شحات خلف الله عثمان يكتب: عشق الانصهار

الإثنين، 05 ديسمبر 2016 02:00 ص
شحات خلف الله عثمان يكتب: عشق الانصهار علم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الوطن هو مقر الأباء والأجداد وأرض الميلاد، يفسره الكثيرون بأنه كيان يشير إلى الهوية والانتماء والتفانى تحت راية وشعار فى خريطة جغرافية.
 
ولكن هناك أوطان أخرى كثيرة، أحدها يتمثل فى الكيان الجسدى الذى يحتوى على المشاعر والأحاسيس البشرية المختلفة بين الرضاء والسخط والغضب والسرور .
 
الوطن شئنا أم أبينا مجبولون على التعايش فيه بمختلف حالاته التى تتغير بين طرفة عين وارتدادها، ربما عشق الأوطان لدى البعض أصبح مجرد ألفاظ تتردد على الشفاه وتلهج بها الألسن تحت وطأة العديد من الأسباب الخارجة عن الإرادة الشخصية، كما يتجلى ذلك واضحا فى حالات القهر أو التطبيل والتهليل إحدى سمات المنتفعين وصائدى المياه العكرة.
 
وهناك فعلا عشق أوطان خارج دائرة التطبيل والتهليل، وهذا العشق يعتبر "انصهار وذوبان" بين مختلف الكائنات من القمة إلى القاع الهدف واضح ومحدد، وهو الوصول إلى درجة الكمال والترفع عن كل الصغائر وإعلاء مصلحة الجميع عن مصلحة الفرد.
 
عندما تكون حالات العشق بهذه الصورة تجد الرخاء والاستقرار والسكينة والطمأنينة فى ذاك الكيان المسمى بالوطن .
 
هناك أشجان فى النفس البشرية تطفو للسطح عندما لا يتجاوز العشق للأوطان طرف اللسان وتقف عندها دورة الحياة وتنعدم الابتكارات حتى البسمات الصافية الخارجة من القلب تفقد طعمها ولا تعرف للفؤاد طريقاً، وهنا فعلا الوضع يكون مؤلما، فيصبح الصدر ضيقاً حرجاً وكأن الحياة أصبحت بلا أكسجين، وسادت العتمة والليل الحالك، وأصبحت القائد الملهم المسيطر على أشعة الشمس ومصابيح الإنارة .
 
ما أحوجنا إلى الخروج من بوتقة عشق طرف اللسان إلى عشق الانصهار والاندماج، فقد ضاقت النفوس والوضع أصبح لا يطاق وما زال هناك قواسم يمكن البناء عليها وترويضها للوصول إلى الكمال. 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة