محمد أبو هرجة يكتب: سراب

الخميس، 08 ديسمبر 2016 08:00 ص
محمد أبو هرجة يكتب: سراب أصدقاء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وسط هذا الزحام وبعد خروجه من القطار سائرا وسط الآلاف من البشر، وإذا به يلمح على مسافة بعيدة جدا وجه صديقه الذى فقده منذ سنوات وانقطعت وسائل الاتصال به تماما. وفى نفس الوقت ورغم هذه المسافة البعيدة، لمحه صديقه أيضا فرفع يده وأشار لصديقه والذى رد عليه أيضا الإشارة، فإذا بحالته المعنوية ترتفع كثيرا وترتسم على وجهه كل أنواع الابتسامات وتلمع عيناه من الفرحة ويطل من وجهه نور. 
 
حاول اقتحام الزحام فلا يريد أن يفقده مرة أخرى، ولكن كان الأمر صعبا وكلما حاول الاقتراب يجد صديقه يبعد أكثر وأكثر، تغيرت الابتسامة إلى قلق بالغ. حاول أن ينادى عليه بأعلى صوت حتى يسمعه ولكن صوته تلاشى مع ضجيج أقدام هذه الحشود الهائلة التى تشبه البحر الثائر.
 
وقف على أحد سلالم الصيانة ليرى المشهد من أعلى جيدا. أطلق صرخة عالية مدوية ونادى لا ترحل لا ترحل وأسَمَعَتْ هذه الصرخة المئات ممن كانوا بجواره وانتبهوا والكل يتمتم فى وقت واحد قائلين لا حول ولا قوة إلا بالله ماذا سرق منك هذا السارق. 
 
ينزل من على السلم الحديدى ويجلس على الأرض فى وضع مؤسف قائلا لهم، إنه ليس سارق إنه عمرى الذى ضاع منى، سرقتنى الحياة حاولت أن أصل لنفسى فلم أجدها حتى صارت سرابا واختفت. عطف عليه الناس محاولين تهدئته ولكنه جلس صامتا مندهشا قلقا حائرا .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

سوزان بدوي

العمر لحظة

العمر لحظة إن سهونا عنها رحلت بلا عودة ، تجسيد فني مؤثر للكاتب الفليسوف محمد أبو هرجة ، وفقكم الله الكاتب المحترم .

عدد الردود 0

بواسطة:

صابر حسين خليل

ما اروع سرابك

كلنا يبحث عن هذا السراب صديقي ، أحسنت الوصف والابداع

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق ناجــح

ثقب أسود يدعى الحياة ...

أعتقد أن معظمنا يعرف الثقب الأسود الكوني " مقبرة النجوم " الذي تتلاشى فيه أضخم النجوم .. تتلاشى في دوامته و قوة جاذبيته لتصبح ذكرى .. هكذا حياتنا.. لا نتوقف عن العمل و الشقاء من أجل الحياة دون أن نتوقف لحظات لنعرف موقعنا منها و هل نحن حقاً أحياء أم مجرد تروس في آلة ضخمة لاتتوقف حَتَّى تبلى التروس و لا تعد تصلح لشئ آخر .. أحسنت التعبير صديقي الأستاذ محمد أبو هرجة عن المشاعر المضطربة و القلقة من أن نفقد أنفسنا وسط زحمة الحياة ..

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد أبوهرجة

شكر للاصدقاء

اشكر وجودكم الكريم وتعليقكم الجميل وتواجدكم المشرف لى فى قراءة المقال الاستاذة سوزان بدوى والاستاذ صابر حسين خليل والاستاذ طارق ناجح وانا استفيد منكم كثيرا قبل اى شيئ اشكركم جزيلا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد أبوهرجة

شكر للاصدقاء

اشكر وجودكم الكريم وتعليقكم الجميل وتواجدكم المشرف لى فى قراءة المقال الاستاذة سوزان بدوى والاستاذ صابر حسين خليل والاستاذ طارق ناجح وانا استفيد منكم كثيرا قبل اى شيئ اشكركم جزيلا

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات رشدي منصور / استراليا

قصة رائعة من ارض الواقع

أهنئك علي دخولك بعمق في ادب الخيال .. كم نحن في حاجة اليه .. فكرة رائعة .

عدد الردود 0

بواسطة:

وائل عبد الودود

صديق الكلمة الاستاذ محمد أبو هرجة

مازلت تغوص داخل أعماق النفس تحتفي كثيراً ثم تعود بقوة رائعة وجميلة ولكن مشتاق الى قصصك الجميلة مثل قصة الشقة القديمة ومحطة القطار....تحياتي وتمنياتي بالنجاح والتفوق

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد أبوهرجة

اصدقاء اليوم السابع

اشكرك استاذ وائل عبد الودود واشكر الاستاذ نشأت رشدى منصور على تعليقكم الرائع واتمنى اكون وصلت فكرة غموض الحياة ومتاعبها وبطريقة سهلة للجميع والقادم اتمنى يعجبكم بإذن الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة