحل فى مياه الشرب كوسيلة لتقليل عدد السكان وحل المشكلة السكانية !!!!!
لكن سؤالى الأخير والذى أتوجه به لمسئولى شركات مياه الشرب ومسئولى الإدارة المحلية لمركز ومدينة المنشاة ولكل المجالس والوحدات القروية فيها، ما هو عدد السكان الذى ترونه مناسباً لسكان المنشاة حتى نوفر عليكم عناء قتلنا البطىء بمياه الشرب ؟؟
فتكت بنا الأمراض وتفشت فينا، تنهش أجسادنا أمراض الفشل الكلوى والحصوات بأنواعها وأحجامها ومناطق تواجدها المتنوعة ناهيك عما خفى من أمراض !!!!
- لقد أصبحنا مع مياه شربكم نعيش كحيوان الضب فى الصحراء نفضل أن نكتسب الرطوبة من الهواء بدلاً من الأقدام على تجرع سمّ مياهكم !!!
- لقد تغير مع مياه شربكم مقولة الدخول إلى الحمام ( دورة المياه ) ليس كالخروج منه، فقد أصبحنا ندخل لنستحم وقد علق بنا التراب والعرق ونخرج وقد أصبحنا كاموتور السيارة الذى يخرج من التنظيف بالجاز والكيروسين أو خارج لتوه من التشحيم.
الحسنة الوحيدة أننا نخرج وقد اكتسبنا اللون البرونزى دون الحاجة للذهاب للشواطئ لأخذ حمام شمس بل نكتسب اللون البرونزى من وسخ المياه !!!!
يا أيها المسئول عن مياه الشرب فى المنشأة يكفيك دعوات ربات البيوت التى تطلقها إلى عنان السماء عندما تضطر لإعادة غسل الأوانى والأطعمة مرات ومرات بعد أن تفتح صنبور المياه لتنزل منها مياه شربكم فتخالط الأطعمة أو الأوانى !!!!
ستلاحقكم هذه الدعوات حتى مثواكم الأخير لتجدوا فيها جزائكم الوافى لما اقترفته أيديكم
ارحمونا يرحمكم الله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة