لو نظرنا إلى وضعنا الحالى وإلى وضع البلاد لنرى أننا نسير عكس الاتجاه فى كافة قطاعات الحياة، فلو تم تعديل السير لتم إصلاح معظم الأحوال ولتغير الحال من حال إلى حال، فلو ركزنا فى بعض الأشياء لوجدنا أشياء غريبة فى مجتمعاتنا العربية لا نعلم من أدخلها ولكنها اقتحمت حياتنا وغيرت الكثير من عادتنا:
ــ لقد تركنا الكتب والقراءة والثقافة وأصبح يتم بيعها فى الشوارع وعلى الأرصفة وأحيانا يتم بيعها بالكيلو، فى حين نضع الأحذية فى باترينات فخمة وفى أماكن راقية، فتحولنا من الاهتمام بالكتاب إلى الاهتمام بالحذاء، فالسلف كانوا مهتمين بالقراءة والثقافة ويعلمون قيمة الكتاب، ولكن الآن أصبح الاهتمام بالحذاء والماركات وكيف يظهر فى باترينة العرض بصورة تجذب المشترى..
ــ لقد ترك التليفزيون الغرض الأساسى منه وأصبحت برامجه عبارة عن برامج التوك شو وخناقات وصراعات والجزء الآخر برامج رقص وتسلية وضحك من أجل الحصول على الإعلانات، وليس الهدف هو تقديم رسالة للمواطن البسيط، لأن المنتج يعلم أنه إذا قام بعمل برنامج هادف فنسبة المشاهدة والمعلنيين سوف تكون قليلة، وبالتالى انعدم الربح الذى يسعى من أجله، فالسير أصبح فى الاتجاه الذى يجنى الأرباح حتى ولو كان السير عكس الاتجاه.
ــ لقد أصبح المال هو المتحكم فى جشع معظم التجار إلا من رحم ربى فمنهم من زين له نفسه أن يتاجر فى الحرام وفى الغش، ولن أخوض فى الحلال والحرام ولكنى سألقى الضوء على بعض الظواهر البسيطة التى اقتحمت حياتنا والتى نرى فيها من يتاجر فى لحم الحمير من أجل المكسب فقط، فهو لم يراع ربه ولم يراع الرزق الحلال ولم يراع أى شىء فهو يريد المكسب، ونسى أن هناك مواطنا فقيرا يحلم أن يحصل على كيلو لحمة بعد ارتفاع سعره وفى النهاية تكون المكافأة، إنها لحوم فاسدة أو لحوم حمير. فهل هذه بلدنا مصر وهل وصل بنا الوضع إلى هذا الحد من الغش والأستغلال وغيرها من النماذج التى تحتاج إلى صفحات وليس مقال.
ــ لقد أصبح الفن وسيلة للربح وليس وسيلة للتثقيف فما هى نوعية الأفلام الموجودة ونوعية المشاهد الخالعة التى تخدش الحياء فلم يعد وسيلة توعية، بل أصبح ثقافة شوارع ويبث كلمات وعادات وأفعال تجعلنا نسير فى اتجاه اللاعودة والسبب هو الربح فمن منا شاهد عمل تاريخى أو ثقافى أو عمل الغرض منه تقديم النصيحة، فالعمل أصبح يعتمد على راقصة ومطرب شعبى وكام أغنية مع حشو بعض المشاهد، ويصبح فيلم العيد وفيلم الموسم لأنه يحتوى على المشاهد المثيرة التى تجذب الشباب لشراء التذاكر وتحقيق الإيرادات وتصديقاً على كلامى فانظروا إلى فيلم أولاد رزق وإلى حجم الكلمات والمشاهد الخارجة فهذا هو حالنا وهذا هو الفن الحالى.
ــ أين مدارسنا وأين المدرس فالجميع يهدف إلى الدروس الخصوصية، فأصبح المدرس يريد أن يحصل على أكبر قدر من الطلبة من أجل زيادة الدخل وأصبحت المدرسة تحصيل حاصل وهذا الموضوع يشمل أشياء عديدة فليس هناك تعليم فى المدارس حالياً، ولم تعد المدرسة مصدر للعلم والمعرفة، بل أصبحت تحصيل حاصل ولم يعد لها قيمة فى التعليم، وأصبح هدف المدرس هو الحصول على أكبر عدد من الطلبة لزيادة الدخل وليس هناك قانون فى مصر يحارب الدروس الخصوصية، وإن وجد فهو غير مفعل وللأسف أصبح القانون بلا جدوى، وأصبح الدرس الخصوصى حكر على طبقات معينة وتحولنا إلى عصر الماديات لأن المدرس النابغة بيعطى المنهج بمبلغ لا يستطيع الفقير أن يقوم بدفعه ولم يعد هناك اهتمام بالمدارس ولا التعليم، وأصبح الجميع يسير عكس الاتجاه فالسير أصبح تجاه المادة والربح..
لن أسرد المزيد من الأحداث، ولكن يجب أن نلتزم بالسير فى الاتجاه الصحيح وكفانا مخالفات وكفانا سيرا عكس الاتجاه، فلو كل شخص بدأ بنفسه وبأسرته وأولاده وتحرى الحلال لتغير البلد من حال إلى حال، فليست الأموال هى النجاة وحتى لو كانت نجاة فى الدنيا فهى نار فى الآخرة، فيجب أن يراعى كل شخص الحلال فى مهنته، وأن يبتعد عن الجشع وأن يكون له رسالة فى الحياة حتى نحقق الرقى والتقدم ونصل بهذه البلد إلى بر الأمان فليس الرئيس أو الملك أو اى شخص بيده العصا السحرية، فالمشكلة يا سادة فى عقولنا فمنا من يقبل الرشوة ومنا من يقبل الحرام ومنا من يزنى ومنا من يخون ويقتل ويسرق وينهب ومنا من يغش فى الطعام والشراب وفى الدواء، فنحتاج إلى وقفة مع النفس نحتاج أن نسير فى الاتجاه الصحيح حتى لو واجهتنا مشاكل ولكن ما يصح إلا الصحيح ومن يتقى الله يجعل له مخرجا .
أعتقد أن ظروف البلد تحتاج مننا أن نترك السير عكس الاتجاه وأن نسير فى الاتجاه السليم ..
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هاني حسن
فعلا كلنا بقينا شمال
فعلا كلنا لازم نبدأ بنفسنا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد فتحي
ما أروع الاتجاه الصحيح