أيمن نعمانى يكتب: الشباب والمحليات..المشكلة فى حل الشفرة أم شفرة الحل؟

الأحد، 13 مارس 2016 04:08 م
أيمن نعمانى يكتب: الشباب والمحليات..المشكلة فى حل الشفرة أم شفرة الحل؟ انتخابات أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع استكمال مصر لاستحقاقات خارطة طريقها نحو الغد، لم يتبق إلا إجراء انتخابات المجالس المحلية وتشكيل هيئات الحكم المحلى، ومن المعلوم أن للمجالس المحلية أهميةً كبيرةً فى منظومة الأداء الخدمى والتنفيذى، وتكتسب أهميتها كونها تتلامس مع حياة المواطن اليومية من جهة ومن الجهة الأخرى من الإدارات الحكومية الخدمية لذا فهى تعتبر نقطة الاتصال بين واقع المواطن وبين جهد الحكومة الخدمى.

ولقد كان الحكم المحلى وإداراته فيما قبل ثورة يناير بؤرة للفساد ووكراً للاستغلال وهذا باعتراف رجالات تلك العصور فى مقولتهم الشهيرة تحت قبة مجلس الشعب "الفساد فى المحليات للرُكَب "
ومع بزوغ فجر دولة القانون والمواطنة الحقيقية وعودة الرقابة الفاعلة للمجتمع فقد أصبح لزاماً أن تُعبر المجالس المحلية عن رغبات المواطنين وتطلعاتهم وأن تكون صدى لآمالهم لحاضرهم ومستقبل أبنائهم.
ولم يعد مقبولاً أن يعاد تشكيل المجالس المحلية بعد ثورتين عظيمتين على نفس نسق ما مضى من عصور الفساد والاستغلال

وتعد الانتخابات المحلية القادمة أخطر تجربة انتخابية لمجالس محلية فى تاريخ مصر ومرجع ذلك إلى أن معسكرات الرجعية السياسية والدينية تعتبرها ورقتها الأخيرة للعودة إلى مسرح السياسية المصرية حيث أن فلول النظام الزائل تريد إعادة الحياة لهذا الجسد المتحلل من بقايا أشلاء الحزب الوطنى المنحل وترها أنها ورقتها الأخيرة بعد تآكل أرضيتها بين المواطنين لفسادهم واستغلالهم وسوء إدارتهم.

كما أن معسكر الرجعية الدينية يرى أن فرصته الأخيرة للتواجد فى الواقع المصرى يكون من خلال الانتخابات المحلية القادمة بعد انحسار الضوء عنهم فى الاستحقاق البرلمانى وخروجهم منه بالفشل وذلك لأدراك المواطن المصرى أنهم ليسوا من نسيج الوسطية المصرية وأن مصر بالنسبة لهم ليست أكثر من أرض إيواء لا وطن انتماء
كما يدرك المعسكرين أن السيطرة والتحكم على مفاصل الدولة يكون من القاعدة ومن خلال التحكم فى حياة المواطن اليومية لتكون باباً لعودة المنافع الشخصية وعرقلة المسيرة الوطنية .

ومع تغير الواقع وضرورة أن يكون الشباب هم عجلة تقدم مصر ووقود نهضتها أصبح من الأهمية بمكان أن يكون للشباب غالبية التمثيل فى التشكيلات القادمة فى المجالس المحلية من خلال نتاجات انتخاباتها.

الشباب الذى لم يتلوث ماضيه بآثام العهود الفاسدة
الشباب الذى لازال هواء فضائه نقياً بالوطنية والانتماء للوطن
الشباب الذى يمتلك روح الغد المتطور وإمكانات المستقبل القادم من علم وفكر
لكن المعضلة تكمن فى كيفية أن يصل الشباب لتبوأ مقاعدهم فى مجالس الإدارة المحلية وهل تسنح لهم الفرصة لكى يأخذوا زمام قيادة الجهد الخدمى المحلى
هل العقبة فى واقع وإمكانات الشباب التى ربما لا تكافئ إمكانات الوجوه القديمة المتمرسة على العمليات الانتخابية بالإضافة لصعوبة اخترق الشباب للمعاقل الانتخابية لتلك الوجوه القديمة
أم أن العقبة فى عدم دعم الدولة للتجارب والوجوه الشبابية وتدعيمها لكى تكون متصدرة المشهد فى الواقع الخدمى المحلى وحائط الصد ضد عودة سحابات الماضى
هل المشكلة فى عدم امتلاك الشباب لحل شفِرة المعارك الانتخابية؟
أم المشكلة فى أن الدولة لا تمتلك شفرة الحل لتفعيل دور الشباب؟
يبقى السؤال هل هو غياب لحل الشفرة أم لشِفرة الحل؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة