د. سمير البهواشى يكتب: مأساة الوحش المصرى ووحوش غيره !!

الثلاثاء، 23 فبراير 2016 03:05 ص
د. سمير البهواشى يكتب: مأساة الوحش المصرى ووحوش غيره !! الوحش المصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حزنت كثيرا عندما شاهدت فيديو حرق (الوحش المصرى) بيد مبتكره وإلقائه فى الترعة، بعد أن نال منه الاحباط، وتفكه المصريين على مواقع التواصل وبعض الصحف باختراعه، وتذكرت أيضا الطالب الذى تجنس بجنسية الامارات العربية بعد ان تبنوا فكرة ابتكاره، وخذلته بلده، فحتى متى سيظل أعداء النجاح المتغلغلين فى دواوين الحكومة وأروقة الإعلام يحاربون كل فكرة تأتى على يد شاب مصرى، مما يدفع عقولنا المبتكرة إلى التفكير فى الهجرة، ونسى هؤلاء الذين يطفئون كل شمعة تظهر لتضىء سماء مصر ونسوا أيضا أن أى جهاز نستخدمه الآن لم يولد بحالته التى لدينا الآن لأن الأفكار لا تتسلسل ولا تتقدم إلا بالاستعمال والتجربة اللذين يسمحان لعقول غير من اخترع ان تجدد وتطور فالحاسب الالى مثلا كان حجمه فى بدايته حجم بناية كبيرة والآن بحجم الكف، ولو لاقى مخترعوه نفس مالاقاه مخترح الوحش المصرى، وبدون مؤازرة من الدولة والمقربين ودعمهم النفسى، لفعلوا مثل ما فعل يكتئبون اولا ثم يحرقون ابتكارهم وفى الاخير اما أن ينتحروا أو يهاجروا، وأتذكر أن الاستاذ أنيس منصور ظل يكرر دعوته للشباب أن هاجروا عباد الله لتجدوا الارض الخصبة التى تساعدكم على الإبداع والثروة والرضى عن النفس والغير ويكفيكم بعد ذلك ان ترسلوا المال إلى البنوك المصرية وتأتون للزيارة كلما سنحت لكم الاوقات، وكأن الهجرة فى نظر كاتبنا الكبير هى الحل السحرى لكل مشاكل مصر، نعم قد تكون حلا لمشكلة الشباب ولكنها ليست الحل لمشكلة مصر مع أبنائها الموهوبين، فبالطبع لا يهاجر إلا العقول الباحثة عن البيئة المشجعة والامكانات المتاحة والتقدير المحفز، أما العضلات من أمثال كل البلطجية الذين يبيعون أوطانهم بثمن بخس، دنانير معدودة، أو قرش حشيش وغيرهم من تجار السلاح الذين يستقرون فى الوطن العزيز، ونظل هكذا نربى ونعلم لغيرنا ومن لم نستطع ان نربيه يظل كالشوكة فى حلوقنا !

نعم أمل كل شاب لديه القدرة على الابتكار والاختراع والتزود من العلم أن يحقق ذاته ويشعر بكينونته وهذا لا يتم إلا فى البيئة التى تحترم العقول وتدور فيها آلة العمل بسرعة العصرولا يكون العقاب فيها جاهزا وسريعا والثواب مؤجلا أو معدوما ولكن ذلك لا يجب أن يدفعنا إلى التشجيع على الهجرة للخارج كأخف الحلول وانما يدفعنا للتوجه إلى الدولة ان تيسر ولا تعسر وتحترم وتقدر بل وتكتشف وتشجع وتتعلم من تلك الدول الجاذبة للعقول وتستورد ان صح التعبير قوانينها ووسائلها للتعامل مع مواطنيها وعقولها كما تستورد كل شىء آخر.

ولتكن الهجرة إلى الداخل شعارا للحكومة الحالية والحكومات التى ستأتى من بعدها ولنتوجه إلى هذه العقول القارَّة فى تراب الوطن نرويها تشجيعا وثقة ومؤازرة مادية ومعنوية وسوف نرى مع الايام كيف ستكون مصر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

رضوي سمير

الحل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة