أكرم القصاص - علا الشافعي

صابر حسين خليل يكتب: لقد بلغت الأربعين

الأربعاء، 23 مارس 2016 12:10 ص
صابر حسين خليل يكتب: لقد بلغت الأربعين رجل عجوز - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توقف قطار العمر فى محطته الجديدة اليوم. فقد بلغت الأربعين، محطة غريبة وشعور غريب عجيب وقف القطار لحظات فى هذه المحطة فانظر إلى الطريق لقد قطعت سنوات وسنوات، بعيدة هى لحظة البداية. قريبة هى النهاية.

الطفولة والشباب أمسيا ذكرى والكهولة والشيخوخة فى الطريق، الشيب زار الرأس بنشاط وهمة، والمرض يتسرب فى أجزاء الجسد الآخذ فى الوهن. لقد بلغت محطة العمر الأهم، حاسبت نفسى ما حصدت من تلك السنوات الخوالى.

هل حققت ما حلمت به فى النجاح، فى العمل، فى الزواج والأولاد ؟
الإخفاقات كثيرة، والمحطم من سفينة الأحلام كثير، الآمال الضائعة فى محطات العمر أكثر من أن تحصى. اليوم قد بلغت الأربعين، النظر يضعف ويحتاج لنظارة للقراءة، والقلب صارت دقاته وهناً على وهن. زال عن الجسد عنفوان الشباب، أضحى يركن للهدوء وللسكات، لحظة هى خاطفة هى التى توقف فيه القطار ليته يتوقف سنوات وسنوات، ماذا استدرك فى السنوات القليلة القادمة، هل يتحقق ما فات ؟ هل أدرك أخطاء السنين ؟ هل أصلح ما هلك منى ؟
تساؤلات تسيطر على، لماذا الخوف من هذه المحطة ؟
الآباء قد كهلوا والأبناء قد كبروا، والأقران من حولى أراهم مثلى قد اكتئبوا.
لماذا الخوف من سن الأربعين ؟ هل هو الخوف من قرب النهاية ؟ أو حنين لما فات ؟
فإذا بقول المولى عز وجل " حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَى وَعَلَى وَالِدَى وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِى إِنِّى تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّى مِنَ الْمُسْلِمِينَ "
هكذا قال المولى عز وجل سن الأربعين هو سن القوة للإنسان وليس معناه القوة البدنية خالصة ولكنها قوة الخبرة والعقل والحكمة فقد جعله المولى تعالى سن التكليف بالرسالة لأنه بداية الحكمة والعقلانية، وربط المولى عز وجل هذا السن بأربعة أشياء.
أولها: الشكر على نعمته عز وجل. نعمته فى الصحة والمال والولد وقبلها نعمته فى الدين.
ثانيها: شكر الوالدين وذلك بالدعاء لهما وخص الله ذلك السن بتذكير الإنسان بالدعاء لوالديه لأنه سن الانشغال، فينشغل الرجل بعمله وأولاده وبيته وكذلك الزوجة وهنا يذكره المولى بالدعاء لوالديه والبر بهما.
أما الثالث: العمل الصالح فهذه المرحلة من العمر يسعى فيها الإنسان للنجاح فى عمله وتأمين مستقبل أولاده وقد خص الله عز وجل هذا العمل بكونه صالح لا تشوبه شائبة.
أما الرابع: فهو الدعاء للمولى بجعل ذرية الإنسان أى أبناءه صالحين ليكونوا بارين به كما فعل هو مع آباءه.
هكذا سن الأربعين سن العمل سن العقل والحكمة سن البناء للغد البناء فى العمل، البناء فى الأبناء. لقد بلغت الأربعين فمرحباً بالأربعين.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة