محمد خالد السباعى يكتب: بشر معقدون

السبت، 26 مارس 2016 10:05 م
محمد خالد السباعى يكتب: بشر معقدون صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تفاعلات داخلية نفسية كانت أم اجتماعية جعلت منهم عبارة عن مصفوفة معينة يوجد بداخلها بعض الخلل، فالحسابات الكثيرة التى يستخدمها البشر داخل خلايا العقل البشرى كفيلة بأن تقتل الكثير منها فى وقت قليل، وبالذات إن كانت هذه الحسابات تحدث بشكل مستمر يومى كان أو أسبوعى، والكثير منا هذه الأيام يستخدم فترة ما قبل النوم فى عمل هذه الحسابات بل إن هذه الحسابات تكثر فى هذه الفترة، فاليوم قد انتهى وتحصلت على كل المعلومات التى ستستخدمها فى حساباتك الخاصة، حتى من الممكن أن تأكلك هذه الفترة حيا، وبعد حسابات طويلة تصل لحائط المتاهة وفى الغالب تلجأ للنوم لتنهى هذا الكم من الحسابات المتوالية ظنا منك انك بهذه الطريقة قد وصلت لحل هذه الحسابات.

الحسابات تكون بشكل غريب، تتخلل كل تفصيلة من تفاصيل اليوم، تبدأ باختيار الاشياء المهمة أولا كالعلاقات، العمل وأكثر الأشياء تعقيدا فى حياتك على الإطلاق فتختار انت ان تبدأ بالعلاقات؛ فالإنسان بطبعه كائن اجتماعى لا يستطيع ان يحيا وحيدا، وحينها تبدأ بتحليل علاقاتك الأهم فالمهم، فتبدأ بعلاقة الحب مثلا وترى إلى اين ستؤدى هذه العلاقة وتستمر فى رؤية عواقب نفسية، اجتماعية، فروق معينة وكثيرة ستعوق هذه العلاقة ولكنه شىء محبب لك فتقرر ان تتغاضى عن النهاية وتستمر لفترة خادعة تجنبا الصدام بنهاية الطريق المسدود، وتأخذ علاقات الصداقة فى المرتبة الثانية فتجدها مستقرة إلى حد ما وان هناك اختلاف فالصداقة أكبر من ذلك، وتنتهى من العلاقات وتبدأ حسابات العمل الشاقة، ليس لصعوبة هذا النوع من الحسابات بل لأنك ترفض الاعتراف فى المقام الأول أنه لا يستحق العناء ؛ لأنك تبدأ بالمقارنة بين عمل شاق وراتب قليل وبين عمل لا يبذل فيه الكثير من الجهد ولكنه يدر الكثير من المال مثل الممثلين والراقصين والمنافقين -والذين لهم نصيب أكبر من المال- وتنتهى من حسابات العمل ايضا بحجج غريبة على عقلى الشخصى تقبله فتتمحور هذه الحجج حول حبك للعمل والمال ليس أهم شىء والحجة الأخيرة والأكثر استسلاما وهى "كل شىء نصيب"، ومن ثم تأخذ حسابات أخرى وأخرى حتى يتملكك التعب فتقرر ترك كل هذا ورمى الكرة وتلجأ للنوم كما ذكرت.

فكرة الحسابات هى الفكرة الأكثر تعقيدا وبؤسا للعقل البشرى فكيف لك أن تعلم أن شيئا يتعبك وتتجه نحوه كل ليلة، اظن وأكاد أيقن أن الأمل كل ليلة فى محاولة لحل هذه الحسابات، وهذه طبيعة بشرية فأى شىء لا تجد فيه أن التجربة ليست مكلفة أو متعبة يتملكك الأمل كثيرا محاولا ان تحل لغز أو تجد حل لشىء ما ولكنى أجد أن الموضوع لن يتوقف حتى وإن وجدت الحلول فسيترك داخلك أشياء ولو بسيطة وتتلخص داخل....أين أنا وإلى أى مكان سأنتهى ومع من سأكون؟؟؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة