ياسمين محمد الغريب تكتب: خيال كاتب

الإثنين، 28 مارس 2016 02:22 ص
ياسمين محمد الغريب تكتب: خيال كاتب شخص يقرأ فى رواية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مساء أمس شرعت فى قراءة رواية وقد كان البطل غاية فى الاستبداد والقسوة، فوجدت دموعى تنحدر من مقلتاى وتبلل بها وجنتاى، وحينما تعمقت فى القراءة وكبحت زناد فكرى وتركت الرواية والمشاعر بداخلها تمتزج بى، وجدت صديقتى تقتحم عزلتى فنظرت إليها فقرأت على صفحة وجهها علامات من الصدمة، ثم قالت لى بصوت هامس: أتبكين؟، فسرعان ما أخفيت ما بداخلى وابتسمت وقلت لا، ولكنى فقط تأثرت ثم أسرعت فى تغيير هذا الحوار حتى لا يظهر هذا الجانب، وبعدها عندما خرجت ذهبت خلفها وأغلقت الباب، وها أنا أعود لصومعة فكرى الصامتة التى لا يزورها إلا أنا، وتساءلت بينى وبين نفسى لم أنا كذلك لم هذا القناع الدائم من القوة والصلابة لم أخفى دوما مشاعرى وأظهر دوما هذا الجانب من اللامبالاة، وحينها دار حوار كبير بينى وبين نفسى، ورجحت أن هذا يعود إلى عدة أسباب أهمها الدنيا، فالحياة لا تحتاج إلى الشخص الضعيف فحينما يجدون أحدا يستشعرون فيه تلك الصفة يهاجمونه بقسوتهم المعتادة بل وينعتونه أيضا بتلك الصفات انعدام الشخصية، انعدام الكرامة، السذاجة، وهكذا كل هذا لأنه فقط أظهر هذا الجانب المتحكم به القلب وجعله مسيطرا عليه، ولعل أيضا من أهم هذه الأسباب هو شخصية الكاتب المعتادة، فالكاتب دائما يظهر الجانب المتحكم به العقل ويظهر قناعا من القوة والصلابة واللامبالاة ويبنى أسوارا حوله حتى لا يخترق هذه الأسوار أحد آخر ويستشعر ما يختلج بداخله ومن يراه أو بتعامل معه سطحيا لن يصل إلى جوف شخصيته الحقيقية، ولن يصل إليها إلا من اقترب منه جيدا واستطاع أن يكسر كل تلك الفواصل، حينها فقط سيرى الجانب المتحكم به القلب اللذى لن يظهره إلا مع قلة من إصدقائه الأوفياء، ولكن هناك أيضا طريقة تنكسر فيها تلك الحواجز ويظهر الجانب الشعورى من الكاتب وأسلوبه وفكره وهو حينما تلتف أصابعه حول قلمه ويمسك صفحات أوراقه ويشرع فى التعبير بين السطور عما يدور بداخله، حينها ستستطيع أن تستشعر جزءا كبيرا من شخصيته، فإذا أردت معرفة ماهية شخصية هذا الكاتب حقا، فإما أن تقترب منه وتكون له وفيا أو أن تقرأ له.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

متابع

اذهلتينى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة