محمد أبو الفضل يكتب: خلطبيطة لغوية!

الثلاثاء، 16 فبراير 2016 08:10 م
محمد أبو الفضل يكتب: خلطبيطة لغوية! مدينة الأندلس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شكلت الحالة الأندلسية العربية الإسلامية صدرا رحبا مثاليا لتعايش وتوافق المسلمين مع اليهود والمسيحيين البروتستانت، ولكن صاحب وصول الأسبان الكاثوليك وسقوط الأندلس؛ بداية مرحلة كثرت فيها المظالم بحق المسلمين واليهود والمسيحيين البروتستانت وهو ما دون فعليا بشكل واسع فى كتب التاريخ.

وصاحب تلك العصور غرائب وعجائب عدة أهمها أن أعاد التاريخ التحالف اليهودى البروتستانتى إنتاج نفسه ودفع فاتورته العرب والمسلمين لم يتذكر أى منهم ما حرصت عليه الدولة الإسلامية الأندلسية من حسن المعاملة وسماحة لليهود والمسيحيين البروتستانت، تحالف أيديولوجى بين الصهيونية والمحافظين فى الولايات المتحدة المتحدة يرتدى أثواب متعصبة لا تمت بأى صله لأساس البروتستانتية واليهودية الدينية، وكان الهدف من هذا التحالف العداء المباشر ضد المسلمين والعرب، فى تصرفات تشى بالجحود ونكران الجميل وعدم العرفان بما كان عليه من حال فى ظل الدولة الإسلامية الأندلسية وتبعاتها اللاحقة فى عمق المنطقة العربية من المغرب وحتى المشرق.

شكلت محطة الأندلس التاريخية وميضا براقا فى الحضارات الإنسانية، يؤكد ذلك شواهد العمارة والتأليف والتعايش المديد بين الأنساق الثقافية واللغويه كما تدلل على روح الدين الحنيف وأهدافه وأسسه النبيلة، فلقد اتسع التعليم الإسلامى لكل للملل والنِحل المختلفة، بل والفرقاء وبدون أن يفقد أى منهم فرصته وقدرته على المساهمة والمشاركة الفعاله فى صنع مجد وحضارة من أعظم الحضارات فى التاريخ.

وفى الأندلس خاصة نشأت ما يمكن أن أسميها بــالخلطبيطه اللغوية التى عبرت عن مواز ثقافى إثنى، واختلطت اللغات القوطية مع اللغة العربية، فشكلت مزيجا من لغة مختلفة سميت بلغة الرومانس، وهى تتشابه واللغة السواحلية فى شرق أفريقيا من حيث كونها لغة بمفردات ثقافية وصوتية متعددة.

فاللغة السواحلية تستأنس بكثرة المفردات العربية، ومن ثم تعيد إنتاج مجد التعايش العربى مع الأفارقة؛ فنجده بوضوح فى الصومال وجيبوتى وجزر القمر وإريتريا ناهيك عن السودان بما يمثله من عمق كبير فى هذا الشأن.

الحالة الإسلامية الأندلسية لم تنته بعد ولن تنتهى بأمر الله، فما جرى مستمر فى مناطق التواجد العربى المحصن بقوة الدين الإسلامى وفكر وثقافة الأسلاف الحكماء.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة