اتفقنا فى المقالات السابقة على حتمية دعوة الدولة للشباب المُتبطل لأراضى المليون ونصف المليون فدان، ولا أجد غير الشباب أحق بأولوية الدعوة، وحينما نقضى على البطالة افتحوا استثمارات 1,5 مليون فدان للمستثمرين، فالدعوة الأولى تأتى بربح أكبر ودخول قيمة للشباب.
أما دعوة المستثمرين سيذهب لها عدد محدود من الشباب للعمل تحت مظلة الاستثمار، وسيعمل ساعات كثيرة وسيحصل على حد الكفاف من رواتب يزعمون أن الدولة هى من أقرتها كحد أدنى للراتب بها، أما فكرة تملك الشباب للأرض سيجعله يعمل ساعات قليلة كما قلنا سلفاً ودخل وربح وفير سيُحرك به استثمارات أخرى كثيرة فى الدولة، فاقتصاد الدول يُقاس بدخول أفرادها وليس دخول مستثمريها، وهذا لأن الاستثمار فى المقام الأول يستهدف الأفراد.
بالتأكيد ستُواجه الشباب عند ذهابهم لتعمير هذا المشروع العملاق مشكلات كثيرة، لكنها ليست بالكبيرة ويمكن التغلب عليها بشرط أن نُفكر كدولة تسعى لرفاهية مواطنيها، لا كدولة تشغل حيزا زمانيا فى هذا العالم .
المشكلة الأولى هى مشكلة عدم التأقلم، فشاب كان يعيش وسط المدينة بزحامها بين الضجيج وفجأة يجد نفسه فى صحراء مطلوب منه أن يقوم بتحويلها إلى مدينة تؤج بالضجيج، فالأمر سيكون صعبا عليه فى البداية، وهذه المشكلة حلها بسيط فالدولة تستطيع أن تنقل العمران بسهولة لهناك، وبالطبع سيقول البعض "هى الدولة هتعمل إيه ولا إيه"، أقول له لقد فعلتها الدولة قبل ذلك، فمدينة مثل شرم الشيخ فى البداية حينما كنت تطرح فكرة السياحة على أرض شرم الشيخ، تجد البعض يقول من سيذهب لهناك ليعمل فى "البراح"، انظروا الآن إلى شرم الشيخ وقد أصبحت مدينة سياحية عالمية كبرى، وأزمنة رونقها قادمة وقادمة.
المشكلة الثانية نقص الخبرة فى مجال الزراعة، وهنا يأتى دور الدولة، وبالطبع سيقول البعض "هى الدولة هتعمل إيه ولا إيه"، ستعمل الدولة برنامجا تدريبيا عمليا مكثفا لمدة أسبوع، والأسبوع كثير، يدخل الشاب فى هذا البرنامج ليخرج يمتلك الخبرة فى مجال الزراعة.
المشكلة الثالثة روتين الحياة فما سينام فيه سيستيقظ فيه، وهنا يأتى دور الدولة من خلال أنشطة ترفيهية لن تُكلف الدولة كثيراً، وربما يتعجب البعض ويسأل لماذا كل هذا؟.. لأنك تريد أن تصبح دولة كبيرة قوية يتمنى أى مواطن فى العالم أن يتجنس بجنسيتها، أما إن أردت أن تكون دولة على هامش الدول فظل كما أنت تقول "هى الدولة هتعمل إيه ولا إيه؟ ".
إنها البوابة الكبرى للاقتصاد المصرى إنها بوابة "الزراعة" التى لا يكفيها مقالات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة