محمد صبرى درويش يكتب: سوريا أرض الجراحة الدقيقة

الثلاثاء، 16 فبراير 2016 02:00 م
محمد صبرى درويش يكتب: سوريا أرض الجراحة الدقيقة سوريا - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التفشى الجم للإرهاب الداعشى فى الشمال والوسط السورى، واستغلال المعارضة بشقيها "المُعتدلة والمُسلحة" للأحداث على مدار خمس سنوات مضت لتنال حصة حكم ترى أنها قادمة، وما بين الشتات لدى الشعب السورى فى البقاء على أرضه والرغبة فى الرحيل كلاجىء سياسى لدول أوروبا ومافيا «الجوازات السورية» التى باعت أُلوف من الجوازات السورية لغير السوريين بغرض اللجوء، وقد تتفاجأ سوريا لاحقاً بالأعداد الضخمة لمن يحملوا الجوازات السورية خارج حدودها.

ومما لا شك فيه أن لدول كثيرة أذرع مُمتدة فى سوريا، تتحرك هذه الأذرع وفق المصالح فقط، وللعديد من الدول قوات بالفعل على الأراضى السورية ولأخرى قواعد عسكرية، والحكاية السياسية لسوريا حالياً تتلخص فى الأتى:

وجود قوات خاصة أمريكية فى شمال سوريا تحمى داعش وتمدها بالمعلومات، ووجود طيران روسى قوى يتحرك فى محاربة داعش، وإيران التى تفيض من عناصر جيشها مُتعاونةً مع حزب الله اللُبنانى فى الحفاظ على الجنوب والجنوب الغربى لسوريا خاضعاً للهيمنة المزعومة، وتركيا التى تجوب الشمال دون قيد على دخولها للأراضى السورية أو شرط، وإسرائيل التى تُنفذ طلعات جوية فوق الأراضى السورية لمهام بعينها.

المهم لكل دولة من هذه الدول أرض أو قطعة من سوريا تستحوذ عليها، ومجرد دخول دولة لقطعة دولة أخرى فلا يُعتبر هذا تعدياً على أرض سوريا ولكن يُحسم على أنه تعدٍ على سيادة الدولة التى تستحوذ على قطعة الأرض السورية، فمثلاً لو تدخلت روسيا لضرب داعش فى بقعة تقطن فيها القوات الخاصة الأمريكية فى سوريا تجد أمريكا تُحذر روسيا بأنها تنتهك السيادة الأمريكية، ولو تحركت روسيا تجاه الشمال لضرب جماعات إرهابية فارة تجد تركيا تتصارع مع روسيا زاعمةً أنها تنتهك السيادة التركية، فالكل له بُقعته والكل يزعم أن سيادته تُنتهك والكل لا يًدرك أنه ينتهك فى المقام الأول السيادة السورية دون تأنيب للضمير السياسى الذى تزعم كل هذه الدول أنها تمتلكه.

السؤال المهم الآن هو نحن نريد وحدة الأراضى السورية وخروج كل قوات هذه الدول من سوريا والقضاء على الإرهاب، كيف هذا فى ظل «فنتازيا السيادة» لكل دولة؟

الجراحة دقيقة للغاية، والأمر فى النهاية سيُحسم بتحالفين مُتضادين فى الهدف ينتفى بين كل تحالف "مصطلح السيادة"، وحتى تتكون التحالفات يلزم لسوريا مُسكنات عاجلة تتلخص فى الحفاظ على الأراضى التى لا تزال تتنفس الأمن وعودة من استهوته فكرة اللجوء ليُدافع عن وطنه بنفسه وماله وما مَلك، فلا تبحث عن وطنك فى غير أرضك، فالوطن والأرض لا ينفصلان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة