ما أجمل وأروع جمال النفس من الداخل وتعايشها وتفاعلها مع الآخرين بنسمات الأمل والمحبة والمودة والرحمة وتناغمها مع الجمال الخارجى لآفاق الكون الباهر فى أدق تفاصيله، على عكس من تحول الجمال بداخله إلى قبح فهرول فى متاهة البغض والكراهية والحقد والحسد والتوتر والتعاسة، وتمزقت ذاته بنوايًا سيئة فتنافر مع الجمال الخارجى للكون نتيجة هيمنة المشاعر السلبية والتى تتحول إلى هاجس مزعج لا يكاد أن يفارقه وقد يصبح أسيرًا لها كونها تحركه كيفما تشاء.
ويقول فيكتور فرانكل: "إن الهدف الحقيقي للوجود الإنساني لا يمكن أن يوجد فيما يسمى بتحقيق الذات، فالوجود الإنساني هو بالضرورة تسام بالذات وتجاوز لها أكثر من أن يكون تحقيقاً للذات".
ضع ذاتك في مكانها الصحيح ولا تعطي الأمور السيئة أكبر من حجمها أو تعطي نجاحك قيمة أكبر منه ما يضفى عليك حالة من التوازن والانسجام الداخلى بتعاملك مع ذاتك بوعى، وتجاهلك محاولة أرضاء الآخرين حتى لا تجبرها على الدخول فى متاهة وأد الذات وتصبح أنت عدو نفسك لكونك أصبحت شخصًا آخر، حاول أن يكون نقدك بناء لترى الأمور بوضوح وحتى لا تدمر نفسك، لذلك أعتنى بذاتك باستبدال المشاعر السلبية بأخرى إيجابية حتى ترتقى وتحقق إنجازات تسعدك وذلك بإحداث تغييرات جوهرية على حياتك بتحررك من الماضى واتجه بكل قوتك نحو الحاضر والمستقبل.
تصالحك مع ذاتك يكون بالرضا والقناعة وبما أتت عليه، وتقبلك لواقعك كما هو دون محاولة فرض قوانينك أو أفكارك أو رؤيتك على الآخرين دون أى اعتبار لرأيهم فيدخلك في مشاكل لا حصر لها لأنك لم تكلف نفسك الإنصات لهم أو التحقق ما عليه الأمور ما يجعلك تحكم بتعجل وتحصد نتائج سيئة.
ويقول ماركوس أوريليوس: "لا تُعلّق سعادتك على آراء الآخرين فيك ولا تضع هناءك في أيديهم. ذلك استرقاق طوعي و مصادرة حياة و نفي خارج الذات. وما كنت لترضى أيًّا من ذلك لو كنت تعرف اسمه الحقيقى".
عليك أن تقبل ذاتك بعيوبها وإخفاقاتها وضعفها وزلاتها دون حصر نفسك في تصنيف بعينه فلا يوجد شخص سيئ مطلقا أو جيد مطلقًا فنحن مزيج بين هذا وذاك هذا يقودك إلى تقبل الآخرين بكل اختلافاتهم وتناقضاتهم كون هناك الكثير من العوامل التي تقود البعض إلى أفعال شريرة وقد تكون نفسه خيره ولكن الظروف كانت أقوى منه ومن قدرته ومن صبره واحتماله، لذلك التصالح مع الروح يقودك إلى بداية جديدة بحلم وطموح أكثر وضوحًا بأن تصلح ما تقدر على إصلاحه وتغييره مع احترام وحب ذاتك ومسامحتها حتى يكون لك القدرة على مسامحة الآخرين.
لا تجعل نفسك رهينة لأحد وألغى من حياتك مبدأ المقارنات فالحياة كما تأخذ منك وتعطي يحدث هذا أيضًا مع الآخرين لذلك أعتز بنفسك فقد تكون أنت قدوة ولا تدرى، فقط عدد نعم الله عليك وليس متاعبك لتحقق نجاحات باهرة.
عصام كرم الطوخى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نشات رشدي منصور
حول التصالح مع الذات للاستاذ عصام كرم الطوخي
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام كرم الطوخي
تحياتي وتقديري لكم أستاذ نشأت رشدي