ولد فى 14 نوفمبر 1922 دبلوماسى مصرى مسيحى لعائلة قبطية وأم أرمينية كان يشغل منصب الأمين العام السادس للأمم المتحدة.
تخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة ثم حصل على الدكتوراه من فرنسا وعمل أستاذًا للقانون الدولى والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة أسس مجلة السياسة الدولية الفصلية بجريدة الأهرام وعمل مديرًا لمركز الأبحاث فى أكاديمية لاهاى للقانون الدولى.
شغل منصب وزير الدولة للشئون الخارجية فى عهدى الرئيس السادات والرئيس مبارك ونائبًا لرئيس الاشتراكية الدولية حتى تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة بمساندة فرنسية قوية ليصبح أول عربى يتولى هذا المنصب فى فترة سادت فيها صراعات فى رواندا والصومال وأنجولا ويوغوسلافيا السابقة ولم تمتد رئاسته لفترة ثانية بسبب استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو بعد انتقادها له ترأس منظمة الفرانكوفونية الدولية بعد عودته من الأمم المتحدة وترأس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان واستقال فى فبراير.
أنه يعد من أهم الرجال فى مصر لكونه الشخص الذى استطاع أن يدفع مباحثات السلام بين مصر وإسرائيل إلى الأمام، وكان يحمل العديد من الأفكار وقت الوحدة التى كانت بين سوريا ومصر وليبيا منها فكرة طرحها خلال وجوده فى الوزارة فى فترة حكم الرئيس السادات وهى الولايات المتحدة العربية وما زال زلت يرى أنها ستتحقق بعد 100 سنة على الأقل لأن هناك تلاصقاً جغرافيا واشتراكيا فى المصالح وسمات كلها تمثل عوامل وحدة.
كان رغبة أبو السلام الدكتور بطرس بطرس غالى فى تحقيق السلام وإنهاء حالة الحرب بشكل نهائى مع إسرائيل من منطلق رغبته أن تعيش بلاد الشرق الأوسط فى أمن مستمر فقد لعب دوراً مهماً خلال مباحثات السلام التى نتج عنها اتفاق كامب ديفيد وكان أحد أهم ركائز التوصل لاتفاق سلام مع مصر إلا أنه كان من الشخصيات التى أعلنت صراحة عداءها لإسرائيل. وكان لا يؤمن بأن هناك فرصة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قائلا: "نكرهكم ليس فى مصر بل فى العالم العربى أجمع. وأكد أن إسرائيل تعيش فى وهم كبير بظنها أنها تستطيع تقوية السلام مع القاهرة دون التوصل لتسوية مع سائر العالم العربى.
كان له عدة آراء منها:
- أن قضية حقوق الإنسان فى مصر تحتاج إلى جهود مستمرة لعدة سنوات مقبلة لتحسين أوضاعها ومعالجة السلبيات المتراكمة والقصور فى العمل بها وأن مصر بعيدة كل البعد عن خريطة حقوق الإنسان العالمية لأننا كنا منغلقين على أنفسنا
- حرية الصحافة فى مصر أفضل بكثير من بعض دول العالم وهى مؤشر على زيادة حرية الرأى والتعبير
- أن السياسة الخارجية المصرية لا وجود لها من قبل ثورة 25 يناير لعدة أسباب، منها نهاية الحرب الباردة وأن مصر كانت تلعب دوراً عن طريق حركة عدم الانحياز التى انتهت بسبب انتهاء الحرب الباردة ودورها فى تحرير البلاد المستعمرة فى أفريقيا. وأن التفكير الدبلوماسى المصرى ما زال ينظر إلى الشمال، متجاهلين الجنوب الذى ظهرت فيه قوى أخرى منها «الصين، الهند، إندونيسيا، أستراليا، اليابان»، ومن أهم عيوب الدبلوماسية المصرية أننا ما زلنا مهتمين بالدول الأوروبية فقط.
- أن غياب دور مصر عن المنطقة جاء نتيجة غرقها فى مشكلاتها الداخلية وتراجع دورها ولا يوجد ما لديها لكى تساعد به دول المنطقة وأنه ينبغى للساسة الجدد تحويل اهتمامهم من الفوز بأصوات الناخبين إلى ضمان التأييد فى الخارج لحل مشكلات مصر من اقتصاد آخذ فى التراجع بسبب نقص فى المياه المشكلة التى تحتاج إلى الاهتمام بالشأن الخارج وعشرات الزيارات على جميع المستويات من الخبراء للوصول إلى حل للأزمة والانفجار سكانى والبطالة ومشكلات مصر لا يمكن حلها فى الداخل بل تتطلب تعاون دول أخرى.
- إن مصر غير موجودة حالياً فى أفريقيا، وهناك دول حلّت محلها، منها جنوب أفريقيا والصين والهند بسبب مشاكلها بالداخل.
- يجب الابتعاد عن المشاكل والصراعات بالداخل وأن نواكب التطوّر التكنولوجى والثورة العلمية فى العالم التى تعتبر أخطر ثورة على العالم كله ونحن على غير علم بها ومهتمون بالشئون الداخلية أكثر من الخارجية ولم نستطع حل العديد من المشكلات التى واجهتنا منها التعليم الذى يعتمد على طريقة تعليم منذ 20 سنة وجامعاتنا كلها صورة طبق الأصل من جامعة القاهرة سنة 1940 ويجب أن ننفتح على جميع دول العالم ومعرفة كل ما هو حديث وتطبيقه ونبتعد عن سياسة الانغلاق التى نطبّقها الآن.
- أن العلاقات المصرية الأمريكية عادية طالما أن الأسلحة كلها أمريكية والجيش كله يُدرَّب على يد أمريكا وهدف واشنطن الأول هو السيطرة على البترول أينما وُجد.
- أن الموقف الفلسطينى بسبب الصراعات الداخلية داخله أصبح ضعيفاً أمام الجانب الإسرائيلى وإذا ظلت هذه الأطراف منقسمة فمن الصعب مساعدة فلسطين وهذا الضعف يؤثر بدوره على العالم العربي.
- إسرائيل هى طفل أمريكا المدلل، وقد تصبح غير ذلك إذا خرجت دول عربية قوية خطفت منها الأضواء واستطاعت جذب أمريكا إليها لأن أمريكا تتحرك وفق مصالحها وإسرائيل الآن تُحقِّق لها هذه المصالح.
- إن نيلسون مانديلا أكبر شخصية سياسية رأيتها فى حياتى خصوصاً بعد تسامحه وتعاونه مع من حبسه 25 سنة وهذا الأمر الذى أدى إلى استقلال جنوب أفريقيا دون حرب وبعض دول أمريكا الجنوبية طبّقت هذا النظام وطلبوا منى الحديث عن دبلوماسية التسامح. فالتسامح فى أوقات يكون أهم من العدالة لأننى أستطيع من خلاله أن أنسى الماضى فى سبيل الاستقرار.
- أن الرئيس مبارك» لم يستطع فعل شيء طوال 30 عاماً، والفساد الذى ظهر فى نهاية فترته ليس مقصوراً على شخصه لكنه على جميع الأنظمة فى دول العالم الثالث لأنها تعبانة ولا يوجد ثقافة لها ومرتبطة بالتخلُّف. وأن التعامل معه كان محتاجاً إلى مجهود كبير لأنه كان صعب الاقتناع ويخاف من كل شىء جديد وأحياناً كنت أنجح فى إقناعه وأخرى لا أستطيع.
- أشعر بالحزن على وضع مصر الحالى فبعد 70 عاماً من شغل مهتم بمشكلات المصريين أنشأت خلالها معهد العلوم السياسية وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية سنة 60 و«الأهرام الاقتصادى» و«السياسة الدولية».. ولكن كله انتهى.
- إن علينا تقوية جاليتنا المصرية فى الخارج بصرف النظر عن كونهم أقباطاً أم لا ويجب أن نتعلم من إسرائيل التى استفادت كل الاستفادة من جاليتها فى الخارج وكانت رسالته افتحوا الشبابيك والأبواب وما تخافوا من الخارج فنحن أمام ثورة جديدة وأمام تيار عالمى جديد مش عارف خايفين منها ليه.
- كيف نعمل انتخابات ونصف الشعب مش فاهم انتخابات والبعض يعتقد خطأً أنها وسيلة لتحقيق الديمقراطية.
- كان يرى مصر على مدار تاريخها الطويل الممتد عبر آلاف السنين لم تعرف الانقسام والفرقة وكانت دوماً وطناً واحداً لشعب واحد على نهر واحد وسر وحدتها وقوتها يأتى من خلال التنوُّع بين أبناء الوطن الواحد فى شتى المجالات وفى تعاونهم وتلاحمهم جميعاً من أجل خدمة هذا الوطن ومواجهة مشكلاته والشعب المصرى هادئ بطباعه.
فقدنا دبلوماسى وسياسى من طراز فريد تاركا خلفه تاريخا طويلا من الإنجازات فى أبرز المناصب العالمية ,رحل وظل يحلم بوحدة عربية مفعّلة ومتجسّدة فى ولايات متحدة عربية.
عدد الردود 0
بواسطة:
نشات رشدي منصور
رائع يا استاذ. وائل. عبد الودود