علا البابلى تكتب: بين ثنيات جدران شوارعنا.. الشوارع غاضبة

الخميس، 03 مارس 2016 12:01 م
علا البابلى تكتب: بين ثنيات جدران شوارعنا.. الشوارع غاضبة رسومات فى الشوارع - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تغيرت تلك الملامح التى كنت أراها فى جدران شوارعنا.. تغيرت تلك الثنيات التى لم أكن أعلم لماذا كنت أرى فيها لوحات فنية رسمها لعب الأطفال دون قصد.. كنت أرى أشكالا تشبه لوحات الفن التجريدى المميز الذى طالما حاولت فهم تعقيداته فلم أستطع.. تغيرت تلك الملامح تماما تغيرت مثلما تغير أيضا لعب الأطفال الصغار الذين كانوا يرسمون تلك اللوحات بنحتهم فى الجدران أو كتاباتهم، فالآن يمكنك أن ترى أشياء مختلفة تماما.. فبين تلك الثنايا الملطخة بالطين على لوحات تعلن عن أشخاص بينهم قد قاموا بترشيح أنفسهم ليكونوا نوابا فى برلمان 2015 تراك تجد دون أن تشعر إذا ما دققت بنظرك بين تلك الثنايا تجد وجه شهيد من الشهداء وكأنه ينظر إليك ويقول، أنا من صنع هذا الغضب بين تلك الثنايا.

تغيرت ملامح شوارعنا بالكامل.. تغير إحساسنا أن تلك المبانى تشعرنا بدفئ الوطن الذى نرتمى به كلما خرجنا فقط عن تلك الشوارع فقط.

تلك الثنايا أصبحت مليئة بالشعارات القاسية والمؤلمة والواقعية فى كثير من الأحيان والمبتذلة فى أحيان أخرى.. كلمات تخرج غضبا وأجيج قلوب منكسرة، يتوهج غضبها كلما قرأنا تلك الكلمات، فالشوارع غاضبة أكثر منا، لأننا بأيدينا جعلناها سببا مستمرا فى غضبنا دون أن نقصد أو بقصد فالحوائط أصبحت مشوهة ولم نجملها فتركناها مشوهة فتشوهت تلك الثنيات التى كانت تدفينا وتلاشت تلك الضحكات التى كانت تغذى قلوبنا حين نمر بين تلك الجدران فنعلق على أبسط الأمور التى ترسم فى وجوهنا الضحكات أو على أسوأ تقدير البسمات العابرة .. فاحذروا هذا الغضب الكامن بين تلك الثنايا الآن.. احذروه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة