فالقلب فى بعض الأحيان يطلق ما لديه من خبايا وهموم وأسرار يعجز اللسان عن ذكرها.
حينما نتحدث عن الناس اللى تحت. فأنا أقصد الفقير والمسكين والمظلوم والأرملة والمطلقة واليتيم. والشاب الذى حصل على شهادته ولم يعمل. والشاب الذى شعر بالظلم لأن غيره أخذ حقه بالواسطة والمحسوبية. حينما أتحدث عن هؤلاء فلا يجب أن أنسى الأسر البسيطة التى تشترى اللحوم إلا مرة واحدة فى الشهر.
سيدى القارئ. اذهب إلى أسواق بعض الأماكن البسيطة ستجد أمامك العديد من المفاجآت تجعلك تقف مذهولا مما يحدث. ستجد امرأة تشترى عظام الماشية من أجل أن تطهى عليها الطعام برائحة اللحوم. ستجد امرأة تشترى أرجل الدجاج من أجل أن تصنع لأولادها وجبة من الدجاج ولكنه ليس دجاجا إنما هو رائحة الدجاج.
ستجد أيضا الآلاف من الأسر يقفون طوابير أمام الجمعيات الاستهلاكية فى انتظار كيلو من اللحم الطازج رخيص الثمن. هروبا من جشع التجار وعدم وجود رقابة حقيقة على الأسواق تحمى محدودى الدخل من شراسة الأسعار.
سيدى القارئ. ليس من العيب أن أشترى عظام الماشية وأرجل الدجاج من أجل أن أسكت صراخ أطفالى الذى يعلو يوما بعد يوما. وليس عيبا أن أقف فى طابور كى اشترى كيلو من اللحم فى ظل ارتفاع الأسعار. ولكن العيب اننى بعد كل ذلك وبعد تحملى كافة صعوبات المأكل والمشرب. أجد نفسى مظلوما فى أمور شتى من حياتى، نعم فالظلم الاجتماعى أشد حزنا وأكثر فاجعة. حينما يقدم الشاب على الالتحاق بوظيفة ما نجد كافة العراقيل قد وضعت أمامه. من روتين وواسطة وتمويه وخداع وأكنه سيحصل على وظيفة العمر. فى نفس الوقت شاب أخر من عائلة رفيعة المستوى يعين فى أقوى البنوك وأشهر الشركات. وأعلى المناصب.
إذن ليس عيبا إن يعين الشاب ذات الأصول الرفيعة فى أعلى المناصب وليس عيبا ان يفقد الشاب ذات الأصول المتوسطة حقه فى التعيين ولكن يجب ان يتم ذلك بمعايير تضمن للجميع الحق فى التظلم تضمن للجميع العدالة فى توزيع الوظائف تضمن للجميع شروط عامة يجب توافرها فى الأشخاص وليس شروط تعسفية تدمر مستقبل شاب بسيط حصل على أعلى المراتب العلمية ولكنه فى نهاية الأمر فقيرا
سيدى القارئ. جمهورية الناس اللى تحت بدأت تفقد الثقة فى كل من يتولى أمرها ليس عيبا فى من يتولى أمرها ولكنه خوفا من المستقبل الذى هو فى علم الله. أنها عدم الثقة والتى تولدت من سوء الادراة. وعدم تنفيذ الوعود. وسوء استغلال الناس اللى تحت استغلال سيئا يشعرهم فى بعض الأحيان أنهم عبيد تساق إلى سوق النخاسة ليس لهم رأى وليس لهم شخصية وليس لهم كيان ولا اهتمام بمشاكلهم.
أشم رائحة العفن فى جميع المنافقين الذين يروجون للناس اللى تحت أنهم سعداء. وبالعامية أصلهم ناس بركة الألف جنيه بتقعد معاهم شهور. دول ناس معدتهم بقت قوية مش فارق معاهم سمك ملوث مياه ملوثة صرف صحى سيئ. هما دول ولاد الأصول. تلك هى الحجج التى نسمعها من المنافقين أصحاب القلوب الفاسدة. واننى أتوجه أليهم وأقول لهم يأيها المنافق تعال خد البركة من الناس اللى تحت ولاد الأصول. وإحنا ناخد مكانك ونعيش فى بيئة نظيفة وهواء صحى ونعين فى اعلى المناصب ونتقاضى راتبا عملاقا ونأكل الدجاج بدلا من أرجل الدجاج. ونأكل اللحوم بدلا من أن نأكل عظامها.
إذن ما هو الحل حتى يتم الارتقاء بالناس اللى تحت؟ تطبيق العدالة الاجتماعية عليهم. الاقتراب منهم ومعرفة مشاكلهم. احياءئهم من جديد. تلك الشعارات لن تطبق إلا بتشريع قانون قوى للمجالس المحلية يطلق يد عضو المجلس المحلى فى تطهير الإحياء من الفاسدين.ومواجهة غول الفساد الذى استشرى بجسد الوطن. فالمجلس المحلى هو اقرب سلطة تشعر بهموم المواطن وتدخل إليه أحساس الانتماء الوطنى والشعور بالعدالة لان هناك من يسهر ويعمل ويحارب من أجل راحة المواطن المصرى اللى تحت.
سيدى: نحن نعيش نفس المأساة فلكنا فى سيرك كبير والذى يمتلك موهبة القفز هو من يصل إلى هدف ليس من أهدافه. تخيل معى كم شخصا شاهدته أمامك يقفز على حق ليس من حقوقه ستجد الكثيرين. كم شخص ينصب على الناس تارة
باسم الدين وتارة أخرى باسم الحب وتارة أخيرة باسم نصير الغلابة والفقراء
أخيرا تحية إلى سيادة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى. على مبادرته بالتواصل مع شباب الوطن وأذكر منهم شباب الألتراس. فهذا هو الرئيس الشجاع الذى لا يخشى فى الله لومة لائم. عشت لمصر وعاشت مصر لأبنائها وشبابها.