السفهاء وحدهم والمغيبون والعاقون هم من فسروا كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمناسبة خطابه ورؤيته عن مصر 2030 م، فهماً خاطئاً وتهكمياً سمجاً من جانبهم، إذ راحت أبواقهم العفنة تنعق، وتخط أقلامهم المأجورة، ما تجيش به نفوسهم، وتهذى به ضمائرهم، وأهوائهم وأفكارهم وفهمهم القاصر، عكس ما يقصده الرئيس من وراء قوله وتعبيره: ( أنا لو أطول أبيع نفسى عشان مصر لفعلت).
والسؤال: هل باع السيسى نفسه أو نذر نفسه للشيطان مثل صنمهم المعزول ؟ الذى باع نفسه للجماعة (جماعته) ولإيران حتى التى غازلته بــ30 مليار لقاء ما أسمته العتبات المقدسة فى مصر ! والسياحة الإيرانية من الحجيج تحت دعاوى السياحة !.
هل باع السيسى ضميره الإنسانى، وكبرياء الوطن مثلاً، كما فعل مرسى عندما قايض السلطات الليبية فى طرابلس بقذاف الدم لقاء 2 مليار دولار؟ لا بل ضرب السيسى المثل والقدوة بنفسه عندما تبرع بنصف راتبه ونصف ثروته، ثم يدعو دعوته وفكرته بحث المواطنين ومناشدتهم أن يصبحوا على مصر بجنيه فى الهاتف كما نفعل دائماً فى كل صغيرة وكبيرة ومناسبة وماسجات كثيرة إلا ما يخص الوطن منها.
ولأن الشىء بالشىء يذكر، بعد نكسة عام 67 التى يحتفل بها الأخوان المفسدون كل عام ! أعطت الراحلة العظيمة كوكب الشرق أم كلثوم، درساً للجميع لا عندما جابت العالم العربى من أقصاه إلى أقصاه من محيطه إلى خليجه، تقـيم الحفلات وتتبرع دعـماً للمجهود الحربى وللوطن، بل حتى وهى تصطحب خادمتها الريفية البسيطة الصغيرة، لتكسر حصالتها وبها 11 جنيهاً تبرعاً من الخادمة (الصغيرة) دعماً للمجهود الحربى، شأنها فى ذلك شأن أم كلثوم، وشأن العظماء والكبار والأثرياء وكل المخلصون، فلا فرق هـنا بين كبير وصغـير، كبر المال أو صغـر.
ولكن عندما تتخذ الأبواق العفنة، من التندر والتهكم والسخرية، وسيلة وامتهاناً وارتزاقاً، وتكسيراً للهمم والسواعد، فهنا لا يمكن وصف هؤلاء سوى بالخونة والعملاء كالعضو الفاسد فى الجسد !
وحتى هنا فى الخليج، ومحدثكم يعمل فى الخليج، عند التبرع من الجمعيات الخيرية لدولة أو حروب ونزاعات ما أو كوارث ما حلت بشعب شقيق أو صديق، تهب الجمعيات، ويتبارى أطفال المدارس والأثرياء، كل بما تجود به نفسه وقدراته، وتسلط الشاشات والميديا الضوء، كيف أن طفل أو طفلة ما، تقدمت وكسرت حصالتها وتبرعت بدراهم ( معدودة ) رغم الثراء المادى هنا، ولكن لا أحد يتهكم على طفلة تبرعت بعشرة دراهم أو وضع حد أدنى للتبرع، فكل حسب مقدرته، إذ يبقى المعنى دائماً، وهو التكاتف والتآزر والتكافل والوقوف حتى مع بلاد تعبد البقر ! فالإنسان هو الإنسان، إلا من أناس تجردوا من آدميتهم ووطنيتهم كالأخوان المفسدون، الذين راحوا يتركون كل معنى نبيل وأصيل فى دعوة الرئيس الإنسان، ووقفوا فقط أو راحوا يتهكمون ويتندرون كما هى عادتهم وصنيعهم.
ولجمال الدين الأفغانى قول مأثور أبان احتلال بريطانيا للهند، إذ قال الفيلسوف والمناضل قوله المأثور المشهور، وهو يستنهض الأمة لطرد المحتل موجهاً السؤال للحضور فى مهرجان خطابى فى الهند وللأمة الهندية التى تباهى بكثرتها: كم عدد الإنجليز ؟ فقالوا: كذا، فقال قولته الشهيرة: ( لو كنا ذباباً لآذيناهم ويبلغ الطنين حداً لا يطيقه الانجليز ) ! ولأن الخطاب، خطاب السيسى، موجه أيضاً للأمة هنا عندنا، ويقيننا أن شعبنا من العزة والكبرياء والتلبية، إلا من فئة وجماعة بغيضة تنتمى زوراً وبهتاناً للوطن وللبشر حتى !، ارتضوا لأنفسهم الذل والمهانة وأن يكونوا أقل من الذباب إلا من الطنين ضد الوطن وعبر القنوات ! فكارثتهم أنهم يسيرون دوماً عكس الإتجاه ويدعون، عكس ما تقتضى الأمور تثبيطاً للهمم وفتراً للعزائم.
حقيقة لا أقصد إعطاء دروس لأناس متهكمون ساخرون، وعلى قلوبهم وعيونهم وقر وغشاوة، فقط نشير حتى فى القرأن مجاز وكناية وتشبيهات، ولله المثل الأعلى من قبل ومن بعد، فما بالكم بالعباد وبالسيسى ؟ وأنا وأنت والبشر والناس العاديون والبسطاء فى تعاملاتهم ولغتهم ونواياهم وقصدهم الحقيقى ؟ هو تعبير، ودعوة نبيلة ،ولكن سرعان ما يتلقف العاقون الخبر ويعيدون تدويره وصياغته، ويقفون على الواحدة والكلمة، ويتهكمون سخرية وفظاظة من كلمة وجملة ( أنا ممكن أبيع نفسى لو اتباع ) هى تضحية من أجل الوطن بالنفس أيضاً لو تطلب الأمر، ويبقى القصد والموقف والهدف والغاية، لا الوقوف على فتات الكلام، كما هى الأبواق العفنة.
هل سمعتم عن دعوة أو نهضة ما قامت لها قائمة دون تضحيات ؟، وهل خطر ببالكم أن يبنى مجدًا لوطن دون تجشم العناء والتجمل بالصبر ؟
سالم المراغى يكتب: كفاكم تثبيطا للهمم أيها السائرون عكس الاتجاه
الأحد، 28 فبراير 2016 10:05 م
الرئيس عبد الفتاح السيسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة