بعد التطور الكبير الذى نشهده الآن فى مجال تكنولوجيا الاتصالات وأجهزتها المتعددة الأشكال والأحجام وطرح موديلات أحدث وأحدث كل عام تلبى وترضى جميع الأذواق والاحتياجات لكل الناس وتحميل تطبيقات وبرامج عليها تستخدم للتواصل الاجتماعى عن طريق شبكات الانترنت مثل فيس بوك وتويتر وانستجرام وغيره وغيره أصبح الوصول لأى شخص ولأى معلومة فى لمح البصر ومشاهدة أى حدث يحصل فى أى مكان مهما كان بعده بطريقة سهلة فقط من خلال ضغطة بسيطة على زرار صغير أو لمسة أبسط فأصبحنا نتحدث مع أصدقائنا وأقاربنا ونشاركهم كلامهم ومشاعرهم التى يعبرون عنها فى جمل بسيطة تكتب ليقرأها الجميع وأحيانا نضيف إلى قائمة الأصدقاء أشخاصا نعتبرهم أصدقاءنا المقربين بالرغم عدم معرفتنا بهم ولم نرهم من قبل ولكن هذا من ضمن الأشياء التى فرضتها علينا التكنولوجيا.
وللأسف اعتدنا عليها وأصبحت شيئا عاديا وليس بالغريب بالنسبة لنا فهذا هو المطلوب من صاحب اختراع مواقع التواصل الاجتماعى أن يقرب الأشخاص فى جميع أنحاء العالم ويجعلهم كشخص واحد ولكن الذى كان يفكر فى تلك الفكرة الهادفة لم يطرأ على عقله أن بعد استخدام هذه المواقع ووسائل المفترض أنها للتواصل والتقرب والاندماج المجتمعى أن تخلق فجوة كبيرة وهائلة بين الأشخاص وأن يمكن لهم استبدال الاتصال أو الحديث المباشر بينهم البعض بضغطه على زرار أو كتابة تعليق يتكون من كلمتين للسؤال عن صديق أو زميل أو قريب أو كتابة كلمات مواساة لو علمنا بوفاة احد أو مرض شخصا ما اكتفينا بكتابة تعليق ونسينا الاستخدام الصحيح للهاتف وهو عمل مكالمات وليس الدخول على فيس بوك وغيره وكتابة تعليق نسينا ان وظيفة الهاتف هو الاتصال بالأشخاص التى تهمنا والاطمئنان عليها بسماع صوتها ومواساتها فى أحزانها أو مرضها أو مشاركتها فى همومها ومشاكلها وليس الاكتفاء بكلمة أو ضغطة تظهر لنا وجه حزين أو وجه يبتسم أو وجه غاضب المراد منه التعبير عن مشاعرنا تجاه الكلام الذى قرأناه أصبحنا نبتعد ونبتعد عن اقرب الأشخاص إلينا ونحكم عليهم ونقيمهم من خلال كلماتهم وتعليقاتهم فالتكنولوجيا التى تهدف للتواصل والتقارب ومحو المسافات والحدود بين البشر أصبحنا نستخدمها أسوأ استخدام لدرجة ان عن طريقها بدأت تنهار العلاقات الاجتماعية والروابط العائلية فهذا هو الانسان لا يحسن استخدام أى شئ مصنوع ليفيد ويخدم البشرية بل استخدمه لتدمير وتحطيم المشاعر والقيم الانسانية فهذا هو التطور بالنسبة له ان يستخدم الشىء ليلبى رغباته أو احتياجاته حتى لو كانت معادية للإنسانية.
مواقع التواصل - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة