سؤال كثيراً ما سمعته يتردد على ألسنة البعض من الأصدقاء والمعنيين بالشأن العام المصرى، والذين أثق فى وطنيتهم وحبهم لهذا البلد العظيم.
بداية لست هنا بصدد الدفاع أو التبرير او ما شبه ذلك، ولكننى أحاول أن أدقق فى المشهد من زواية مختلفه دونما التكرار فى ذكر التحديات الداخليه والخارجيه، والتى تتنوع وتتعدد يوماً بعد يوم حتى تظل مصر فى احسن الاحوال على ما هى عليه، ولا تتقدم خطوة للأمام، بل أن يكون متاح دائماً إمكانية العودة الى الخلف سريعاً.
يرى البعض من هولاء المنتقدين ان الرئيس عبد الفتاح السيسى كان لديه فرصة نادرة وهائلة منذ مشهد الثلاثين من يونيه وصولاً لتوليه حكم البلاد بانتخابات حره نزيهة وبنسب تاريخية واجماع شعبى على شخصية جاءت بشعبيه نادراً ما يتمتع بها رئيس او حاكم فى دول العالم المختلفة.
فكانوا ينتظرون منه - حسب تصورهم- مزيداً من مواجهة التطرف والارهاب وتجديد الخطاب الدينى بصفه عامة وقفزات هائله فى التعليم والصحه والاقتصاد بكافه قطاعاته مستغلاً حالة الالتفاف الشعبى والجماهيرى حوله من جموع المصريين بمختلف انتماءاتهم وتعدديتهم السياسيه والاجتماعيه والثقافية.
واعطى لهم قدراً من العذر فى املهم وتطلعهم الى ذلك لسببين اولهم ثقتى فى وطنيتهم وحبهم لمصر وثانياً رؤيتهم ان مصر تملٌك من المقومات والموارد ما يجعلها فى مكانه اقتصادية ودوليه اكثر بكثير مما هى عليه الآن .
ولكن ودون اطالة او تكرار لمواقف وأحداث مرت علينا ارى ان المسألة أكبر بكثير من قصة شعب وقائد ودوله تملك التميز فى الكثير ولكنها لا تستفيد منه كما يجب .
فالبدايه " وفى تصورى وتحليلى الشخصى للمشهد " كانت من اواخر أيام الرئيس الاسبق مبارك وما كان معداً ومخططاً لان تصل مصر اليه من بدايات 2011 والى الآن واستغلال سلبيات فتره حكم مبارك وحاله الاحتقان فى الشارع المصرى من تردى بعض الاوضاع والصراع الخفى بين جهات عدة على شخصية الرئيس القادم لمصر .
وبكل اسف تعامل البعض من المسئولين الكبار بمنتهى الاستهانة وعدم التقدير لخطوره الامر تبعا لرغبات من كان يستعد لوراثة حكم مصر من ابيه . متناسين او متغافلين او غير مستوعبين لما يحاك فى الخارج ضد مصر ومستقبلها .
وأستطيع ان اؤكد وبكل يقين وبالعديد من الشواهد والبراهين والادله انه لولا يقظه "رجالاً" كانوا على قدر الامانة والمسئلية والوطنية طوال تلك السنوات الماضية والى الان لكانت مصر ضاعت بكل تأكيد.
وبقدر هذه التحديات وبقدر تلك المسئوليه وتحمل الامانه وبقدر الحفاظ على الامن القومى المصرى ومستقبل هذا البلد واعنى هنا كل حرف فى هذه الكلمات بكل امانه ودون مزايده او تهويل أكرم الله مصر بأحد هولاء الرجال الشرفاء ان يكون رئيساً لها ويحمل مسئوليتها ليس امنيا وقوميا ومعلوماتياً فقط بل يتحمل مشقة إزاله عدوان وتراكمات سنوات بدأت من سنوات طويله سابقه من فساد وبيروقراطيه ومافيات اخطبوطيه متعدده الأطراف فى كل القطاعات داخل مصر نمت وترعرعت دينياً وتعليمياً وثقافيا وصحياً واقتصادياُ، وكُلل كل هذا بحاله الخلط والتعميم داخلياً والتخبط فى بعض الامور الدبلوماسيه خارجياً خاصه على مستوى القاره السمراء والنمور الاسيويه والعلاقات المصريه الروسيه . فكان على ان الرجل ان يزيل كل هذا وعلى التوازى يبنى الداخل المهلهل حكومياً والمتردى اخلاقياً فى مجتمتع يتشدق بالاخلاق ومكارمها ويسبح عكس تيار تلك الاخلاقيات فى كل امور حياته اليوميه وبين علاقات خارجيه تحتاج لاعادة التشكيل والصياغه لا الى ترميم واصلاح شكلى.
ربما نرى الكثيرين يطرحون حلولاً لكافه مشكلات مصر فى دقائق عده بل ويؤكدون ان انهم لو كانوا فى موقع المسئوليه لفعلوا وفعلوا الكثير والكثير.
كل ما اريد أن اقوله لهؤلاء وبكل هدوء ضع نفسك كمسئول أمام تحديات وصعوبات ومورثات ممزوجة بحالة من التأويل الإعلامى الموجه احياناً وحالات التشفى والحقد من البعض بالإضافه إلى لعبه المصالح الكبرى بدء من الجنيه والدولار وحتى المليارات منهم.
اضف الى ذلك صديقى حالات اسهال ثورى واعتراضى مستمر وجاهز لدفعه عند اللزوم تاره من بعض النقابات وتاره من الوقوف امام قوانين اصلاحيه كقوانين الخدمه الاجتماعيه وتاره من تصدير حاله كره للمؤسسه العسكريه المصريه بكل فروعها، والتى هى جزء لا يتجزأ من الشعب المصرى وتركيبته بحكم التاريخ والجغرافيا واعنى تلك الكلمات بمضمونها اللفظى لا الشكلى فقط وتارة من اعلام مهترىء يتصدر جزء كبير منه اصحاب المصالح والابواق الفارغة والممزوجة احياناً بجهل واحياناً بمخططات اخرى .
يا سادة جاهل او احمق بل له مصلحه ما كل من يتصور ان مصر بعيده عن نظريه المؤامره بكل ابعادها فلم تكن المؤامره ابداً وليده سنوات سابقه او قريبه بل هى "فعل مضارع مستمر" طالما بقيت مصر الى الابد.
صديقى لا تتعجل النتائج وتفهم بادراك حذر كل ما يحاك بوطنك فليس كل ما يُفعل يجب ان يعلن ولا تنسى انك رغم كل ما تعانيه لك وطن آمن تعيش على ارضه وتحلم بغد افضل، فكثيرون حولنا فقدوا حتى القدره على الحلم ........ تحيا مصر ... بالاوفياء .
شنودة فيكتور فهمى يكتب: هل حقاً لم يستغل السيسى اللحظه الفارقة؟
الجمعة، 04 مارس 2016 06:10 م
ثورة 30 يونيه - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة