ما أشبه اليوم بالبارحة.. لذلك فالدعوة مفتوحة للأصدقاء القراء ليشاركونا حفل تأبين الوحدة العربية التى نعيش اليوم ذكرى مرور 58 عاما على اعلانها ثم انهيارها بعد 3 سنوات فقط.
فى مثل هذا اليوم تم الإعلان عن قيام دولة وحدة عربية فى بيان مازلت أحفظ بعضا من عباراته رغم صغر سنى فى ذلك الوقت وظل محفوراً فى الذاكرة كل تلك السنين من كثرة ما كتبنا عنه واقتبسنه منه فى موضوعات التعبير فى حصص اللغة العربية وامتحاناتها.
البيان جاء فيه أنه قامت دولة كبرى فى الشرق الأوسط ليست دخيلة عليه وليست عادية ولا مستعدية تحمى ولا تهدد تصون ولا تبدد تقوى ولا تضعف تشد أزر الصديق وترد كيد العدو.
لقد قامت الجمهورية العربية المتحدة بوحدة مصر وسوريا وهو الحلم الذى عاشه عبد الناصر لكنه قدر له ان يشهد انهياره.
وما يحدث فى سوريا الآن يشبه ما كان يحدث فيها عندما زارها أمير الشعراء احمد شوقى وكانت مثخنة بجراح الاستعمار الفرنسى فى وضع يشبه تما ما مايحدث الآن فكتب شوقى قصيدته التى كان عنوانها :"نكبة دمشق" فمن يكتب عن نكبة دمشق الحالية رحم الله شوقى وأعان دمشق لتقوم من كبوتها وتعثر على ضالتها فى وحدتها وعودة أهلها لها.
سلام من صبا بردى أرق...ودمع لا يكفكف يا دمشق
ومعذرة اليراعة والقوافى.... جلال الرزء عن وصف يدق
وذكرى عن خواطرها لقلبى.. إليك تلفت أبدا وخفق
وبى مما رمتك به الليالى.. جراحات لها فى القلب عمق
دخلتك والأصيل له ائتلاق.. ووجهك ضاحك القسمات طلق
تحت جنانك الأنهار تجرى... وملء رباك أوراق وورق
لحاها الله أنباء توالت... على سمع الولى بما يشق
يفصلها إلى الدنيا بريد... ويجملها إلى الآفاق برق
تكاد لروعة الأحداث فيها... تخال من الخرافة وهى صدق
وقيل معالم التاريخ دكت... وقيل أصابها تلف وحرق
ألست دمشق للإسلام ظئرا... ومرضعة الأبوة لا تعق
صلاح الدين تاجك لم يجمل... ولم يوسم بأزين منه فرق
وكل حضارة فى الأرض طالت... لها من سرحك العلوى عرق
سماؤك من حلى الماضى كتاب وأرضك من حلى التاريخ رق
بنيت الدولة الكبرى وملكا.. غبار حضارتيه لا يشق
له بالشام أعلام وعرس.. بشائره بأندلس تدق
رماك بطيشه ورمى دمشقا... أخو حرب به صلف وحمق
إذاما جاءه طلاب حق.. يقول عصابة خرجوا وشقوا
دم الثوار تعرفه فرنسا... وتعلم أنه نور وحق
بلاد مات فتيتها لتحيا... وزالوا دون قومهم ليبقوا
وحررت الشعوب على قناها.... فكيف على قناها تسترق
بنى سورية اطرحوا الأمانى.... وألقوا عنكم الأحلام ألقوا
نصحت ونحن مختلفون دارا.... ولكن كلنا فى الهم شرق
ويجمعنا إذا اختلفت بلاد.... بيان غير مختلف ونطق
وقفتم بين موت أو حياة.... فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا
وللأوطان فى دم كل حر.... يد سلفت ودين مستحق
ومن يسقى ويشرب بالمنايا... إذا الأحرار لم يسقوا ويسقوا
ففى القتلى لأجيال حياة... وفى الأسرى فدى لهم وعتق
وللحرية الحمراء باب... بكل يد مضرجة يدق
جزاكم ذو الجلال بنى دمشق... وعز الشرق أوله دمشق
نصرتم يوم محنته أخاكم...وكل أخ بنصر أخيه حق
وأقول لدمشق فى الختام:
متى تعودين يا شام إنا نهفو إليك ويجمعنا جرح وشوق
فى الغوطة غيد حسان قضين لم ينعهن دمع ولا قلب يرق
فيالهفى عليك غامت سماؤك بدخان نارسعيرها هدم وحرق
ستعودين يوما أكثر رونقا وبهاء فالذهب يجليه سبك وطرق
حمدى نصر يكتب: قصيدة شوقى والوحدة العربية التى كانت
الإثنين، 22 فبراير 2016 02:00 م
جمال عبد الناصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة