لا تزال تحصد هيلارى كلينتون احدى مرشحات الحزب الجمهورى الاصوات من ولاية تلو الأخرى وفى المقابل يحصد دونالد ترامب الاصوات عن الحزب الجمهورى فى ولاية تلو الأخرى هو الآخر، فيما يبدو اننا سنرى مشهدا رئاسيا ساخنا بين مرشحة الحزب الديموقراطى هيلارى كلينتون امام مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب فى نوفمبر المقبل، هذا ان لم يحدث أى مفاجئات فى الانتخابات الداخلية لكل حزب وهو ما استبعده الان بما نراه من معدلات وفروقات بين كل مرشح والاخر.
ويتبقى سؤال مهم.. ماذا لو فاز ترامب بترشيح الجمهوريين ؟
هذا السؤال يطرح نفسه خاصة وان ترامب بدا عدائيا ضد المسلمين وضد المهاجرين منهم فى امريكا بالتحديد وقال كثيرا من العبارات العنصرية ضد المسلمين مما اغضب حتى زملاءه الجمهوريين الذين حذروا من وصول ترامب لمنصب مرشح الحزب الجمهورى وحذروا من تفتت الحزب على يديه تماما.
فى الحقيقة – وهذا رأيى – اعتقد انهم محقون فى ذلك، لأن حصول ترامب على الاصوات اللازمة ليصبح مرشح الحزب الجمهورى لا يعنى بالضرورة ان الناخبين الذين يصوتون للجمهوريين فى العادة سيصوت جميعهم له هذه المرة، اضف إلى ذلك إلى ان الكتلة المترددة فى التصويت فى كل انتخابات فى الاغلب لن تذهب لترامب لو كان هو المرشح الجمهوري.
لا يعنى ابدا ان عشرات الملايين الذين يصوتون للجمهوريين سيصوتون كلهم لترامب هذه المرة، بل فى الاغلب هناك نسبة ما منهم وستكون معتبرة ستقوم بانتخاب مرشح الحزب الديموقراطى ايا من كان أو مقاطعة الانتخابات كلية، بل وبالتأكيد ستقوم الفئة المترددة بين الحزبين فى كل انتخابات بحزم رايها مبكرا والتصويت لمرشح الديموقراطيين بسبب شدة تطرف ترامب اللفظى والذى قد يبدو جيدا للبعض الا انه لا يبدو كذلك للكثيرين ايضا.
قد يكون مبكرا الحكم على المشهد الختامى للانتخابات الرئاسية الان، الا ان الكثيرين يقولون ان فوز ترامب بالترشيح يعنى ان الديموقراطيين سيصلون للحكم مرة أخرى وهو ما يخشاه الجمهوريون الذين فقدوا مقعد الرئاسة لثمانى سنوات على التوالى بحصول باراك أوباما على منصب الرئيس لفترتين متتاليتين.
ترامب يريد ان يبدو قويا وحازما وصريحا ويتحدث بلغة الشارع الامريكى الخائف من الارهاب وحوادثه خاصة والعالم يشاهد مقاطع بتر الرؤوس وتفجير السيارات وحرق الناس احياءا على شاشات التلفزيون بواسطة داعش وغيرها سواء فى منطقة الشرق الاوسط أو حتى فى قلب أوروبا.. ترامب يريد اصوات هؤلاء، وهو يقول سأكون أنا رجلكم الذى يضع النقط على الحروف.. ولكنه وبينما هو يشتم المسلمين.. يشارك رجال اعمال مسلمين خليجيين بأمواله ولا يبالى، فراس المال اعمى لا يفرق بين دين ودين ولا جنسية وجنسية وترامب يدرك ذلك إلا ان الخطابات السياسية الحادة تلك لا تخلو منها اى انتخابات، ولكن ترامب فاق الجميع فى عنصريته ولغته الباعثة على الكراهية ضد المسلمين، حتى ان رموز الحزب الجمهورى دعوا صراحة لإيقافه ومنعه من وصوله لمنصب مرشح الحزب الجمهورى وقالوا انه رجل خطف الحزب وهو لا يؤمن بمبادئه أصلا.
ويتبقى السؤال.. هل وصول ترامب كمرشح للحزب الجمهورى، يعنى فوز الديموقراطيين بالرئاسة؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية وعارفة
على فكرة