من التعديل للتقطيع والدقدقة والتليين فى الفرن يبدأ يوم "أم أحمد" مصطحبة ابنها الصغير ليكون ذراعها اليمنى فى هذه المهنة الذكورية ولا ينتهى سوى بعد أن الانتهاء تماما من صناعة أكبر كم ممكن من "الخوازيق" أو الأسياخ التى توزع على محال ومطاعم الكفتة فيما بعد.
"منذ طفولتى وأنا أعمل بحرف ومهن مختلفة لأساعد أهلى على الإنفاق، لكن بعد مرض زوجى تحول الموقف من مجرد مساعدة لإنفاق كامل على المنزل وعلى أولادى، ومن هنا قررت أن ألين الحديد بدلا من أن يلين الفقر ظهر أفراد أسرتى".. بهذه الكلمات حاولت "الحاجة فاطمة" السيدة الستينية أن تشير إلى الأسباب التى وضعت هذه المهنة فرض أمام عينيها وليس أمرا اختياريا، فمنذ أكثر من 7 سنوات وهى تعمل بهذه المهنة، مستعينة بالصبر والرضا اللذين كانا مفتاحيها الوحيدين لتقبل الأمر الواقع.
وتحكى الحاجة: "ببدأ يومى من الساعة السابعة صباحا فى هذه الورشة التى أعمل بها، ومن ثم نجمع أنا وابنى الصغير أسياخ الحديد على حسب أطوالها ثم أضعها فى الماكينة التى تعمل على تعديلها، وأبدأ فى تقطيع السيخ بأطوال متساوية، وبعد ذلك إدخاله الفرن ليكون جاهزا للتشكيل والتليين".
وتضيف الحاجة فاطمة: "على الرغم من أن هذه المهمة صعبة وتحتاج إلى قوة ومجهود عضلى كبير يفوق قدرات السيدات لكن ربنا وحده اللى بيقدرنى على ذلك، وأشهد أنه يرسل لى قوة وقدرة من عنده ليعيننى على أداء عملى دون تقصير، وأنا راضية تماما ولا أريد أى شىء من حياتى سوى أن نجد رزق يومنا، وأن يديم الله على الصحة حتى لا أنقطع عن العمل أبدا، وكل ما أتمناه شقة صغيرة غرفة واحدة وصالة بدلا من الغرفة التى أستقر بها مع عائلتى وزوجى المريض، ولا نجد بها نفس".
موضوعات متعلقة..
- فى نهاية شهر المرأة..بالصور 10 وجوه للمرأة المصرية تستحق التحية
- المعلمة فاطمة: "الجزارة مش قوة عضلية دى قوة الشخصية"
- أم محمود تزيح عبارة "للرجال فقط" من عالم الكوارع ولحمه الرأس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة