بعد فيديو"الذباح الصغير" الطب النفسى:نشر هذه الصور يعزز العنف لدى أطفالنا

بينما كانت إحدى الأطفال تتابع قنوات "الكرتون"، وتقرأ قصص "سندريلا" "والأميرات السبع"، وتشاهد قصص الأنبياء .. وبينما كان أحد الأطفال يُشاهد حلقات "إسبونج بوب"، و"بات مان" .. كان هناك طفل فى العاشرة من العمر، يتدرب كيف يقطع الرؤوس، ويقتل من يكبرونه بسنين، ولا يعرف عن الدين سوى معلومات بريء الدين منها براءة الذئب من دم يوسف، يتدرب على يد تنظيم "داعش" .. ويرسل برسائل تهديد لأميركا.

"ذباح داعش" كان هذا اللقب الجديد الذى يحمله هذا الطفل، والذى تحول فجأة بفعل تنظيم إرهابى إلى سفاح .. ففى فيديو صادم بث الرعب فى قلوب الأباء والأمهات، وجمعيات حقوق الطفل، وكل مَن يهتم بالإنسانية والبراءة فى هذا العالم بوجه عام .. شاهدنا هذا الذباح الصغير وهو يقطع رأس أحد الرهائن لدى داعش .. فما كان منا إلا أن تسائلنا: كيف استطاعت داعش التأثير على نفسية طفل للدرجة التى جعلته يقتل؟ .. وهل هذا يهدد أطفالنا المصريين فى ظل انفتاح يجعل من العالم كله قرية صغيرة كما يقولون؟. سألنا أستاذ علم النفس فى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، الدكتورة سوسن فايد، والتى أجابت أنه ليس من المفترض أن يشاهد الأطفال مثل هذه المناظر، فيجب على الوالدين توخى الحذر وترقب ما يشاهده أطفالهم على الإنترنت، لأن ذباح داعش هذا، من المؤكد أنه قبل أن يفعل فعلته هذه، عرضوا عليه مشاهد كثيرة للقتل .. فالتكرار يؤثر فى الوجدان ثم السلوك، مما جعل القتل والذبح "أمر طبيعي" بالنسبه له .. فعينيه اعتادت هذه المناظر.

وتؤكد أنه يجب على رجال الدين، المعلمين، الدعاة، أن ينشروا الثقافة المضادة لمثل هذه الأفعال، وأن يكون رد الفعل ممنهج، وليس عشوائيًا .. فيجب تجريمها من رجال الدين، وكذلك توضيح الآثار المترتبة عليها، كما يجب على الأباء والأمهات مراقبة ما يشاهد الطفل فى هذا السن الخطير الذى تتشكل فيه شخصيتهم، وإن حدث وشاهد أحدهم هذا .. فلا راد لهذا القضاء إلا بتجريم بشاعة هذا الجرم الذى ارتكبه "الذباح الصغير" من الوالدين، والتأكيد أن هذا الفعل "شاذ" وينافى الفطرة الإنسانية.

يُذكر أنه لم تكن هذه المرة الأولى التى يظهر فيها طفل فى فيديوهات داعش، ففى الشهر الماضي، تم نشر صور وفيديوهات لطفل يُدعى عيسى، لا يتعدى الـ 4 سنوات، يتوعد أعداء التنظيم، حاملاً فى يديه "كلاشنكوف"، لكنها المرة الأولى من نوعها أن يظهر الطفل كـ"ذباح".