مما لا شك فيه أن مصر تعانى من أزمة فى العملات الأجنبية بصفة عامة والدولار بصفة خاصة مما أدى ندرته فى السوق ورغم تدخل البنك المركزى وضخ المزيد من الدولارات إلى أن سعره تجاوز التسع جنيهات فى السوق السوداء ومازالت نشرات الأخبار تعلن عن السعر الرسمى الذى لم يصل إلى ثمانية جنيهات وكذلك البنوك تعلق بداخلها لوحة لا تأتى بثمن الكهرباء التى تستهلكها حيث أنها تعلن عن سعر الشراء الزهيد مقارنة بالسوق الموازية فهل تعتقد أنه سيأتيها من يبيع بالأدنى وبيده أن يبيع بالأعلى بالطبع لا ؟! لذا فلن تجد الدولارات لتشتريها أو تبيعها فهى لا تشترى ولا تبيع فلماذا الإعلان إن كان خارجيا أو داخلياً ؟!
ونائبة من مجلس النواب تطالب المصريين فى الخارج بتحويل 200 دولار عند دخولهم البلاد بالسعر الرسمى !! وهى لا تعلم أن كثيرا من المصريين فى الخارج لا يجدون ثمن التذكرة التى يسافرون بيها ومرتباتهم بالكاد تكفى مصاريفهم وقليل من المصاريف لأولادهم فى مصر !!
أما الغريب والعجيب فهو ما يحدث فى مجال الرياضة تجاه تلك الأزمة فهى فى وادى والدولة فى وادى وتتصرف وكأننا فى دولة غنية أو بترولية فبدلاً من أن تسمح لأكبر عدد من اللاعبين بالسفر للعب فى الخارج وزيادة حصيلة مصر من الدولارات فإننا نسترد من يسافر منهم ونعيده للبلاد مثل ما حدث مع أحمد حجازى وشيكابالا وأحمد فتحى والسولية …. إلخ بل ونستورد لاعبين ومدربين أجانب يكلفون الملايين من الدولارات.
فمثلاً مدرب الأهلى يحصل على 140 ألف دولار دولار شهريا ومدرب المنتخب يحصل على 65 ألف أما مدرب الزمالك فيحصل على 45 ألف فقط ! يا بلاش !! كل هذه الآلاف من الدولارات وغيرها للاعبين كُثر فى مختلف أندية الدورى تخرج من مصر التى تعيش أزمة من نقص العملة علماً بأننا وصلنا إلى كأس العالم بمدرب وطنى هو الكابتن محمود الجوهرى رحمه الله وحصلنا على بطولة أفريقيا 3 مرات متتالية بمدرب مصرى هو الكابتن حسن شحاتة !! وخرجنا من تصفيات أفريقيا وكأس العالم أكثر من مرة بمدربين أجانب !!
إن الخيار عندما يكون بين رغيف العيش والكورة فملعون أبو الكورة ونوفر الرغيف ولدينا الكثير من الكفاءات الوطنية من اللاعبين والمدربين الذين يمكنهم القيام بما يقوم به الأجنبى بل وأفضل !! فلنعمل جميعاً من أجل انتشال بلدنا من أزمتها كل من موقعه وتكون مصلحة مصر هى الأولى والأهم وكفانا تخبط وتناقضات !!
الدولار