بغض النظر عن أن من اعتدى على أطباء مستشفى المطرية ينتمون إلى جهة منوط بها حماية كل صاحب مهنة فى مكان عمله فضلا عن الأطباء الذين يجب أن تتواجد الشرطة ممثلة فى مندوبها بجوار حجرة الاستقبال لتحرير محاضر الحوادث وحماية النوبتشيات فإن ما يحدث للأطباء الآن من ضرب وسباب وعدم احترام من المرضى ليس وليد اليوم – وإن كانت وتيرته قد زادت بعد ثورة 25 يناير – وانما بدأ يظهر بعد الانفتاح الاقتصادى وظهور ما يسمى بالمستشفيات الاستثمارية، فالانفتاح أظهر إلى الوجود فئات كثيرة من الأميين والصناع وأصحاب الحرف وأنصاف المتعلمين الذين تسموا برجال أعمال مما جعل هذا اللقب يطلق على كل من ليس له وظيفة أو حاصلا على شهادة، وهؤلاء الذين ممن لا حيلة لهم والذين أقسم الله ليرزقنهم حتى يتعجب أصحاب الحيل لم يراعوا الله فيما رزقهم وهيئ لهم أنهم بأموالهم يستطيعون شراء أى شىء وأياً من يكون، أما ما سمى بالطبيب الاستثمارى فقد ساعد فى إسقاط هيبة الطبيب لأنه أظهرهم وكأنهم لصوص لا ينظرون بعين العطف والرحمة إلى المريض وانما ينظرون بعين اللص إلى جيب المريض والشاطر منهم من يستطيع سحب أكبر مبلغ من جيب مريضه، وكلا الأمرين (مال الموسرين وجشع الأطباء) أديا إلى نقطتين فى غاية الأهمية وكان لهما الأثر الذى أدى معاملة المرضى للاطباء وكأنهم موظفون يؤدون مهنتهم بآلية معينة لا أنهم سبب فى تخفيف آلامهم يجب احترامهم والامتنان لهم لا اهانتهم والتعدى عليهم.
النقطة الأولى: أدى جشع الطبيب إلى سوء معاملته للمرضى بالمستشفيات وعياداتها الخارجية، وفى أحيان كثيرة يحول مرضى المستشفى الحكومى الذى يعمل به إلى عيادته الخاصة فى المساء بحجج هو أول من يعلم أنها واهية، وبهذا الجشع فقد ساعد على إلغاء هيبة البالطو الأبيض، واختفاء ملاك الرحمة المعهود، ووضع صفة الحكيم فى متاحف التاريخ كأثر نادر لم يعد لمثله وجود الآن ؟
النقطة الثانية: أدى ثراء بعض الفئات الغير متعلمة إلى الاعتقاد بأن أموالهم تساويهم بمن يحمل أعلى الشهادات وتعطيهم الحق بمناداة الطبيب بالـ( دوك..، والباشا، والبرنس..) وغيرها مما شاع الآن من ألقاب غريبة؟؟
وحتى يعود احترام الناس للطبيب يجب أن يعود هو أولا إلى ما كان يتحلى به أطباء الزمن الغابر من رحمة وعفة نفس ورغبة فى إراحة المريض لا إراحة نفسه فيصبح الطبيب الحكيم !!
ثم يجب على المرضى ايا كان مستواهم المادى أو الاجتماعى النظر إلى الطبيب على أنه سبب شفائه وتخفيف آلامه وأنهم فى حاجة ماسة إلى علمه وخبرته ووقته وأنهم لن يستطيعوا أن ينالوا ما عنده بإهانته أو النظر إليه باستصغار.
د. سمير البهواشى يكتب: حتى يعود الطبيب كحكيم زمان
الإثنين، 15 فبراير 2016 10:03 ص
قلم وورقة - أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حماده العوضى
الآمال المتعلقه فى احلامنا
عدد الردود 0
بواسطة:
سامى محمد
كل شيئ تغير