عصام كرم الطوخى يكتب: حتى لا تقتل أجمل الأشياء لديك

الثلاثاء، 02 فبراير 2016 10:33 ص
عصام كرم الطوخى يكتب:  حتى لا تقتل أجمل الأشياء لديك الإرادة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد تصادفنا الكثير من الأمور الخارجة عن إرادتنا كفصل أحدنا عن العمل، أو خسارة فادحة فى الأموال أو مرض أحد أفراد الأسرة..، ولم نكن نفكر فيها وعندما تحدث تثير شيئا من الفوضى والقلق والحيرة كون الأمر مفاجئ ولم نكن نتوقعه، وقد تبدو للوهلة الأولى لا نستطيع فعل أى شىء تجاهها بل قد لا نستطيع التماسك بشكل يسمح لنا أن نفكر بهدوء فنفسر الأمور ليس على حقيقتها وإنما وفق ما أتت عليه وليس وفق معايير ربانية نعجز عن فهمها فى حينها.

يقول ابن عربى: "الحر من ملك الأمور بأزمتها ولم تملكه، وصرفها ولم تصرفه".

هنا لابد من وقفة لإعطاء مساحة للأمل فى حياتك أن يجدد بداخلك الثقة واليقين بأن القادم أجمل وأن بإمكانك أن تكون أفضل مما كنت عليه من قبل لأنك تملك من القدرة والطاقة لتغيير مفاهيمك وتصرفاتك تجاه الأحداث، بل ما أصابنا ما هو إلا خطوة للتغيير والتقدم للأمام لأن بإمكانك تغيير أى شيء فى الحياة كونك تدرك جيداً التخلص من الاعتقاد والتفكير السلبى، فالمهم الآن اللحظة الراهنة التى أنت فيها، بعيدا عن ما حدث فى الماضى، فأنت بتركيزك على ما فى يدك وما يمكن أن تستطيع فعله ولو كان بسيطاً تجاه تصحيح الأوضاع والرقى والتطلع لحياة راقية.

يقول على الوردى: "إن كل امرؤ فى الواقع يلون الدنيا بلون ما فى نفسه ويقيس الأمور حسب المقاييس التى نشأ عليها".

فالمهم فى تلك اللحظة أن تحدد أهم شىء بالنسبة لك وتسعى برغبة مشتعلة بداخلك أن تحسن أمورك ولو بقدر ضئيل فالمهم الالتزام لترتقى بالشىء الذى تود أن تراه يتحسن، وذلك بالمثابرة فى اتخاذ أى إجراءات وقرارات تجاه الأمر الذى تعانى منه، المهم أن تفعل شيئا جديدا كل مرة حتى تشعر بتحسن هذا الشىء رافضا شعورك بالإحباط واليأس، بل تحرك بحس أصحاب الرسالات والانجازات فهم لا يسمحوا لأى شيء يمنعهم من تحقيق أهدافهم.

يقول كورت غوتز: "خذ الأمور كيفما أتت، ولكن أعمل لكى تأتى كما تريد".

لا تقبل أن يتجاهلك أحد أو أن يخترق حدود عالمك بجهل ويكون سبباً من أسباب هدم روح الأمل والتفاؤل، فلا توجد مشكلة مستمرة على الدوام فمن السهل تجاوز أى عقبات إذا كنت من أصحاب الصبر والعزيمة وتدرك جيداً عظمة الابتلاءات فى حياتك لأن مفر منها لأى إنسان، فلا تضخم الأمور وتعطيها أكثر من حقها فذلك لن يزيدك إلا تعباً وتعقيدا للأمور، بل ستتكاثر لأنك منحتها موطناً فى عقلك فآذتك، فقط أعط كل شيء حقه واستشعر الهدايا الربانية الرائعة التى تجعلنا نبتسم رغم الأحزان والآلام ونواصل السير بثقة أفضل مما كن عليه لأن بداخلك يقين تام بأن ما أتاك ما هو إلا كل الخير لك بل ستشعر وتدرك ذلك فيما بعد، فبتركيزك على الحلول، أنت تسير فى الاتجاه الصحيح لحياة أفضل بدلا من التركيز على المشاكل التى تقودك إلى ظلمة النفس وقتل أجمل الأشياء لديك.

يقول على شريعتى: "إذا أراد الإنسان أن يفكر بحرية ويشاهد الأشياء بوضوح وبصيرة، فعليه أن يمارس بنفسه الكشف والتحليل والتحقيق ويجتهد حتى يتوصل لحقائق الأمور ويحذر التقليد ويتجنب اجترار قناعات الآخرين، وعليه أن لا يتأثر بشخصية الأبطال والقادة والعظماء، لأن الحق هو المعيار فى تقييم الرجال وليس العكس".

لا تنتظر أن الأمور والظروف ستتغير من تلقاء نفسها، ولكن يجب عليك أن تؤمن بأنك أنت من تغير الأشياء وتروضها وتتعايش معها وتطورها فلا تنظر إلى الأمور من نواحى متضادة بل وتراها من منظور الآخرين فقط فتظل حائرا، بل شاورهم وأبحث عن حل لما يقلقك ويرهبك فأنت رهن ما تفكر فيه وتسعى إلى أن يكون واقعا ملموسا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة