سامح الزهار يكتب: أروح لمين؟؟

الجمعة، 19 فبراير 2016 02:04 م
سامح الزهار يكتب: أروح لمين؟؟ السياحة - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أروح لمين وأقول يا مين ينصفنى منك !!.. هكذا كتب عبد المنعم السباعى وغنت كوكب الشرق أم كلثوم من ألحان رياض السنباطي... كلما استمعت إلى تلك الأغنية صباحاً فى شرفة منزلى بصحبة فنجان القهوة الصباحية سألت نفسى، إذا قولت أروح لمين وأقول يا مين ينصفنى منك !! فلمن أقولها؟؟؟

أقولها للكثير وللكثيرين ولكن أول ما يخطر ببالى يكون للبيروقراطية والعقل الجمعى الرسمى فى مصر أو ما يقال عليه مجازاً "الفكر الحكومى" فى قطاع السياحة والتراث، فنرى تصريحات المسئولين فى مصر تردد دائماً عبارات من نوع: (هناك خطة خمسية.. ندعم الاستثمارات العربية والأجنبية.. لابد وأن تنهض السياحة.. نعمل على تنشيط السياحة.. هنعمل هاشتاج !! )

فى واقع الأمر إننى أتعامل مع كل تلك التصريحات كأغنية الصباح التى أسمعها يوميا ولا أنتظر تغييرها أو تغيير فيها، كلمات كغثاء السيل وإن عبرت عن شىء فهى لا تعبر إلا عن موروث من ماض بعيد لا محل له من الإعراب الآن وحاضر أليم ومستقبل غربت شمسه قبل أن تشرق.

إن ثمة مبدع فى إدارة التراث قادر على ان يجعل من الحجر ذهباً، والأمر يسير على مبدعيه، فالتراث وإدارته وتطويره وتحويله إلى مصدر جذب وقاطرة للتنمية أمر حتمى على الحكومة، بل أقول على الرئيس نفسه والذى لابد ان يعطيه جزءاً من وقته ويضعه على قائمة أولويات المشروعات القوميه فى مصر.

فى إحدى الندوات التى شرفت بالمشاركة فيها سألنى أحد الحضور عن مشكلة إدارة التراث المادى فى مصر، فأجبته بسؤال يقول (لقد ورثت محلاً تجارياً عن جدك الكبير.. اتسم هذا المحل بموقعه المتميز المتفرد وحسن السمعه وجودة البضائع، وأورثك مع المحل عددا من العمال المهرة والبائعين المتميزين وعددا هائلا من الزبائن ولكن المحل يخسر يومياً من رأس المال، فمن يكون المخطئ)؟؟؟
بشكل صريح وبدون تفكير جاوبنى الشاب وقال: العيب فى الإدارة أو البياع مش شاطر !!

وإذا تحدثت مع بعض من يحملون الفكر الوظيفى وإن كانوا من غير الموظفين أجابك الإجابة المعتادة المملة التى تقول (الإرهاب ضرب السياحة !! فيه حملات مقاطعة ضد مصر !! تركيا وقطر بتشتغل ضدنا !!! )، اتعجب من تلك الاجابات وان كان لها وجاهتها ولكن أضع أمامها افتراضا واحدا وهو، ماذا سيحدث لو أقرت الجهات الدولية أن تكون زيارة المتاحف والمواقع الأثرية بالمجان !!! ماذا يفيد اذا !!!

ان هناك وسائل وطرق عديدة قادرة على ان تعود بالدخل الوفير للدولة من قطاع التراث المادى ارى ان بيع التذكره اخرها، فالتوجه للاستفادة من خدمات السينما العالميه اليوم يأتى على قمة الهرم الاستثمارى لمناطق التراث المادى فى العالم، فأننا نرى اليوم ان دولة مثل الصين صاحبة الحضارة القديمه وهى تبنى نموذجا محاكيا لأهرامات الجيزة وأبو الهول لخدمة الانتاج السينمائى خبير مثال ودليل على حجم الاستفادة من عائدات الاستثمار فى ذلك المجال.

أيضا هناك العديد من المشروعات التى من اليسير ان تدر دخلا وفيرا للدولة من خلال الاماكن التى يمكن تحويلها إلى مراكز للإبداع ومسارح، فهناك عدد هائل من الشباب الان يذهب إلى المسارح الخاصة التى تقام بها الحفلات الغنائيه للشباب وتقديم المواهب الشابة الجديدة وذلك مقابل تذكرة دخول ليست بمنخفضة القيمة فماذا ان كان هذا المسرح أو مركز الابداع فى أحضان التاريخ !!

أرى أن المشكلة الحقيقية فى ذلك القطاع هى مشكلة فكر وإدارة وليست مشكلة عدم توافر الاموال لأن ما تنفقه الدولة فى أصغر مشروعاتها إذا تم توجيهه لقطاع التراث سوف يكون له مردود مادى يتفوق على ما تجلبه لنا قناة السويس من أموال كما أرى أن المشكلة ليست مشكلة وزارة الآثار فحسب، ولكنها مشكلة الدولة كلها فهى مسئولية قومية تحتاج إلى تكاتف كل الوزارات من آثار وسياحة وتجارة وصناعة وثقافة واستثمار وتعليم وداخلية وخارجية وغيرها.

فهل ستهتم الدولة بهذا القطاع ليدب الأمل فى نفوسنا من جديد أم ستكون نهاية الأغنية التى تقول (شوف دمعى جارى سهران فى نارى ولا انت دارى بالسهرانين) هى سيدة الموقف !!!







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة