بالصور.. "المعز لدين الله الفاطمى".. حكاية شارع شاهد على التاريخ من البداية إلى التجديدات.. الترميمات قيمتها 50 مليون جنيه وحافظت على الروح التراثية

الأربعاء، 24 فبراير 2016 07:52 م
بالصور.. "المعز لدين الله الفاطمى".. حكاية شارع شاهد على التاريخ من البداية إلى التجديدات.. الترميمات قيمتها 50 مليون جنيه وحافظت على الروح التراثية شارع المعز
كتبت سارة مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبقى شامخًا شاهدًا على التاريخ مع مرور الزمن "شارع المعز لدين الله الفاطمى" الذى يوصف من قبل الأثريين كأكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية فى العالم، وأحد أقدم الشوارع، وبرغم كل الظروف التى مرت بها البلاد فى الفترة السابقة إلا أن الشارع دائمًا ما تجده يمتلئ بالزوار من المصريين والأجانب، حيث تجد طلاب المدارس والجامعات ومجموعات الأصدقاء التى أتت لتمضية يومًا مختلفًا، وأيضًا كبار السن من النساء والرجال وبرغم تراجع السياحة الأوروبية بشكل كبير إلا أن الشارع دائمًا ما تجد فيه مجموعات من الزوار الأجانب والجميع يقضى أوقاتًل ممتعة.
شارع المعز (4)

تاريخ أكبر متحف للآثار الإسلامية فى العالم

يرجع تاريخ "شارع المعز" إلى عام 969 ميلاديًا أى منذ إنشاء مدينة القاهرة تقريبًا والتى بناها المعز لدين الله الفاطمى، وسمى الشارع بهذا الاسم نسبة إلى الخليفة الفاطمى الرابع المعز لدين الله والذى بلغ فى عصر نفوذ الدولة الفاطمية أقصاه، ويحتوى الشارع على عدد من الآثار والقيم المعمارية التى يرجع تاريخها إلى مجموعة من العصور المتتالية منذ إنشاء القاهرة الفاطمية وعبر عصر الأمويين مرورًا بالمماليك وهى الفترة التى تمتد من القرن العاشر حتى القرن السادس عشر، ويمتد شارع المعز من باب الفتوح مرورًا بمنطقة النحاسين ثم خان الخليلى فمنطقة الصاغة ثم يقطعه شارع الأزهر مرورًا بمنطقة الغورية لينتهى عند باب زويلة، ويعتبر شارع المعز عصب مدينة القاهرة منذ نشأتها ويضم مجموعة من أجمل الآثار الإسلامية فى العالم والتى تبلغ حوالى 29 أثرًا تنفرد بجمال خاص وزخرفة نادرة وتتنوع ما بين المساجد والمدارس والمدافن وعدد من الكتاتيب والقصور، ويضم الشارع أيضًا آثار من العصر الشركسى والعثمانى ثم عصر محمد على.
شارع المعز (1)

طقوس خاصة بشارع المعز من الماضى مرورًا بالعصر الحالى

شارع المعز كان فى الماضى مقرًا للصفوة الحاكمة وغلبت عليه أنشطة الحياة فى صيغة أرستقراطية وامتلأ الشارع بالدكاكين فوصل عددها إلى 1200 دكان، وكان لشارع المعز تقاليد متبعة فعلى سبيل المثال لم يكن يسمح لعامة الشعب بالمرور فى الشارع فى جميع الأوقات، ويمنع مرور الجمال المحملة بالبضائع إلا بعد تغطية سقايتهم، كما ألزم القانون فى وقتها أصحاب الدكاكين بإنارة القناديل أمام متاجرهم طوال الليل وأن يوضع عند كل دعاء "زير" يملأ بالماء وذلك للسيطرة على الحرائق فى حال نشوبها.
شارع المعز (6)

وأجواء شارع المعز الرمضانية المميزة المستمرة بدأت فى الماضى حيث كان الفاطميون يستقبلون الشهر بموكب كبير للمعز لدين الله يضم رجال الدولة ويقطع الشارع من أوله لآخره ويتم خلاله توزيع الصدقات والعطايا كما يتم عمل العديد من الحفلات، وما زال لشارع المعز مذاق خاص وأجواء رمضانية لا تجدها فى أى مكان آخر.

مراحل تطوير وتجديد شارع المعز

مر الشارع بعدة مراحل لتطويره وترميم الآثار الموجودة بداخله، ولم يقتصر تطوير الشارع على ترميم الآثار المطلة على جانبيه فقط بل امتد ليشمل تطوير الشارع نفسه، حيث تضمن المشروع ثلاث مراحل بتكلفة بلغت حوالى 50 مليون جنيه، المرحلة الأولى كانت خاصة بالواجهات والثانية إصلاح البوابة الإلكترونية والثالثة والأخيرة كانت خاصة بإعادة تشغيل وتجديد الإضاءة فى الشارع، كما قامت وزارة الثقافة بتنفيذ مشروع متكامل لتطوير 20 مبنى لكى تنسجم وتتناسق مع النسيج المعمارى والأثرى للشارع، وقد حرصت الدولة فى تطويرها للمكان على التأكيد على الطابع المعمارى الفريد له مع توفير عوامل الراحة للزائرين، فنجد الأرض الخاصة بالشارع قد طورت بطريقة تجعلك تشعر أنك تسير حقًا فى مصر القديمة.

أبرز المبانى الأثرية فى الشارع المعز

باب الفتوح (1087م): أحد بوابات أسوار القاهرة أنشئ للسيطرة على مداخل القاهرة الفاطمية.
جامع الحاكم بأمر الله (990 م): يعد ثانى مساجد القاهرة اتساعًا بعد مسجد ابن طولون
باب زويلة (1092م): سمى باب زويلة بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة زويلة إحدى قبائل البربر الوافدة من شمال أفريقيا ويشتهر باب زويلة بكونه الباب الذى تم تعليق رءوس رسل هولاكو قائد التتار عليه عندما أتوا مهددين لمصر.
شارع المعز (5)

مسجد الناصر قلاوون (1304): لم يكن مسجد للصلاة فقط بل كان منارة للعلم فقد ألحق بالمسجد مدرسة لتعليم القرآن والحديث وكانت إحدى منارات العالم فى ذلك الوقت.
شارع المعز (2)

مجموعة الغورى (1505م): أنشأها السلطان قنصوه الغورى وتتكون من مسجد وقبة وسبيل.
جامع السلطان المؤيد (1415م): بنى هذا المسجد السلطان الملك "المؤيد أبو النصر شيخ المحمودى" ترجع قصته إلى "المؤيد" قاسى فى ليلة من البق والبراغيث وندر أن تيسر له ملك مصر سوف يجعل هذه البقعة مسجدًا لله ومدرسة لأهل العلم ووفى بندره.

شارع المعز (3)








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة