رسالتى التى أخطها كناصح قبل أن أكون صاحب ألم
رسالتى التى أكتبها كقلق متخوف قبل أن أكون صاحب ثورة
إن نسيج الوطن الغالى الذى نسجته سنوات التاريخ الضارب فى القدم، ووثقت عراه تحديات العصور المتتالية المحن.
نسيج الوطن الذى شكلت ملامحه وحددت زخارفه أحداثاً جسام مرت بهذا الكيان ما بين انتصارات وانكسارات، كانت كل مرةٍ تزيد النسيج تلاحماً وتناسقاً وترابطاً.
منذ أن خط ملك الجنوب برمحه المغروس فى تراب هذا الوطن المقدس، ابن الجنوب مينا (نارمر).
ابن مدينة طيبة الجنوب، منذ أن خط حدود هذا الوطن العزيز ومصر ورغم كل المحن بقيت صامدةً لم تشهد فى تاريخها تفككاً سياسياً، أو حروباً أهلية، أو تناحر مذهبى أو عرقى أو مناطقى.
بقيت مصر رغم كل المحن التى جسمت على صدر هذا الوطن الراسخ الكيان والجذور، بقيت كتلةً صلبةً متماسكةً، ليس بينها داعى فرقة أو باغى انفصال، أو ساعى للتشرذم.
بقيت مصر حائطاً وسداً منيعاً لها ولكل المنطقة، لا تهون، ولا تلين، ولا تستكين.
عاشت كل صنوف الفساد الإدارى والسياسى ولكنها ما تفككت ولا تجزأت، بل بقيت كيان متماسك الجوانب.
عندما اجتاحها الغزاة الرعاة الهكسوس، خرج بعد سنين لها محررها أبن الجنوب الرافض لذل المستعمر، ابن مملكة النيل أحمس المحرر، فطهرها من ادناس الغزاة وأعادها على أبنائها.
وعندما بغى المحتل واستشراء فساد الاقطاع والملكية، خرج لها باعث نهضتها ومفجر طاقاتها، ابن الجنوب، نصير الفقراء جمال عبد الناصر، فأعاد الوطن والمواطن والكيان والأركان.
كنا دائماً شمالاً وجنوباً كحجرات القلب الواحد، كفصوص العقل الواحد، كليل ونهار اليوم الواحد
كسماء وأرض الكون الواحد. لا نفترق ولا نختلف ولا نتنافر، بل كنا الكل للكل.
والأن وبعد كل هذا التطور الفكرى والتنوير الثقافى، إذا بنا نجد أصواتاً شاذة الفكر، منحرفة التوجه، فاقدةً للحس الوطنى، منتهكةً للترابط القومى، تنفث سموم الجهل والفرقة والضياع فى جنبات البيت المتوحد، تنعق كبوم الخراب فى سماء الوطن الواحد، تسرى كالهواء السام فى فضاء البلد الرحب
تسعى لكى تمزق ترابطنا، تسعى لكى تفرق شملنا، تسعى لكى تشتت شملنا !
أفسح لها الأعلام الكاره للوطن مساحاته الزمنية لكى تكون معاول هدم فى جدران البيت الوطني.
تلقفتها أحضان أشخاص أبتلى بهم الوطن وصنفوا كمشاعل تنوير للوطن وما هم إلا كقطع الليل المظلم فى فضاء سماء الوطن.
لم يعد الأن وقت اجترار جراح الصغار واستحضار عذابات الماضى، ولكنه وقت الحقيقة والوقوف على عتبات الحقوق.
رسالتى التى أبعثها للمستقبل القادم، إلى كل فاعل فى هذا الوطن: بعد التحية
هذا الصعيد
جذور الوطن الراسخة، ومخزون طاقاته الكامنة، وعدة نضاله الباقية.
احتضنوا همومه، وأصلحوا شؤونه، حققوا طموحه.
عانى الكثير، وتلقى اليسير، ولقى التقصير.
ظل البعيد، وعاش الوحيد، وكان الفقيد.
على كل صاحب قرار فى هذا الوطن، أن يعطى من وقته وتفكيره ما يمكن أن يعوض الصعيد ما فاته فى سنوات الضياع وأعوام الفساد والصراع، صراع الجشع والتكالب على خيرات الوطن، سنوات نهب الخيرات والأرزاق، وعصور الاستعباد والاسترقاق.
يا ساسة الوطن ومشرعوه، هذه صفحات حياة الصعيد الحالكة السواد إلا من طيبة أهله وأصالة ناسه، أسودت الصفحات بالمعاناة وقسوة التجاهل والتناسى عبر الأزمنة الفاسدة.
أعيدوا لنا حياتنا وخيرات أرضنا وأعطونا حظنا من ثروات وطننا، امدوا لنا شرايين التنمية والتطوير
وعروق التحسين والتنوير، ضعونا فى خططكم واجعلونا فى ترتيبكم.
لا نريد منكم خطابات ولا شعارات ولا وعود، بل نريد مشاريع وإنجازات وتنفيذ.
يا رأس الدولة وقائدها، لقد خبرت الصعيد وعرفت طيبته وأصله، أجعل التاريخ يذكر أنك قد أوليته اهتماماً وأعطيته حقوقاً ووهبته تنميةً ورخاءً.
يا حكومة مصر، إن الجنوب هو جزء من مصر إن كنتم لا تعلمون، فإن وصلكم العلم بذلك، فقد وجب عليكم أن يأخذ ما يستحقه من تطوير وتنمية وتحديث، لا تكونوا كالسابقين من الغابرين فاقدى الوطنية والضمير.
يا أعلامنا، حاذر من استغلالنا كمادة تسلية وورقة إلهاء، تلهون بها أنفسكم وغيركم، عليكم بمراعاة الحس الوطنى وتغليب المصلحة الوطنية، كونوا عامل ترابط وتنوير وصلوا خطواتنا بالمستقبل المشرق
يا كل الوطنيين فى هذا البلد الغالى، يا كل الغيورين على هذا البلد الغالي....
هذا الوطن ،،، تعهدوه بالرعاية والحماية، وتناولوه بالصيانة والوقاية
اجعلوا الوطن نصب أعينكم، ولا تفرطوا فى مكتسبات حاضركم ومستقبلكم ،
ساعدونا أن نبقى متماسكين بتماثل أحلامنا وتشابه تطلعاتنا ،
كونوا لنا العون والمعين، والسند والنصير ،
للكافة رسالتى، لا تجعلوا الصعيد يشعر بالغربة فى الوطن، فهذه هى السجن الحقيقى
أجعلونا نلتقى ببلدنا بعد طول فراق وافتراق، نلتقى بلدنا ووطننا لنجد فيه الحضن الدافئ بالاهتمام الذى يمنح هذا الفاقد للرعاية، يمنحه اعتناء واهتمام.
أختم رسالتى للكافة، أن المتربص بنا يتحين فرص الفرقة والقطيعة، لكى ينفذ من شقوق التصدع فى جدار الوطن، علينا أن نرص الصفوف وندعم حائط الوطن ليكون سداً منيعاً أمام كل معاول هدم الوطن العزيز.
وفى الختام، لكل مصرى ووطنى منى السلام.
أيمن نعمانى محمد يكتب: لا نريد شعارات ولا وعود وإنما مشاريع وإنجازات
الإثنين، 22 فبراير 2016 03:08 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة