"أم حسن" بتمسح جزم على الكوبرى .. وطالبة فى الجامعة وعمرها 60 سنة

60 عاماً، هى سنوات عمرها التى قضت نصفها فى تربية خمسة أبناء فى ظروف قاسية، وخاصة بعد أن توفى زوجها منذ 16 عاماً، ولم تجد لنفسها عملاً "يفتح البيت" سوى صندوق خشبى صغير وعلبة ورنيش جلست بها "أم حسن" على "مزلقان أرض اللواء" لمسح أحذية المارة، ولكنها لم تكتفِ بلقب امرأة عاملة تسعى لتربية أبنائها، ولم تقنعها دهشة المارة الممزوجة بالفخر والإعجاب لكونها سيدة مسنة تعمل كماسحة أحذية، وقررت الالتحاق بالجامعة لتكمل تعليمها، وتحقق حلماً بدأته منذ الطفولة.

"أم حسن" ماسحة الأحذية الشهيرة على مزلقان أرض اللواء، الحاصلة على "دبلوم التجارة" هى الآن طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان المفتوحة، كما تشير ما تحمله من أوراق رسمية، والتى أبرزتها بكل فخر قبل أن تبدأ حديثها لليوم السابع عن حكايتها مع العمل والتعليم قائلة " ما خطرش فى بالى أبداً أنى ممكن أشتغل الشغلانة دي، بس الظروف حكمت، ومش مكسوفة من شغلتى، أنا بربى عيالى بالحلال"
خمسة أبناء هم إرث "أم حسن" من الحياة كما تؤكد قائلة "عيالى أهم حاجة فى حياتى، وكان لازم أشتغل وأصرف عليهم وعلى تعليمهم"
50 جنيه كانت هى كل رأس مالها قبل أن تبدأ عملها بمسح الأحذية الذى تتذكر بدايته بفخر قائلة : استلفت 50 جنيه من جيرانى تمن صندوق الورنيش، وقلت ربنا هيرزقنى، ومن يوميها وربنا ساترها معايا".

أما عن تعليمها هى فتقول : كان نفسى من زمان أكمل تعليمى، ولما ربنا كرمنى، وعيالى كبروا قدمت فى الجامعة المفتوحة وفاضلي سنة وأتخرج".
لم تتوقف أحلام "أم حسن" عند تربية أبنائها، أو استكمال تعليمها فحسب، بل مازالت أحلامها أكبر من ظروفها المادية الضعيفة، فهى تحلم أن تدخل "البرلمان" كنائبة عن حقوق الغلابة، وترى أن الأحلام مهما بلغ حجمها ليست مستحيلة التحقيق