أحمد عزيز يكتب: سلطة الصورة

إن المعنى الحقيقى للخبر الصحفى كامنٌ فى المعنى الحقيقى للصورة، فالصورة هى الخبر وهى الكيان المادى المعبر عن تفاصيل التفاصيل للخبر الصحفى، فالصورة هى التى تصنع الخبر وقد تغنى عنه فى كثر من الأحيان.

فالمتلقى اليوم يستمد إرادته وأفكاره وآراءه من تفاصيل الصور المقدمة له والمعروضة على وسائل الإعلام.

الصورة هى المتحكم الرئيس فى المعنى الحقيقى أو الزائف للحقيقة، وهى المدافع والحقيقى لحقوق الإنسان، وهى الصانع الحقيقى أو الزائف للديمقراطية.

وقد لا نبالغ إذا قلنا كل حركة كاميرا وكل مشهد وكل لون وكل صوت فى المشهد الإعلامى اليوم، هو سليل واقع سياسى أو ثقافى أو اجتماعى أو اقتصادى معين، لكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك الواقع كائنًا بالفعل، بل قد يكون عالمًا افتراضيًا مصطنعًا.

وبإمكاننا اليوم أن نكره أو نحب شيئًا من خلال الصورة أو الاستماع إلى مقطع صوتى معين لنفس ذلك الشىء، وغير ذلك يساعد فى بث نبض الحياة أو موتها صوتويًا. وصناع الصورة اليوم أشد ذكاءً من أولئك الذين يتخفون وراءها.