فى يوم ينتظره كل أب اصطحب ابنته بعد أن أعلن مكتب التنسيق قبولها فى كلية الهندسة، وذهبا إلى الفجالة لشراء احتياجاتها المطلوبة للكلية، جلسا بجوار ابنته فى المترو وسرح بخياله فى أول يوم لها فى المدرسة، نفس الورقه المطوية التى يحملها وبها احتياجات ابنته للكلية المكتوبة بخطها، كان يحملها لشراء طلبات المدرسة المكتوبة بخط المدرسة .
نظر إلى ابنته فى سعادة يتطلع ملامحها التى لم تختلف كثرا، جلس يتطلع إليها وتذكر لقد كنت ممسكا بيدها مصطحبها معى لشراء كراسات وكشاكيل المدرسة، والآن اصطحبها أيضا لشراء احتياجات الكلية، وغدا سوف اصطحبها لشراء احتياجاتها لعرسها .
لقد كبرت ابنتى ذات الضفائر وأصبحت عروسة، قطع هذا الخيال صوتها الدافئ، لقد وصلنا إلى المحطة، خرجنا من باب المترو متجهين إلى الشارع، وأمام البائع أخرجنا الورقة وبدا البائع فى تجهيز احتياجاتها، وقبل أن نغادر حاملين مسطرتها الهندسية واحتياجاتها، ذكرتنى ببعض الأدوات الهندسية غير المكتوبة فى الورقة، نفس الموقف حدث وهى طفله ذكرتنى أيضا ببعض الكراسات غير الموجودة بالورقة .
اصطحبتها فرحا مع أنها قد دفعت مبلغا طائلا ولكن اللحظة التى أعيشها لا تساوى مال الدنيا، ثم اتجهنا إلى المترو حاملين احتياجاتنا، تحاول أن تساعدنى فى حملها وأنا أرفض لأنى أشعر بسعادة غريبة انستنى التعب من حمل حامل اللوحات والمسطرة وأطنان الكشاكيل التى أحملها .
وبعد أن ركبنا المترو ظلت تحدثنى وأنا لا أسمعها، فأنا أنظر إليها وأتذكر ذكريات طفولتها وكيف أنها كبرت مرة واحدة، وما هى إلا لحظات وتعطل المترو فى محطة منشية الصدر، فنزلنا من المترو فى انتظار مترو آخر، وبدأت أتذكر ذكريات جديدة فهذه المحطة كانت أهم مكان فى حياتى وخاصة أيام الجامعة.
تذكرت فيها أصدقاء الجامعة، وما هى إلا لحظات وإذ بصوت يقطع هذه الذكريات، سيدة تحمل طفلا على يديها، وتجر طفلا ىخر ممسكا بجلبابها، طالبا منى أن أنزل حاجياتى من على الكرسى الموجود بالمحطة لتجلس هى، ففعلت وأنا أنظر إليه محدثا نفس هذا الوجه أتذكر أما باقى الجسم لا أتذكره .
وقبل أن أتكلم وجدت السيدة تصرخ صدفة غريبة
حضرتك بتكلمينى ؟!
مش أنت محمد
فأرد: آه حضرتك تعرفينى ؟
حضرتى آنت مش فاكرنى آنا مروة زميلتك فى كلية الآداب.
آه إزيك يا مروة معلش أصلك اتغيرتى كثير.
ما انت كمان اتغيرت شعرك بقى أبيض والقرعة بانت ده غير كرشك اللى قدامك سبع متر.
فأحدث نفسى يعنى أنت اللى لسه زى ما أنت ما أنتى مش شايف وزنك بقى كام ولا سنانك اللى وقعت.
ثم أرد أنت لسه لسانك طويل اخبارك ايه اولادك دول.
فترد آه مصايبي
فأرد ما شاء الله ربنا يزيد ويبارك ثم احدث نفسى معقولة ده مروة اللى كانت نسمة اللى صوتها كان زى الكروان مالها صوتها عالى قوى كده ليه ومال الفاظها بقيت كده ليه.
فترد معى 3 ولاد الكبير فى كلية حقوق سنة 4 والصغير ده أولى ثانوى واللى على كتفى ده جه غلطة عنده سنتين.
وأنت معاك أولاد
آه بنتى فى هندسة ومعى ولد فى 2 ثانوى.
ما شاء الله هندسة مرة واحده انا المنيل الكبير خايب من يومه جاب لى 65% فى ثانوية وبالعافية دخل حقوق وياريته ماشى فيها.
اسمعها وأحدث نفسى لا يمكن تكون ده مروة اللى كان نفسى اتجوزها ده أكيد النتيجاتيف بتاعها أو أن فى روح شريرة لبستها فحولتها إلى الكائن اللى قاعد جنبى.
فأرد ما هو كل واحد بياخد نصيبه.
فترد أنا نصيبى أسود لا اتنصفت فى جوازتى ولا اتنصفت مع عيالى.
لا يمكن تكون دى مروة ده أكيد اتبدلت معقولة دى كانت ممكن تبقى مراتى وتتكلم على كده.
وقبل أن أرد قطع الحديث صوت المترو القادم وصوتها الأعلى من صوت عجلاته وهى تحدث ابنها أجرى أنت يا زفت احجز لى مكان أنا مش هاقدر أقف.
وتركتنى وابنتى تسالنى مين ده يا بابا ؟
فارد حلم.. أحمد الله أنه لم يكتمل .
ورقة وقلم - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة